التربية المنسية

التربية المنسية

قد يتبادر إلى ذهن القارئ لأول وهلة سؤال ما هي التربية المنسية والتربية المنسية هي مادة كانت في ما مضى من المواد التي تلقى بالاً من الوزارة بل ولا يكلف بتدريسها إلا معلم متخصص في تلك المادة ولكن اليوم وللأسف بدأ يتلاشى ذلك الاهتمام بتلك المادة رويداً رويداً ونتمنى أن لا يصل الاهتمام حد العدم حيث أضحت هذه المادة في وقتنا الحاضر لدى بعض المدارس مادة ترفيهية في جداول المدرسين لإراحته من تعب مواده التي تحتاج الشرح والمتابعة المستمرة بل وقد تجدها في بعض المدارس مادة من لامادة له أو قد تلغى أيضاً من الجدول المدرسي لعدم وجود مدرس متخصص يقوم بتدريسها وكذلك عدم إقتناع البعض بأهمية المتخصص لتلك المادة. أعتقد أنك عزيزي القارئ لازلت تبحث في عقلك عن اسم هذه المادة صاحبة تلك الأوصاف أنا سأخبرك بها هذه المادة هي مادة : الـــــتـــربـــيــــة الـــــفــــنـــيـــة نعم إنها مادة التربية الفنية التي تحولت مع الأيام إلى التربية المنسية لأن الوزارة وضعت هذه المادة طي النسيان حيث تم إغلاق هذا التخصص في الجامعات والكليات منذ فترة ليست قصيرة قد تتجاوز الخمس سنوات أو أكثر من ذلك ولم يعد هناك تعيين لمعلمين تربية فنية جدد وخصوصاً خلال الثلاث سنوات الأخيرة وأيضاً حركة النقل لمعلمي التربية الفنية أصبحت أصعب من الصعوبة نفسها وقد تصل إلى المستحيل والعلة في ذلك عدم تخريج معلمين جدد قادرين على تدريس التربية الفنية لكي يحلوا محل من سبقهم وكيفي يأتي ذلك والتخصص ليس له وجود في الجامعات والكليات ولا أعلم ما سر إهمال الوزارة لهذا التخصص على الرغم من قيامها بوضع مناهج وكتب للتربية الفنية وكذلك زيادة حصص المادة في الصفوف العليا للمرحلة الإبتدائية أليس لديها خطط تنموية تستطيع من خلالها معرفة احتياجها من كل تخصص للسنوات القادمة في ظل مشاريع تطوير المناهج القائمة حالياً أيضاً يوجد مدارس في داخل بعض المدن مثل حائل ليس بها معلم متخصص لتدريس التربية الفنية وتجد أن المادة تم إسنادها لأي معلم يقوم بها حتى لو لم يكن مؤهلاً لتدريسها ومع ذلك تجد بعض من معلمي التربية الفنية في قرى بعيدة عن حائل بعضها يصل إلى 200 كلم ولا يتم نقله بحجة عدم وجود بديل يقوم بسد مكانه , سبحان الله في وسط المدينة يتم سد عجز هذه المادة بأي معلم حتى لو لم يكن تخصصه تربية فنية وفي القرى لا يستطيعون سد العجز وما ذنب المعلم الذي يقبع في تلك القرية أن لا يتم نقله لماذا لا يتم سد عجز هذا التخصص في القرية بنفس الآلية المتبعة في المدينة لأنه من الأولى أن يتم تغطية العجز داخل المدينة ثم تغطية العجز في القرى. للأسف الوزارة لا تلقي بالاً لعجز هذا التخصص حيث أن بإمكانها وضع دورات لتأهيل معلمين في التربية الفنية للخريجين العاطلين والمجتازين لاختبارات القدرات حيث أن هذه المادة تعتمد على الحس الفني والإبداع والجمال والتجديد والابتكار أكثر من اعتمادها على الجانب النظري فقط أو تقوم بالتعاقد مع معلمين من دول أخرى غير السعودية لتدريس هذه المادة وتبدأ بإعادة فتح باب القبول في هذا التخصص في كل الجامعات والكيات في مملكتنا الحبية حتى تستطيع مواجهة هذا العجز المتزايد في معلمي التربية الفنية . إن أي مشكلة لابد وأن يتم وضع حلول مقترحة لها وتدارسها لمعرفة إمكانية تطبيقها ومشكلة نقص معلمي التربية الفنية هي ليست مشكلة معلم أو أثنين أو عشرة بل مشكلة شاملة لأكثر من 70 % من معلي التربية الفنية على مستوى المملكة العربية السعودية وتلك الحلول السابقة تعتبر حلول ممكنة التطبيق وإذا لم يتم تطبيق أحد تلك الحلول أو غيرها من الحلول التي تساهم في حل هذه المشكلة فإنه لن يكون أي فائدة من تكوين لجان للنظر في هذه المشكلة لأن أي اجتماع لحل مشكلة ما بدون وضع حلول وتطبيق الحلول الممكنة منها لن يأتي بنتيجة حتى لو أستمر الدهر كله.
إنشرها

أضف تعليق