مكة: خالد الفيصل يرعى توقيع العقد مع استشاري الطرح لمشروع المترو .. اليوم
يرعى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ظهر اليوم في مقر الإمارة في جدة، توقيع العقد بين شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني مع استشاري الطرح لمشروع مترو مكة ''شركة آرنست و يونج''، وذلك لنقل نتائج دراسة الجدوى الفنية إلى مرحلة التنفيذ.
وكانت الدراسة الفنية خلصت إلى جدوى إنشاء شبكة قطارات ''مترو'' تغطي كامل مدينة مكة المكرمة، وهي مكونة من أربعة خطوط مترو، يصل مجموع أطوالها بعد اكتمالها إلى 180 كيلو مترا و88 محطة، وهي بذلك تغطي مناطق التنمية الحالية والمستقبلية حسب المخطط الهيكلي لمكة المكرمة.
وعن تصميم محطات مترو مكة قالت الدراسة: ''حجم حركة الركاب في المحطات التي ستخدم المسجد الحرام أعلى بكثير منه للمحطات الأخرى، لذا فيلزم تصميمها بطريقة خاصة. فعلى مستوى رصيف المحطة سيتم استخدام نظام أبواب مزدوجة مع حواجز زجاجية لتنظيم تدفق الركاب، إذ يتم انتظار عدد كاف من الركاب لملء عربات القطار بين الحاجزين الزجاجيين المجاورين للرصيف، في حين ينتظر بقية الركاب خلف الحاجز الثاني في مناطق انتظار مصممة بعناية لاستيعاب الحشود البشرية، وسيتم السماح لدفعة تالية من الركاب للدخول إلى المنطقة الواقعة بين الأبواب المزدوجة بمجرد أن تصعد المجموعة الأولى من الركاب على متن القطار''، مبينة أن مثل هذا النظام ضروري لتنظيم التدفق في المحطات التي ستستخدمها جموع غفيرة من الناس وذلك للحفاظ على سلامتهم.
وإدراكا من شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني ــ شركة مملوكة بالكامل لأمانة العاصمة المقدسة ــ إلى أن تسهيل نقل الحجاج والمعتمرين داخل مدينة مكة المكرمة مسألة ملحة وبقوة، فقد انتهت الشركة أخيراً من الدراسة الفنية لإنشاء شبكة للنقل العام بالقطارات ''مترو'' في مكة المكرمة لخدمة الحجاج والمعتمرين، وأيضاً لخدمة قاطني المدينة، وقالت الشركة في بيانها الصحافي الصادر أمس ''تحتفظ ''الاقتصادية'' بنسخة منه'': ''هذه الدراسة ستكون حجر الزاوية في توفير شبكة كافية للنقل العام لمكة المكرمة على مدار العام''.
وتابعت: ''وفقا للتعداد الأخير للسكان، بلغ عدد سكان مكة المكرمة نحو 1.8 مليون نسمة، كما تجذب العاصمة المقدسة نحو مليونين حاج وأكثر من خمسة ملايين معتمر من الخارج سنويا، ومن المتوقع أن ينمو عدد سكان مكة المكرمة خلال عشرين عاما ليصل إلى أكثر من 2.5 مليون نسمة في العام 1451هـ، ونتيجة للنمو المتزايد في عدد المسلمين في العالم، فمن المتوقع أيضا أن يصل مجموع الحجاج والمعتمرين إلى 16 مليون بحلول العام نفسه''.
وزادت: ''يفد إلى مكة المكرمة عديد من المواطنين والمقيمين من داخل المملكة، مثل جدة والطائف وخارجها، لأداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام على مدار العام، وخاصة أيام الجمع، في حين أن المدينة تلبي احتياجات زوارها على مدار السنة، فإن فترات الذروة تتركز في شهر رمضان (خاصة العشر الأواخر منه) وفي موسم الحج.
وأضاف شركة البلد الأمين: ''من أجل تلبية هذا الطلب المتزايد بسرعة، يجري حاليا تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوسعة المسجد الحرام ــ جهة الشامية ــ لتصل سعته الإجمالية إلى 1.6 مليون مصلٍ، والذين لا يمكن إسكانهم جميعهم في المنطقة المركزية ضمن مسافة مشي مقبولة، وهذا يشير إلى الحاجة إلى تطوير مجمعات سكنية خارج المنطقة المركزية مع توفير سهولة الوصول منها إلى المسجد الحرام من خلال نظام نقل عالي السعة يعتمد على القطارات، حيث تشير التقديرات إلى ضرورة أن يتمكن نظام النقل في المنطقة المركزية من تلبية أعلى تدفق في ساعة الذروة، المتمثل في خروج نحو 1.1 مليون مصلٍ من المسجد الحرام بعد انقضاء صلاة التراويح خلال شهر رمضان''.
وحيث إن الازدحام الشديد الذي تعانيه المنطقة المركزية يحتاج إلى معالجة شاملة لتوفير بيئة مناسبة للمشي من المسجد الحرام وإليه مع المحافظة على روحانية المكان، جعل الأمر يؤكد الحاجة إلى توفير نظام نقل عام عالي الجودة لخدمة المنشآت القائمة والمشاريع التطويرية الجديدة في المنطقة المركزية، وعلى وجه الخصوص لتسهيل وصول سكان مكة والحجاج والمعتمرين الذين يسكنون خارج المنطقة المركزية إلى المسجد الحرام، وحيث يجري حاليا تنفيذ مشروعين مهمين للسكك الحديدية على أطراف مكة المكرمة، أحدهما قطار الحرمين السريع والذي تقع محطته في الجهة الغربية من مكة، والآخر هو قطار المشاعر المقدسة، والذي ينتهي عند محطة الجمرات شرقا، فإن ربط هذين القطارين مرورا بالمسجد الحرام أصبح أمرا ملحا.