العالم

أتباع المرشد الأعلى: فريق أحمدي نجاد سحرة ومشعوذون

أتباع المرشد الأعلى: فريق أحمدي نجاد سحرة ومشعوذون

أتباع المرشد الأعلى: فريق أحمدي نجاد سحرة ومشعوذون

حذرت صحيفة ''جوان''، التابعة للحرس الثوري الإيراني، مما سمته فتنةً يحيكها فريق أحمدي نجاد ضد المرشد آية الله علي خامنئي. ووصفت الصحيفة في مقال نُشر أمس، فريقَ الرئيس بالمنحرف، وأنه من خلال استراتيجية الرئيس في التحدي المستمر لإرادة الولي الفقيه ''ومواجهته'' سينفذ فتنة كبيرة ضد القيادة. وأشارت الصحيفة بوضوح إلى أن جدار الثقة انهار بين الرئيس والمرشد، وأن شعارات أحمدي نجاد حول ولاية الفقيه ليست إلا خدعة وكذبة كبيرة، وهو يخطط عبر تغيير وزرائه إلى فتنة كبيرة مقبلة ضد الولي الفقيه. وكانت مصادر في المعارضة الإيرانية قد أكدت في وقت سابق وقوع مصادمات دموية أمس الأول في طهران بين أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد وأتباع المرشد الأعلى علي خامنئي أدت إلى إصابة عدد منهم بجروح بليغة. #2# وقالت المصادر إن المصادمات وقعت مقابل محطة المترو عند الباب الشمالي لمصلى طهران الكبير بعد أن تبادل الطرفان شتائم واتهامات بالانحراف. وأفادت المصادر بأن عناصر ''الباسيج'' وجماعة أنصار حزب الله المؤيدين لخامنئي تجمعوا أيضاً في ساحة منيرية ــ جنوبي العاصمة ــ وسط تدابير أمنية مشددة من قبل الشرطة وذلك لمنع أنصار صهر الرئيس، إسفنديار رحيم مشائي، من إحياء مناسبة دينية ليلاً. وكرّر الرئيس الإيراني أمس ولاءه لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، في مواجهة ضغوط المحافظين في السلطة الذين يطالبونه بـ ''الطاعة''. وقال أحمدي نجاد خلال مجلس الوزراء، كما نقل عنه التلفزيون الرسمي، إن ''الحكومة، بقوة الكلمة والفعل، ستواصل الدفاع عن ولاية الفقيه''. وفي الأيام الأخيرة، كثف المحافظون الذين يتولون الحكم في إيران، الضغوط على أحمدي نجاد الذي توترت علاقته بالمرشد الأعلى بعدما رفض الأخير إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي. وقال رجل الدين البارز حجة الإسلام كاظم صديقي في تصريحات نشرتها الصحف أمس إن ''الرئيس أكد أنه سيخيب أمل أعداء النظام (بقبول ولاية المرشد)، لكن ذلك ليس كافيا، وننتظر منه أفعالا''. وأضاف صديقي، أحد أئمة طهران، أن ''الرئيس ليس في علاقة الابن بوالده مع المرشد، وإنما هو جندي ولي الفقيه، وعليه أن يطيعه طاعة عمياء''. ووجَّه صديقي، انتقادات مباشرة إلى أحمدي نجاد في أثناء حضوره السبت الماضي مجلساً دينياً في منزل خامنئي، قائلاً إنه ''لا بد للرئيس أن يعلم أن تأييد الجماهير له ليس مطلقاً، وإنما مشروط بمدى انصياعه للزعيم الأعلى وطاعته''، وحذّره من مصير مشابه لمصير الرئيس الأسبق أبو الحسن بني صدر الذي عُزل عام ١٩٨١. وكان أحمدي نجاد قد أكد في أول أيار (مايو) أنه يطيع المرشد ''كابن يطيع والده'' وذلك في كلمة ألقاها أمام مجلس للوزراء، وكان يُفترض أن تنهي أسبوعا من الأزمة بين الاثنين. وقاطع أحمدي نجاد قبل ذلك كل الأنشطة العامة لمدة ثمانية أيام بعد اعتراض آية الله خامنئي على قرار الرئيس بإقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي القريب من المرشد. وأثارت هذه المواجهة حول السيطرة على وزارة الاستخبارات حفيظة المحافظين على الرئيس وتتعدد المؤشرات على أن التوتر لم يخف منذ ذلك الحين. فقد اعتقل حجة الإسلام عباس أميريفار، إمام الصلاة في الرئاسة، والقريب من أحمدي نجاد في الأول من أيار (مايو) لدوره في قضية غامضة تتعلق بإذاعة قرص دي.في.دي. كما أكد القضاء اعتقال ''مشعوذ'' على علاقة برحيم أصفنديار مشائي المستشار الرئيس للرئيس أحمدي نجاد. وقال الجنرال محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري محذرا ''لقد نسي البعض قيم الثورة ويسعى إلى تحريف معنى الإسلام، لكن الشعب لا يتبع الشياطين والجن ولن يسمح بأي انحراف''. ونفى أحمدي نجاد أمس انحرافا مماثلا، وقال إن ''البلد يبنى فقط بالحكمة والتضحية''. ويعد مشائي منذ وقت طويل العدو الأول للتيار الديني المتشدد الذي يأخذ عليه قوميته الزائدة وليبراليته وتأثيره القوي في الرئيس. وهو متهم حاليا بقيادة تيار ''انحرافي'' من قبل متشددي النظام، الذين طالبوا أكثر من مرة أحمدي نجاد بالتخلص منه دون نجاح حتى الآن. ومنذ أسبوع يحرص رجال الدين المحافظون أيضا على تذكير الرئيس يوميا بواجب ''الطاعة'' للمرشد. وقال آية الله أحمد تقي مصباح يزدي، معلم أحمدي نجاد السابق، إن ''الطاعة والخضوع للمرشد واجب ديني لا علاقة له بالسياسة'' وذكّره أيضا بأنه يستمد ''شرعيته من رضا المرشد، وليس من تصويت شعبي''. وزاد على ذلك ممثل المرشد لدى ''البسدران'' حجة الإسلام مجتبى ذو النور، مؤكدا أنه ''لا شرعية للرئيس ولا لأحد من دون أمر المرشد''. كما كثف البرلمان، الذي يهيمن عليه الجناح المتشدد في النظام الذي عارض كثيرا الحكومة في الأشهر الأخيرة، ضغوطه وقدّم مذكرة تطالب الرئيس بالحضور لتفسير موقفه وفقا لوكالة ''مهر''. وحصلت هذه المذكرة بالفعل على أكثر من 90 توقيعا من التوقيعات الـ 175 اللازمة لإقرارها وفقا للمصدر نفسه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم