مخاوف من عودة القذافي إلى الإرهاب والتطرف العنيف في حالة انتصاره على الثوار
مخاوف من عودة القذافي إلى الإرهاب والتطرف العنيف في حالة انتصاره على الثوار
أعربت الولايات المتحدة عن خشيتها من عودة العقيد معمر القذافي "إلى الإرهاب والتطرف العنيف" في حال انتصر ميدانيا على الثوار الليبيين، كما أعلن مسؤول أمريكي كبير أمس.
وقال المدير السياسي للخارجية الأمريكية وليام برنز "هناك خطر حقيقي بالفعل أن يعود القذافي، في حال انتصر ميدانيا، إلى الإرهاب والتطرف العنيف". وأشار برنز إلى أن الزعيم الليبي قد يحاول "الإسهام في إشاعة الفوضى في أماكن أخرى في المنطقة".
وقد اتهم نظام القذافي خصوصا بالوقوف وراء تفجير طائرة بانام الأمريكية فوق قرية لوكربي اسكتلندا في 1988. وعادت العلاقات بين طرابلس والولايات المتحدة إلى طبيعتها مؤقتا اعتبارا من 2003 مع تخلي الزعيم الليبي عن الأسلحة النووية.
وأقر برنز بـ "إمكانية أن تستفيد مجموعات متطرفة" من حركة الاحتجاج، وأضاف أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أن فرض حظر طيران فوق ليبيا يمكن أن يكون له تأثير "مهم وإيجابي وعملي" لكن لا يزال من الضروري بحث إجراءات أخرى.
وقال إن "من الصعب التنبؤ" بما ستفعله روسيا والصين بشأن قرار أمام مجلس الأمن الدولي بخصوص ليبيا. وتابع قوله "تساورهم بعض المخاوف" بشأن المسألة.
من جهتها، قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أمس إنه يجري بحث إمكانية مشاركة دول عربية بشكل مباشر في أي عمل عسكري دولي ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.
وأضافت أن المجتمع الدولي يبحث كيفية منع القذافي من التغلب على المعارضة المسلحة التي تقاتل ضد حكمه المستمر منذ أربعة عقود. عربيا، قال يحيى المحمصاني مندوب جامعة الدول العربية في الأمم المتحدة أمس إن دولتين عربيتين على الأقل قالتا إنهما ستشاركان في فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا.
على صعيد آخر، قالت إحدى الوكالات الإنسانية العالمية أمس إن عائلات ليبية تفر من بنغازي ومناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شرق ليبيا تعبر الحدود إلى مصر بأعداد أكبر عما سبق ولكن لا يوجد تدفق كبير بينما تتقدم القوات الليبية.
وخاض جنود القوات الحكومية الليبية أمس معارك مع المعارضين على طول الطريق المؤدي إلى بنغازي، بينما طرحت الولايات المتحدة إمكانية توجيه ضربات جوية لوقف تقدم قوات معمر القذافي. وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة سيبيلا ويلكس لرويترز "نرى أعدادا متزايدة من الليبيين يفرون".
وأضافت "بعض الذين يغادرون بنغازي يقولون إنهم يخشون أن تتعرض المدينة للقصف ومن أن الطريق إلى الحدود قد يغلق, أن نحو 1500 ليبي عبروا الحدود إلى مصر أمس الأول وهم نحو نصف إجمالي الفارين من ليبيا الذين يشملون أيضا عمالا مصريين ومن جنسيات أخرى".
وهذا العدد أكبر من عدد الليبيين الذين فروا في اليوم السابق والذي بلغ 1200 ليبي. وقالت ويلكس "نرى الكثير من العائلات تخرج". وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إلى أن لديها تقارير تفيد بأن قتالا يدور حول أجدابيا وهي بلدة استراتيجية على الطريق السريع الساحلي والتي انسحبت منها هذا الأسبوع. وقالت اللجنة أمس الأول إنها انسحبت أيضا من بنغازي.
ولم يكن لدى وكالة الإغاثة المستقلة أرقام عن القتلى والجرحى في أجدابيا بعدما ذكر تلفزيون العربية أن القتال الدائر حول بلدة أجدابيا أسفر عن سقوط 30 قتيلا على الأقل بينهم نساء وأطفال ومسنون.
وقال ماركال إيزارد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر "لا يوجد تحرك كبير للنازحين نحو الحدود بأعداد كبيرة، وهذا كان أحد السيناريوهات التي تصورناها ولكنه لم يحدث إلى الآن." وأضاف إيزارد أن فريقا صغيرا من موظفي المعونة التابعين للجنة لا يزال موجودا في طبرق، ولكن معظم موظفي المعونة الآخرين يتوجهون إلى منطقة الحدود المصرية لدواع أمنية.