Author

مكافحة السرطان.. دراسات وتساؤلات

|
لم أستطع أن أخفي الألم الذي يعتصرني والحزن الذي يكتنفني وأنا أرى أستاذتي القديرة في جامعة هورد، وكذلك صديقي العزيز يتألمان نتيجة إصابتهما بمرض السرطان والمعاناة التي واجهاها قبل وخلال وبعد العلاج وشفاء الأستاذة تماما والحمد لله ووفاة الصديق يرحمه الله.. وأمام هذا الحدث المؤلم حقاً وجدت نفسي تلقائياً أتابع معظم ما ينشر من دراسات وأبحاث طبية عن هذا المرض الشرس الخطير الذي يصيب الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء.. وأصبح اليوم يعد من التحديات الجسيمة التي تواجه التنمية الصحية في الدول المتقدمة والنامية مما يستدعي البحث والتصدي لمسببات هذا المرض، كما يستوجب جهودا لمكافحة هذا الكابوس.. ولقد انتهزت منظمة الصحة العالمية مناسبة "اليوم العالمي للسرطان" للتذكير بأن السرطان من أهمّ أسباب الوفاة عالمياً، متوقّعة أن يصل عدد وفياته إلى 12 مليوناً في 2030. كما ذكّرت بإمكان الوقاية من قرابة 40 في المائة من إصابات هذه الأورام القاتلة، عبر اتباع أنماط صحية في الحياة اليومية. ولا بد من التنويه هنا بالجهود التي تقودها "منظمة الصحة العالمية"»، و"الوكالة الدولية لبحوث السرطان"، والتي تركّز على الوقاية من الأورام الخبيثة عبر دراسة عوامل الخطورة المتصلة بالسرطان. وأصدرت المنظمة توصيات جديدة في شأن النشاط البدني، موضحة أن إجراء 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً، يمكن أن يقلّل خطر الإصابة بالأنواع الأكثر شيوعاً من الأورام الخبيثة. وأخيرا اطلعت على دراسة عن الأسبرين والسرطان.. ومن المعروف أن العديد من الناس في العالم يتناولون الأسبرين Aspirin لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن دراسة جديدة نشرت أخيرا فيjournal Lancet الأمريكية ونشر موجز عنها في صحيفة The New York Times.. تشير إلى فائدة إضافية ملحوظة، حيث وجدت الدراسة أن الأسبرين يساعد في الحد من الوفيات الناجمة عن السرطان وبأن المرضى الذين تناولوا الأسبرين بانتظام لعدة سنوات وعقود أقل عرضة وبنسبة 21 في المائة من الوفاة بسرطان المريء والمعدة والرئة. ويشير المشرف الرئيسي للدراسة Dr. Peter M. Rothwell أستاذ علم الأعصاب في جامعة أوكسفورد. بأنه كان هناك الكثير من الدراسات والعمل خلال السنوات الماضية والتي تبين خلالها أن بعض المركبات يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان، ولكن لم يكتشف من قبل إمكانية الحد من المخاطر مع شيء بسيط مثل الأسبرين. ويؤكد الدكتور Dr. Alan A. Arslan, أستاذ مساعد في طب النساء والتوليد والطب البيئي في كلية الطب في جامعة نيويورك: بأنه كانت هناك تلميحات من هذا النوع من النتائج من قبل، ولكن نوعية هذه الدراسة اعتمدت على معايير طبية عالية لأنها تقوم على التجارب السريرية العشوائية.. كما أن النساء اللاتي تناولن الأسبرين بشكل منتظم لوحظ لديهن انخفاض خطر الإصابة بسرطان المبيض. بعض الخبراء أشاد بهذه الدراسة الجديدة باعتبارها إنجازا، ولكنهم يحذرون الناس بشدة قائلين بصوت عال: (لا .. لبدء نظام تناول الأسبرين دون استشارة الطبيب حول المخاطر المحتملة، بما في ذلك النزيف المعوي ونزيف في الدماغ hemorrhagic strokes، ويؤكد Abraham Dr. Neena في كلية الطب في جامعة بلير: أن من المهم أن نتذكر أن جرعات صغيرة من الأسبرين حتى اليومية ــــ بما في ذلك "الطفل الأسبرين" بجرعة 81 مللي جراما يوميا ـــــ يمكن أن تزيد من خطر القرحة والنزيف، ومن المهم أن نتذكر أن كل المسكنات لديها القدرة على تلف أنسجة القناة الهضمية.. ويمكن أن يحدث تلف في أي مكان، من الفم إلى فتحة الشرج. ويقول Eric J. Jacobs Dr. خبير علم الأوبئة مع جمعية السرطان الأمريكية إن كثيرا من الناس قد يتساءلون ما إذا كان يجب أن تبدأ تناول الأسبرين يوميا، ولكن سيكون من السابق لأوانه أن يوصي الناس بدءا تناول الأسبرين خصيصا لمنع السرطان. وخلال اطلاعي على هذه الدراسات .. تصفحت موقع الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان ولاحظت جهود الجمعية الطيبة في أداء رسالتها الإنسانية على الرغم أنها لا تفي بالغرض.. ووجدتني أتساءل حول مثلاً: أسباب عدم وجود شيء يذكر يتعلق بالأبحاث والدراسات العالمية في هذا المجال وعدم وجود سجل للدراسات السريرية لتسهيل مهمة الاشتراك بها في مختلف المراكز والجامعات المعنية بعلاج السرطان نظراً لأهميتها كجزء متكامل من الرعاية السريرية المتقدمة. كما أن الجمعية تحتاج إلى جهد أكبر مع وزارة الصحة في اتجاه تحقيق التأمين الصحي لمرضى السرطان والارتقاء بالوعي الصحي المرتبط بالمرض والتركيز على نشر الممارسات السليمة صحياً مثل التغذية المتوازنة والرياضة المنتظمة والابتعاد عن التدخين، أيضاً مرّ "اليوم العالمي للسرطان" أخيراً على الجمعية دون شيء يذكر بهذه المناسبة العالمية. وفي السياق نفسه فإن هناك ضرورة للتعاون مع المؤسسات الصحية بالمملكة مثل مستشفيات الحرس الوطني، وكذلك مراكز معالجة السرطان العالمية مثل: مستشفى "سانت جود لبحوث سرطانات الأطفال" ومركز "لومباردي" في جامعة "جورج تاون" الأمريكية، ومركز "إم. دي. إندرسون للسرطان" في جامعة «تكساس»، وكذلك مركز «موفيت للأورام الخبيثة» في الولايات المتحدة.
إنشرها