الرياضة

السهلاوي .. موهبة محبوسة

السهلاوي .. موهبة محبوسة

من ينظر إلى فريق النصر لكرة القدم أو "فارس نجد" كما يطلق عليه طوال عقد ونصف من الزمان تتملكه حيرة كبيرة، وترتسم في مخيلته أكثر من علامة استفهام، حيث يجد أنه وخلال تلك الفترة الطويلة من الأعوام ظل ضيف شرف في البطولات المحلية وينتهي دوره قبل أن يعتلي عرشها، وكأنه أدمن الفرجة على الفرق الأخرى وهي تحصد البطولة تلو الأخرى دون أن يحرك فيه ساكنا. بطولات تمضي وأخرى تأتي وحال النصر يغني عن السؤال، وليته استمر على هذا المنوال فحسب بل وصل في سنوات قليلة ماضية إلى مراحل حرجة، لدرجة أن شبح الهبوط هدده وكاد أن يطيح به إلى دوري المظاليم، وكأن الفارس يعلن تخليه عن جواده ومكانه في قمة الأندية السعودية، ولأن المصائب لا تأتي فرادى نجد أن النصر افتقد كثيرا النجوم على طينة الكبار، وتحديدا منذ رحيل الأسطورة ماجد عبد الله، وفهد الهريفي، حاول مسيروه تغطية ذلك بالتعاقد مع لاعبين أجانب مميزين يمكنهم سد مكان الراحلين. ويتفق أغلب النقاد والخبراء على أن النصر كان مختلفا في تعاقداته مع اللاعبين الأجانب إبان إدارة الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود، ولكنه في سنواته الأخيرة أضاع خريطة الطريق، لتصبح مصيبته أكبر في ظل امتلاكه للاعبين محليين مستوياتهم لا ترتقي للمنافسة، ليعيش وعشاقه على الذكرى وما زالوا، حتى دخل الأمير فيصل بن تركي رئيسه الحالي في الأجواء الرسمية عندما كان رئيس لجنة التعاقد مع اللاعبين المحليين والأجانب، ثم نائبا للرئيس، وحالياً رئيساً للنادي، لتعود الطموحات الجماهيرية تكبر لتبحث عن البطولات والألقاب، حيث تمكن من سلخ جلد فريقه وتغييره بصفقات بعشرات الملايين وهو ما كان في السابق أشبه بالمستحيل، إذ إن الإدارات السابقة كانت تكتفي بالفرجة على صفقات الاتحاد، الهلال، والأهلي، ما جعل الأصفر الآن يضم نجوما من فئة الكبار حسين عبد الغني، أحمد الدوخي، عبد الرحمن القحطاني، ومحمد السهلاوي والأخير قدم للفريق في صفقة تعتبر الأغلى في تاريخ الكرة السعودية. السهلاوي مهاجم رأى فيه النصراويون أنه قادر على قيادة الهجوم الأصفر وإعادة جزء من هيبة هذا المركز الذي تميز فيه عن البقية. هذا الذي يمضي موسمه الثاني مع الفريق بعد أن قدم من القادسية في صفقة وصلت إلى ما يقارب 33 مليون ريال وظهر بشكل جيد في الموسم الماضي، إلا أنه هذا الموسم اختفى في فترات كبيرة جراء الإصابة التي لاحقته لتبعده عن المشاركة في كثير من المباريات. ليست الإصابات وحدها التي تسببت في حرمان النصر من خدمات مهاجم في قامة السهلاوي يمتلك القدرة على ترجمة أنصاف الفرص إلى أهداف، بل نجد أن تغيير الأجهزة الفنية التي جبلت عليها الإدارة خلال هذا الموسم والذي بدأه الإيطالي والتر زينجا، قبل أن يستبدل في كانون الثاني (يناير) الماضي بالكراوتي دراجان، ما جعله يغيب عن الخريطة الصفراء رغم جاهزيته في كثير من المرات، ليصبح أسيرا لمقاعد البدلاء. السهلاوي الذي انفجر بعد مواجهة فريقه أمام الهلال في الدور نصف نهائي كأس ولي العهد 0/2، عندما وجه رسالة لمدربه عبر وسائل الإعلام أنه يرغب في المشاركة ويطالبه بإتاحة الفرصة له لتبدأ فصول جديدة من مسرحية معاناته مع الكرواتي الذي أخذ يعاقبه بتجاهله عمدا في اللقاءين السابقين أمام الاستقلال الإيراني في دوري أبطال آسيا وأمام الوحدة في دوري زين السعودي، ليكون الخاسر الأكبر النصر قبل اللاعب لأنه من طينة الكبار خاصة في ظل افتقاد الكرة السعودية للمهاجمين المميزين. ويبدو أن تصاريح المدرب الكراوتي الأخيرة تشير إلى هذا المنحى عندما أكد أنه لا يوجد بينه وبين السهلاوي شيء, وعلى اللاعب مضاعفة الجهد من أجل المشاركة، وأن المستويات التي يقدمها لا تؤهله لدخول القائمة الأساسية، ليناقض نفسه ولا سيما أنه يلجأ لإشراك سعود حمود في مركز الهجوم رغم أن مركزه الأساسي الوسط الأيمن بسبب إصابات مهاجميه. من جانبه، يرى المدرب خالد الغانم أن النصر بحاجة ماسة إلى خدمات السهلاوي, خصوصا أنه مهاجم من طينة الكبار ويعتبر المهاجم الصريح الوحيد في الفريق، فيما يصنف بدر المطوع، سعد الحارثي، ريان بلال، وسعود حمود بأنهم مهاجمون مساندون, وقال "النصر بحاجة إلى السهلاوي خاصة في دوري المحترفين الآسيوي الذي يجب أن ترمي فيه بكامل أوراقك الرابحة، وأعتقد أن اللاعب من أهم تلك الأوراق التي يمتلكها النصر". وأضاف "أعتقد أن مشاركة السهلاوي مع الفريق في الفترة الحالية مهمة جدا خاصة في ظل سعيه لتحقيق مركز متقدم في الدوري، وكذلك للبحث عن التأهل في البطولة الآسيوية، وكذلك في بطولة الأبطال التي ينتظر أن يشارك فيها الفريق، لذا فإن وجوده، بجانب المطوع أمر في غاية الأهمية". وعاتب الغانم السهلاوي في تلك التصريحات التي أثارت عليه حفيظة مدربه وقال " لا أتفق أن يخرج السهلاوي في الإعلام للمطالبة بالمشاركة، وأنه مطالب باحترام المدرب، إلا أن ما يقلل من حجم الخطأ أنه لاعب شاب وصغير في السن ويملؤه الحماس، وعليه يجب ألا يُحرم منه الفريق، ولابد من إيجاد حل سريع لاحتواء ذلك، لأن الخاسر الوحيد هو النصر فقط، وأرجوكم لا تعدموه وعلى الكرواتي أن يسامحه من أجل الكرة السعودية".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة