Author

8 مايو اليوم العالمي للاحتفال بالثلاسيميا .. الخلفية الصحية والخدمات

|
تندرج الأمراض التي تصيب الإنسان بصفة عامة تحت فئات ثلاث هي: ـــ الأمراض المعدية (البيئية). ـــ الأمراض الوراثية. ـــ الأمراض المزمنة (بيئية ووراثية) نتيجة تداخل عوامل مختلفة ومحصلة تفاعلاتها البيئية ـــ الوراثية. وتنتقل الصفات الوراثية من الأبوين إلى الأبناء/البنات والأجيال التالية كصفات سائدة (ظاهرة في الجميع)، وبعضها ينتقل كصفات متنحية، ومن أمثلتها: في حالات الصحة: صفات لون البشرة والشعر والعينين وصفة الطول والقصر، وكذلك صفات أخرى مثل الجمال والقوة والذكاء ومقاومة بعض الأمراض ونوع فصيلة الدم وعامل ريسوس، وغيرها. في حالات المرض: قد يؤدي توارث بعض العوامل الوراثية المتنحية من كلا الوالدين إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل الثلاسيميا والأنيميا المنجلية كما يلي: ـــ تنتقل الاعتلالات الوراثية المتنحية من الآباء إلى الأبناء. ـــ لا يظهر المرض على حاملي الاعتلالات. ـــ يظهر المرض على الأبناء إذا تم توارث الاعتلال من كلا الأبوين. وللتعرف على حجم المشكلة، من المفيد الإشارة إلى ما يلي: أظهرت الدراسات في مجال الأمراض الوراثية أن: 1/50 مولود يعاني من مرض وراثي رئيس. 1/100 مولود مصاب أو حامل لمرض وراثي أحادي العامل المعتل. 1/200 مولود يعاني من اعتلال صبغي رئيس (60% من حالات الإجهاض التلقائي ناتجة عن اعتلالات صبغية). 6 ـــ 7% من الولادات الميتة ناتجة عن اعتلالات صبغية. 6/1000 اعتلالات صبغية جسدية سائدة. 2.5/1000 اعتلالات صبغية جسدية متنحية. 0.5/1000 اعتلالات صبغية جنسية. كما أن تكاليف الرعاية الصحية تعتبر باهظة أخذا في الاعتبار كون الأمراض الوراثية أمراضا مزمنة. وتقدر تكاليف العلاج للمصاب بأمراض الدم الوراثية كما يلي: 1) للمريض المتردد على العيادات الخارجية: • التحصين بالبنسلين. • التحصين بلقاح النيموكوكاي. • فحوصات الدم. • المسكنات لعلاج الآلام. • الفحص الإكلينيكي بنحو 2500 ـــ 5000 ريال. 2) تكاليف علاج المريض المنوم مؤقتًا بسبب النوبات القلبية، نوبات الألم، نوبات الأنيميا الحادة ..الخ 10000 ـــ 20000 ريال. 3) تكاليف طلبات العلاج الإضافية: • نقل الدم ومستلزمات الجراحة .. إلخ. • مساعدة الناس على الحصول على الخدمات الطبية ذات العلاقة ( تشخيصية، علاجية، تأهيلية، وقائية) بنحو 2500 ريال. وتتمثل أهداف الرعاية الصحية للمصابين بالأمراض الوراثية بصفة أساسية فيما يلي: • مساعدة المصابين بالأمراض الوراثية وأسرهم على العيش والإنجاب بطريقة طبيعية قدر الإمكان. • مساعدة المصابين على التكيف مع حالاتهم الاستثنائية، إن وجدت. • تمكين الناس من التواصل والحصول على مستجدات المعرفة وتطبيقاتها ذات العلاقة أما أساليب وطرق الوقاية فتتمثل بصفة رئيسية في الحد من الإصابة بالأمراض من خلال وسائل وطرق عديدة تكتنفها جوانب شرعية وأخلاقية واجتماعية، لعل أقلها تعقيدا وأكثرها تطبيقا الفحص قبل الزواج. كما أن هذا الفحص يشمل أيضا الوقاية من الأمراض المعدية الخطيرة، وبعضها يمكن علاجه والبعض الآخر يعتبر من الأمراض المزمنة.. ويهدف الفحص قبل الزواج إلى الكشف عما يلي: 1 ـــ الإصابة بأمراض وراثية. 2 ـــ حمل صفة وراثية معتلة (تزايد احتمال ولادة أطفال مصابين بأمراض وراثية). 3 ـــ النمط الوراثي، إلى جانب الحد من التأثير المرضي لأمراض الجهاز التناسلي المعدية كعدوى الزهري والسيلان، التي يمكن أن تؤدي إلى أعراض وأمراض، منها: ـــ التهابات تناسلية. ـــ إجهاض أو موت الجنين. ـــ الحصبة الألمانية (نقص المناعة عند الفتيات): ـــ الإجهاض. ـــ إصابة المولود بالتشوهات الخلقية. وكذلك الحد من التأثير المرضي لأمراض التهاب الكبد الفيروسي وفيروس نقص المناعة، التي قد تؤدي إلى مشكلات صحية، منها: الإصابة بفيروس نقص المناعة AIDS: ـــ نقص حاد في المناعة والإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية. ـــ الإصابة بالتهابات الكبد الفيروسية بنوعيها (B,C): ـــ التأثير في وظائف الكبد والإصابة بأورام سرطانية. ويأتي الفحص قبل الزواج لوقاية الفرد والأسرة والمجتمع، وحرصا على المصلحة العامة وهو قد بدئ العمل به تدريجيا اختياريا في البداية عام 1423، ثم إلزاميا بداية عام 1425 هـ، حيث نص قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 3 وتاريخ 7/11/1424 هـ على ما يلي: "وافق مجلس الوزراء على ما عرضه وزير العدل بشأن الفحص الطبي الذي يجرى قبل الزواج، تطبيقاً لقرار مجلس الوزراء رقم (5) وتاريخ 4/1/1423 هـ، وذلك بتطبيق الضوابط الصحية للزواج على جميع السعوديين وإلزام طرفي العقد بإحضار شهادة الفحص الطبي قبل إجراء عقد النكاح، ويكون تطبيق ذلك ابتداء من شهر المحرم عام 1425 هـ، مع عدم الزام أي من طرفي العقد بنتائج الفحص الطبي متى ما شاء ذلك". وفي ضوء نتائج الفحص، قد يسلتزم الأمر شرح نتائجه وتبيان مدلولاته وما إذا كان المقبلان على الزواج متوافقين صحيا، وذلك من خلال ما يعرف بالاسترشاد الوراثي. والاسترشاد الوراثي عملية توعوية تعليمية يتم بواسطتها تقديم المعلومات الوراثية للمرضى والأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالاعتلالات الوراثية لفهم طبيعة الأمراض الوراثية، وطرق انتقالها، والوسائل المتاحة للعلاج والتخطيط الأسري، كما أن مأذون الأنكحة له دور إضافي للحد من حدوث الإصابة بالأمراض الوراثية من خلال الإرشاد والتوعية بها. نسال الله العلي القدير دوام الصحة والعافية للجميع .. والله الموفق.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها