سورية: حالة غليان في حمص والقوات الأمنية تقتل 14
قال حقوقي في مدينة حمص أمس: إن القوات السورية قتلت أربعةعشر محتجا البارحة الأولى في المدينة أثناء مواجهات بعد مقتل زعيم قبلي محتجز.
وتابع: إن حمص في حالة غليان، مضيفا: إن قوات الأمن وبلطجية النظام يستفزون القبائل المسلحة منذ شهر، ولكن المدنيين خرجوا أيضا في أعداد كبيرة إلى الشوارع في مختلف المناطق في حمص وجرى إطلاق الرصاص عليهم.
وطالب آلاف في المدينة أمس بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد أثناء تشييع جنازة ثمانية محتجين قتلتهم قوات الأمن بالرصاص رغم التعهد بإلغاء حالة الطوارئ.
وقال شاهد: إن المشيعين أخذوا يرددون "زنقة زنقة.. دار دار، هنطيح بك يا بشار".
ويواجه الأسد تظاهرات غير مسبوقة ضد حزب البعث الحاكم الذي يترأسه، وقد أعلن يوم السبت أن قانونا جديدا يحل محل حالة الطوارئ المعلنة منذ نحو نصف قرن سيكون جاهزا بحلول الأسبوع المقبل.
#2#
ولكن تعهده برفع حالة الطوارئ لم ينجح في تهدئة المواطنين المطالبين بقدر أكبر من الحرية في سورية أو كبح أعمال العنف التي ذكرت منظمات حقوق الإنسان أنها أسفرت عن مقتل 200 على الأقل.
وفي جسر الشغور إلى الشمال دعا نحو ألف شخص إلى إسقاط النظام أمس، مرددين الهتافات نفسها التي أطلقها محتجون أطاحوا برئيسي مصر وتونس، أثناء تشييع جنازة رجل قالوا إن قوات الأمن قتلته.
وشارك الأحد آلاف في جنازة جندي يعتقد أقاربه أنه تعرض للتعذيب قبل وفاته. وفي جنازة أخرى في بلدة تلبيسة أمس الأول قال شاهد العيان: إن قوات الأمن قتلت ثلاثة محتجين بالرصاص.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن "مجموعة إجرامية مسلحة" أطلقت النار على قوات الأمن وقتلت رجل شرطة وأصابت 11 آخرين. كما ذكرت أن وحدة من الجيش اشتبكت مع مسلحين على طريق سريع وهم في طريقهم للشمال من حمص وقتلت ثلاثة.
وعبرت شخصيات معارضة عن اعتقادها بأن أي تشريع يحل محل قانون الطوارئ من المحتمل أن يبقي على القيود الصارمة على الحريات السياسية.
كما قالت "سانا" أمس: إن عناصر شغب في منطقة (القابون) في دمشق أقدمت البارحة الأولى على افتعال حريق في كابلات تعود لمؤسسة الكهرباء موجودة ضمن نفق عند مدخل دمشق الشمالي ما أدى إلى اشتعال النيران في بعض الكابلات. وأضافت الوكالة: إن الأهالي بالتعاون مع طوارئ الكهرباء استطاعوا تطويق الحريق الذي ألحق أضرارا كبيرة. وكان متظاهرون قد خرجوا أمس الأول في بعض المدن السورية وخصوصا في حمص ودرعا وبانياس ودوما والمعضمية، مرددين شعاراتهم المطالبة برفع حالة الطوارئ والمشددة على الحرية والوحدة الوطنية ومحاسبة من سفك الدماء. وذكرت الوكالة نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن عنصرا من الشرطة استشهد وأصيب 11 آخرون من قوات الشرطة والأمن نتيجة إطلاق الرصاص عليهم من قبل مجموعة إجرامية مسلحة في بلدة (تلبيسة) قرب حمص وسط سورية أمس. وقال المصدر: إن المجموعة المسلحة أطلقت النار عشوائيا وقامت بترويع المواطنين وقطع الطرقات العامة. مشيرا إلى أن قوات الشرطة لا تحمل سلاحا وكانت تقوم بحفظ النظام. وفي مجال متصل قال مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السورية: إنه بعد تكرر قطع الطريق الدولي (حمص ـــ حماة ـــ حلب) في النقطة المحاذية لبلدة (تلبيسة) على أيدي مجموعات إجرامية مسلحة عملت على ترويع المواطنين الأبرياء، تم تكليف قطعة عسكرية من وحدات الجيش بمهمة التحرك إلى المنطقة المذكورة لوضع حد لجرائم تلك المجموعات الإجرامية المسلحة ولمنعها من تكرار قطع الطريق الدولي. وأضاف: إنه لدى اقتراب القطعة العسكرية من جسر بلدة (تلبيسة) قامت عناصر المجموعات الإجرامية المسلحة المتمركزة في المباني المجاورة للطريق بفتح النار على القطعة العسكرية التي