العالم

إسرائيل والفصائل الفلسطينية .. تهدئة تخدم مصالح مؤقتة

إسرائيل والفصائل الفلسطينية ..  تهدئة تخدم مصالح مؤقتة

رأى محللون سياسيون أن استئناف التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حماس، يخدم مصالح مؤقتة لدى الطرفين لكن استمرار هذه التهدئة الهشة مرتبط بالتغيرات الإقليمية. ومع أن الجانبين على طرفي نقيض، فهما يجتمعان في المصلحة المتبادلة للتهدئة ''لضمان الحفاظ على الواقع الموجود''، كما يرى ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر. ويقول شراب إن حماس ''ألزمت'' الفصائل بالتهدئة ''للحيلولة دون قيام إسرائيل بحرب'' على غزة رغم الغارتين اللتين نفذتهما إسرائيل صباحي الأربعاء والأحد غداة إعلان الفصائل التهدئة وأوقعتا ثلاثة قتلى من سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي. في المقابل تترقب إسرائيل التغيرات في المنطقة العربية. ويؤكد يوني بن مناحيم، محلل الشؤون العربية في إذاعة صوت إسرائيل، أن إسرائيل ''ليست معنية بفتح جبهة عسكرية مع حماس نظرا للثورات العربية واجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر في أيلول (سبتمبر) لدراسة الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967، وربما يوجد تقدم في ملف الجندي الإسرائيلي الأسير شاليط''. ويعزو مصطفى الصواف رئيس التحرير السابق لصحيفة ''فلسطين'' الصادرة من غزة، إعلان الفصائل التهدئة بعد موجة قصيرة من التصعيد إلى أن ''المقاومة لا تزال بحاجة لمزيد من الوقت لإكمال منظومة الدفاع''. ويرى الصواف أن حركة حماس التي تدير قطاع غزة ''تحاول توفير أكبر فترة من الأمن لتحسين أوضاع وحياة المجتمع'' في غزة بعد تعرض القطاع لضربات قاسية في الحرب نهاية 2008 وبداية 2009، لذلك ''لا تريد إعطاء الحجة لإسرائيل لاستغلال التغيير في المنطقة''. لكن مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر ذهب إلى القول إن حماس تريد الحفاظ على وجود حكومتها في قطاع غزة خوفا من الانهيار في ظل ''تزايد'' حالة ''الإحباط'' الشعبي. ويرى شراب أن التهدئة ''هشة'' لأنها لا تستند إلى مقومات أمنية أو سياسية ''وترتبط بمبدأ المصلحة المؤقتة، وقد تنهار بإطلاق صاروخ من غزة أو اغتيال قائد فلسطيني''. وحرصت حماس على ما يبدو على توجيه رسالة إلى إسرائيل تفيد بأن قوة ''الرد والمقاومة تطورت بشكل أكبر من ذي قبل''، لذا فعملية التصعيد كانت بحسب شراب ''مقصودة ومبنية على حسابات أن إسرائيل لن تقوم بحرب لأن البيئة الإقليمية لن تسمح لإسرائيل بشن الحرب''. ويعتقد الصواف أن ''المقاومة'' وحماس تدركان أن إسرائيل تحاول استدراجها لكن انتهاء الهدنة مرهون بـ ''اكتمال المنظومة الدفاعية'' لحماس ووضوح ''معالم التغيير نحو جبهة أقوى مناعة في المنطقة بعد التبدل الحاصل خاصة في مصر''. ويؤكد أبو سعدة أن إسرائيل ''لم تسقط الخيار العسكري'' ولا سيما أنها تتعامل مع ''الخيار الأسوأ؛ وهو حتمية الحرب إذا ذهبت الأمور في منحى يمكن أن يشكل تهديدا إقليميا لوجودها بما في ذلك من إيران''. ويعتقد شراب أن مصر ''لن تسمح بحرب إسرائيلية'' جديدة على غزة. وقال إن ''إسرائيل وجهت رسائل قوية لحماس، وفي الوقت نفسه فهمت رسالة حماس'' القادرة على ضبط الحدود. من جهته، أكد بن مناحيم أن إسرائيل ستكتفي بـ ''ردود محدودة، خصوصا ضربات جوية'' على أي صواريخ تطلق من غزة، موضحا أن حكومة بنيامين نتانياهو ستجد نفسها ''مضطرة لهجوم كبير على حماس والفصائل في غزة إذا سقط ضحايا في أي هجوم صاروخي، ينطلق من غزة مثلا''. ولم يستبعد أبو سعدة أن يكون التصعيد من قبل حماس قد جاء للفت الانتباه إلى المشكلات الداخلية، مثل التظاهرات التي دعت إليها مجموعات شبابية، وزيارة الرئيس محمود عباس لغزة من خلال ''فتح جبهة محدودة'' مع إسرائيل. وفي الوقت نفسه، يرى أبو سعدة أن مجموعات الفيسبوك الشبابية خصوصا ائتلاف 15 آذار والحراك الشعبي ليست قادرة على تجاوز تداعيات الانقسام الداخلي الفلسطيني. ويوافقه شراب الرأي، قائلا إن لدى حماس أهدافا أخرى بـ ''احتواء زيارة عباس واحتواء التداعيات الممكنة للحركة الشبابية''. ويعتقد بن مناحيم أن إسرائيل لها مصلحة في التهدئة، لكن مصلحة حماس تكمن في تعزيز قدراتها العسكري بـ ''الحصول على صواريخ متطورة من إيران''. وخلص أبو سعدة إلى القول إنه ''لا استراتيجية'' لدى حركة حماس على المدى البعيد بشأن استمرار التهدئة، لأن الأمر مرهون بالمصالح.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم