اليمن: الحوثيون يقررون إلقاء السلاح والانضمام للمظاهرات

اليمن: الحوثيون يقررون إلقاء السلاح والانضمام للمظاهرات

جرت مواجهات البارحة الأولى بين الشرطة ومتظاهرين معتصمين أمام الجامعة في العاصمة صنعاء للمطالبة بإسقاط النظام اليمني، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح، وفق مصادر طبية. وهي أولى مواجهات بين الشرطة والمحتجين المعتصمين أمام جامعة صنعاء منذ 21 شباط (فبراير).
وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية بأن المتظاهرين أرادوا نصب خيام على طريق فرعي يبعد نحو 100 متر عن ساحة الجامعة فتدخلت الشرطة لمنعهم مطلقة النار والغاز المسيل للدموع. ونقل أربعة متظاهرين على الأقل إلى المستشفى إثر إصابتهم بالرصاص الحي، وفق مصادر طبية.
وقبل ذلك بساعات، أصيب أحد عناصر الأمن اليمنيين أثناء صدامات في عتق، بجنوب اليمن، بين الشرطة وطلاب تظاهروا للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح.
وقال شهود عيان إن مئات من الطلاب تظاهروا لليوم الثالث على التوالي في مدينة عتق كبرى مدن محافظة شبوة مطالبين برحيل صالح وفرض عقوبات على المسؤولين عن العنف.
وقد حاول المتظاهرون اقتحام مكتب تابع لوزارة التربية والتعليم في المدينة لكن رجال الأمن أطلقوا الرصاص الحي لتفريقهم فرد المتظاهرون بالحجارة مما أسفر عن إصابة عنصر الأمن.
من جهة أخرى، قال عبد الكريم أحمد جدبان الذي تربطه علاقات وثيقة بالمتمردين الحوثيين إن المتمردين بشمال اليمن استلهموا الانتفاضتين الشعبيتين في تونس ومصر وأوقفوا قتالهم ضد الحكومة لينضموا لاحتجاجات غير عنيفة تجتاح أنحاء البلاد.
وقاتل الحوثيون الذين يحملون اسم زعيمهم عبد الملك الحوثي الحكومة على فترات متقطعة منذ عام 2004، وصرح جدبان الذي توسط بين الحكومة والمتمردين لرويترز بأن الحوثيين ألقوا السلاح وانضموا للاحتجاجات السلمية التي اجتاحت أنحاء البلاد للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح.
وقال جدبان إن مصر وتونس نموذجان قويان، وأضاف أن الحوثيين لم يطلقوا رصاصة واحدة في الأسابيع الأخيرة واكتفوا بالنزول لشوارع صعدة بالآلاف مثلما هو الحال في باقي أرجاء اليمن.
ووافق اليمن على هدنة في عام 2009 لإنهاء المعارك المتقطعة مع الحوثيين ولكن أعمال العنف استمرت من وقت لآخر. وقال جدبان إن ذلك يرجع لمساندة صالح لشخصية قبلية في صعدة. من جهته، دعا وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد أطراف العمل السياسي في بلاده إلى تحكيم صوت العقل والحكمة وتجنيب اليمن ويلات الفتنة وتفويت الفرصة على المتربصين إلى تمزيقه.
وأشار خلال زيارته البارحة الأولى لعدد من الألوية والوحدات في المنطقة العسكرية الوسطى بمحافظة مأرب (شرق) إلى مواجهة بلاده حربا إعلامية مسلطة من أجل خلق الفتنة والفوضى فيها للوصول إلى الأهداف التي يرسمها أعداء الوطن والمتربصين به.
وأكد أن مبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والعلماء تمثل الحل لخروج اليمن من الاحتقان السياسي الذي يمر به.
وحث المسؤول العسكري اليمني الجنود والصف والضباط إلى رفع الجاهزية القتالية وأخذ الحيطة والحذر وحفظ الأمن في الطرقات ومكافحة الإرهاب والعابثين بأمن واستقرار بلاده.
على صعيد آخر، أكد جيرالد فايرستاين سفير الولايات المتحدة في صنعاء أن إسقاط النظام في اليمن لا يحل المشكلات، مشيرا إلى أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل المشكلات وليس التظاهرات. واعتبر السفير في تصريحات صحيفة نشرتها صحيفة السياسية اليمنية الرسمية أن مبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الثاني من شباط (فبراير) الماضي تؤسس لحوار هو محل تشجيع بلاده تجنبا لاحتمالات العنف، داعيا إلى إدماج الشباب في منظومة العمل السياسي باعتبارهم ورثة المستقبل.
وفي سياق آخر أشار جيرالد فايرستاين بأن تحذيرات حكومته الذي أطلقته أخيرا بمنع مواطنيها من السفر إلى اليمن مجرد إجراءات احترازية.

الأكثر قراءة