تعامل أفرادها بالرد الفوري على مصادر النيران ما أدى إلى مقتل ثلاثة من العناصر الإجرامية المسلحة وجرح 15 منهم، في حين جرح خمسة من عناصر الجيش. وفي حمص قالت صحيفة (الوطن) السورية: "نزلت مجموعات مسلحة إلى شوارع المدينة واشتبكت مع قوات الأمن في عدة أحياء وسط تضارب في الأنباء عن عدد الإصابات في حين أفادت التقارير باستشهاد شرطي، وتمكنت قوات الجيش من مقتل ثلاثة من العناصر المسلحة برصاص قوات من الجيش ردا على نيران تعرضوا لها قرب مدينة تلبيسة"، مشيرة إلى إصابة 31 شخصا في الحادثتين أكثر من نصفهم من قوات الأمن. وأضافت الصحيفة أمس: إنه "حسب عدد من سكان حمص كانت الأمور هادئة حتى بعد ظهر أمس حين أتى نحو 2000 شخص إلى مدخل حمص في محاولة لإنزال تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد، وذلك استجابة لدعوات إحدى صفحات شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت فتصدى لهم سكان المنطقة، ما لبث أن أخرج هؤلاء الأشخاص الأسلحة النارية من تحت الأحزمة وتدخلت قوات الأمن مباشرة، إلا أنه سرعان ما انتشرت سيارات في بعض الأحياء تصوب نحو المواطنين العزل وسقط عدد منهم حسب الاتصالات التي تلقتها الصحيفة. وأضافت: إنه تم توقيف عدد من المسلحين ومن بينهم لبناني حسبما تناقلت وسائل إعلام، كما تمت الدعوة إلى الجهاد وفقا لمصادر أخرى، ولا سيما كما يذكر ناشطون من المدينة على صفحات (فيسبوك). من ناحية أخرى قالت صحيفة (الوطن): إن مدينة (دوما) في ريف دمشق شهدت تظاهرة قام بها نحو 150 شخصا وفي بانياس خرجت بعد ظهر أمس تظاهرة شارك فيها نحو 500 شخص هتفوا خلالها بالحرية ورفعوا شعارات مناهضة للنظام. وفي المعضمية شارك مئات في تظاهرة البارحة الأولى رددوا فيها شعارات عن الحرية والشهيد والوحدة الوطنية وتدخل عناصر حفظ النظام لتفريق المتظاهرين دون وقوع أي ضحايا. واستمرت التظاهرات السلمية المعارضة في عديد من المدن السورية دون احتكاك مع الأمن وسقوط أي إصابات. ونقلت الوطن عن مصادر مدنية أن التظاهرات كانت سلمية ولم تشهد أي احتكاكات مع الأمن المنسحب من المدينة، وعمد المتظاهرون إلى تنظيم الحركة على الطرق لتجنب الفوضى. وذكرت المصادر أن مدينة (الحراك) إلى الشمال الشرقي من درعا بنحو 50 كيلومترا شهدت أمس تشييع أحد شهدائها من عناصر الجيش الذين سقطوا خلال أحداث مدينة (بانيا) وقد شارك في التشييع نحو 20 ألفا طالبوا بضرورة محاسبة القاتلين. كما شهدت محافظة (السويداء) جنوب البلاد حسب الصحيفة تظاهرتين صغيرتين إحياء لعيد الاستقلال حيث أكد أحد المشاركين أن 300 شخص ذهبوا إلى قرية (القريا) مسقط رأس زعيم الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي سلطان باشا الأطرش واتجهوا إلى نصب شهداء الثورة. وفي مدينة (السويداء) خرج نحو 300 شخص آخر من بينهم نساء وصبايا وتجمعوا في ساحة (الشعلة) يحملون صورا لقادة الثورة الكبرى ويهتفون بالحرية ولقائد الثورة السورية سلطان الأطرش. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا تنتظر تطبيقا فعليا للإصلاحات التي أعلنها السبت الرئيس السوري بشار الأسد وأن تترجم هذه الإصلاحات بإنهاء العنف في سورية.
وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي عقده هنا اليوم: "لاحظنا باهتمام في خطاب الرئيس بشار الأسد الإعلان عن رفع حالة الطوارئ قبل نهاية الأسبوع الحالي". وأضاف المتحدث: نأمل في أن تطبق هذه الأقوال على أرض الواقع من خلال وقف العنف والإفراج عن كافة سجناء الرأي واحترام حرية التظاهر التي تحدث عنها الرئيس السوري في خطابه. وتابع: نأمل في إطلاق حوار سياسي شامل لتطبيق الإصلاحات فعليا التي تلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري وتسهم بالتالي في استقرار البلاد، وهذا من مصلحة الجميع.
أضف تعليق