Author

جائزة الأمير نايف العالمية.. حماية للسنة وصيانة للشريعة

|
إن الحديث عن السنة النبوية وأهميتها، ومكانها في خريطة التشريع الإسلامي، حديث يطول وذو شجون، وله كتبه ومراجعه، فلست هنا بصدد الإحاطة والتفصيل في الحديث عنها، وعن مدى العناية التي حظيت بها عبر التاريخ، وإنما أكتفي بما أمهد به لحديثي حول التعريف بأهميتها، وجائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز العالمية في مجالها، وليس أجمل في نظري في التعريف بها من أنها التمثيل الحي لكتاب الله في واقع الحياة، أو هي القناة، أو الطريق الوحيد المفضي إلى تنفيذ أمر الله كما بلّغه الوحي الأمين، فهي - كما يقول أحد المفكرين - وحدة مركبة وبرنامج عمل يتميز بالشمولية والترابط، ويوازي حياة المسلم نفسها بكل تفاصيلها ونبضاتها، ثم يواصل القول: إنها: المفتاح الأصلي الذي يمكننا من الدخول إلى عالم الإسلام، ودونه فإننا سنظل واقفين على الأبواب. إن الحديث عن السنة النبوية المطهرة يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم .. النبي القائد، والمربي المعلم .. الذي مضى على وفاته أكثر من ألف وأربعمائة سنة، وهو لا يزال حيّاً في قلوب المسلمين حتى اليوم، فهذه الجلود المؤمنة التي تقشعر كلما وجدت نفسها قبالة روضته - صلى الله عليه وسلم - وهذه العيون التي تدمع كلما تذكرته، أو قرأت سيرته، تحمل أهميتها القصوى ها هنا ونحن نتحدث عن السنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، وعما توليه المملكة وقيادتها من دور كبير وأهمية عظمى في العناية بها، مما يجعلنا نعتز ونفتخر في وطننا الغالي مهبط الوحي، وأرض الرسالة بأن قادتنا - حفظهم الله - يولون القرآن الكريم والسنة النبوية اهتماماً كبيراً، وعناية فائقة، فمنذ عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - كانت وما زالت عناية المملكة بالقرآن الكريم والسنة المطهرة عناية شاملة في مختلف المجالات. فها نحن اليوم وبحمد الله نلمس هذا الاهتمام، ونعيش هذه العناية نشراً، وتعليماً، ودراسة وتحقيقاً، وإقامة للمسابقات المباركة ذات الجوائز القيمة، صيانة للشريعة، وحفظاً للدين، وشحذاً للهمم، وتنويراً للعقول وتهذيباً للسلوك، وبناءً للشخصية الإسلامية بعيداً عن الانحراف والتطرف. لقد قيض الله للسنة النبوية الشريفة في كل العصور الماضية رجالاً مخلصين بذلوا جهودهم وأموالهم في خدمتها، جمعاً وتدويناً، وشرحاً ونشراً، وحتى عصرنا الحاضر حيث قيض الله لها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي بذل ماله وجهده، وتبنى جائزته العالمية الموسومة بـ (جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة)، في مجال خدمة السنة النبوية وعلومها، وحفظها وتشجيع الباحثين في دراستها وتأصيلها، واستخراج كنوزها ومكنوناتها. وبالرغم من قصر عمرها الزمني إلا أنها حققت إنجازات كبيرة، ووصلت إلى مكانة عالية، لم تكن لتتحقق وتصل إليها لولا ما تلقاه من عناية واهتمام، وبذل مادي ومعنوي من لدن راعيها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، منذ انطلاقتها في مجالاتها الثلاثة: 1. جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة. 2. جائزة نايف بن عبد العزيز التقديرية لخدمة السنة النبوية. 3. مسابقة نايف بن عبد العزيز لحفظ الحديث النبوي. إن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز رئيس الهيئة العليا جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة جسدت حرص سموه الكريم واهتمامه الكبير بالشباب، وإدراكه دورهم في رقي الأمة ليكونوا عوامل بناء ونفع، ولتحقق المسابقة رسالتها بأن تكون رعاية أبوية ولفتة تربوية من قلب عاصمة الإسلام الأولى ''المدينة المنورة'' فتجمع بين شرف المكان والمكانة. لقد جاءت جائزة سموه المباركة بما تمثله من بعد عالمي وهدف نبيل استجابة لتوجيهات حامل لواء الدعوة عليه أفضل الصلاة والسلام: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)). فتوافد للمشاركة فيها الطلاب والطالبات، وتقاطر للكتابة في موضوعاتها الباحثون من كل مكان، وأصبحت هذه الجائزة مورداً مباركاً، ورافداً سخياً، ومركزاً دعوياً عالمياً تهوي إليه بحوث السنة النبوية من أنحاء العالم فحققت بفضل الله الأهداف من إنشائها، والآمال من إطلاقها، وأصبحت عالمية في رسالتها يشارك فيها كوكبة من علماء المسلمين في كل مكان، وكل ذلك بفضل الله وحده جل ثناؤه، ثم بجهود راعي الجائزة ودعمه وتوجيهاته، أسأل الله بمنه وكرمه أن يجزيه خير الجزاء على هذا العمل العظيم، والإنجاز المبارك، وأسأله أن يبارك له في ماله، وعمره، وعمله، وأن يوالي عليه المزيد من إحسانه وأفضاله، ويجعل ما قدمه ويقدمه لخدمة الإسلام في ميزان حسناته. كما أسأله سبحانه وتعالى أن يشمل بأجره وثوابه كل من ساهم في نجاحها، وأن يحفظ لبلادنا أمنها، فهي حاملة لولاء الدين وحامية حماه، والمدافعة عنه في كل مكان، وأن يديم عزها ورخاءها، ويحفظ لها قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز إنه سميع مجيب.
إنشرها