default Author

الإنسان الفأر!!

|
قد يصل حب الاكتشاف والمعرفة ببعض العلماء والباحثين حدّ الهوس، فيرتكب في سبيل ذلك أعمالاً لا أخلاقية للوصول إلى ما يريد باتباع أسوأ الوسائل التي تصل إلى حد القتل والتمثيل بأجساد الأحياء والأموات وانتهاك حرماتهم واستغلال المرض والتشوّهات لاكتشاف المجهول.. صحيح أن بعض هذه التجارب كشفت لنا أسرارا لم نكن لنصل إليها لولا ما عملوا، رغم أنه كان بإمكانهم استخدام طرق أكثر رحمة، ومع الأسف أن مرتكبيها علماء وأطباء يُفترض فيهم النزاهة والالتزام بأخلاقيات البحث العلمي. وقصصهم كثيرة وغريبة ومرعبة في آن معا، تخيل نفسك وأنت تأكل على أعظم الموائد وتعتقد أنك نلت شرفا عظيما ولكن في المساء يفتح بطنك وتنتزع أحشاؤك لمعرفة هل هضمت الطعام الذي تناولته أم لا؟ هذا ما فعله إمبراطور صقلية (فريدرك الثاني) الذي كان عاشقا للمعرفة والتشريح، بشخصين بعد أن أطعمهما وأرسل أحدهما للصيد والآخر لينام!! أما الطبيب (هنتر) أشهر سارق قبور في بريطانيا، فقد سلب لبه ذلك العملاق المدعو (أوبرايان) وكان يطمح إلى أن يملك جثته بعد وفاته لمعرفة سبب ضخامته الغريبة، ولكن العملاق رفض... فتحولت حياته إلى كابوس وأخذ هنتر يطارده في كل مكان, وكان وجوده يذكره بملك الموت وما سيحدث لجثته بعد وفاته وللهروب من ذلك أدمن الشراب, وعندما أحس بدنو أجله أوصى خادمه بوضع جثمانه في تابوت حديدي وقذفه في البحر، ولكنه خانه وسلم جثمانه لهنتر (بعد أن دفع له رشوة) وعندما شرح جثة العملاق اكتشف أن وفاته نتجت عن إصابته بالدرن وليس بسبب الخمر!! ولم يكن الصياد (ألكسي ساندرمان) أحسن حالا من العملاق، فقد وقع هو الآخر بين يدي طبيب لا يرحم رغم أنه في البداية أنقذه من موت وشيك نتيجة إصابته بطلق ناري مزق جدار معدته وهشم ضلوعه.. فتكونت نتيجة ذلك ثنية في جدار المعدة تستطيع من خلالها رؤية المعدة من الداخل وهي تعمل, وهذا شيء لم يتحقق لبشر قبل اختراع المناظير, ومن هنا بدأت رحلة ألكسي مع العذاب وتحول إلى فأر تجارب فقد قام (بيمون) بتجربة كل ما يقع تحت يده وربطه بخيط وإدخاله في معدة ألكسي مباشرة من الطعام إلى المسامير والقطع المعدنية!! ومن ثم مراقبة ودراسة ما يحدث, ومن هنا توصل إلى اكتشافات عظيمة أهمها نسف معتقد أن الهضم عملية ميكانيكية, وألّف كتابا عظيما عن مشاهداته التي لن تتكرر، وبعد سنين هرب إلى كندا وتزوج ومات طبيبه قبله!! هؤلاء هم مَن دفع الثمن.
إنشرها