هيئة التمويل الإسلامي ترسم خريطة للأبحاث في الاقتصاد الإسلامي

هيئة التمويل الإسلامي ترسم خريطة للأبحاث في الاقتصاد الإسلامي

دعا خبراء ومختصون في الاقتصاد الإسلامي إلى رسم خريطة للأبحاث في الاقتصاد الإسلامي في محاولة لوضع استراتيجية مستقبلية للبحث في عديد من القضايا والمواضيع المتعلقة بعلم وتطبيق الاقتصاد الإسلامي، وجاءت الدعوة خلال حلقة النقاش التي نظمتها الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل بالتعاون مع كرسي ''سابك'' لدراسات الأسواق المالية الإسلامية نهاية الأسبوع الماضي في القاعة المستديرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك ضمن سعي الهيئة لتطوير خريطة بحوث الاقتصاد الإسلامي ووضع أولوياته بصفتها شريكا رئيسا في وضع وتنفيذ الخطط الاستراتيجية للبحث في هذا المجال. وتناول المشاركون في الحلقة بالنقاش عددا من أوراق العمل منها ورقة بعنوان: ''خارطة بحوث الاقتصاد الإسلامي''، قدمها الدكتور محمد بن إبراهيم السحيباني أستاذ كرسي ''سابك'' لدراسات الأسواق المالية الإسلامية، وأخرى بعنوان: ''استراتيجيات أبحاث مستقبلية'' للدكتور سامي بن إبراهيم السويلم مدير إدارة تطوير المنتجات المالية الإسلامية في البنك الإسلامي للتنمية، وثالثة حملت عنوان: ''تقسيمات علم الاقتصاد'' قدمها كل من الدكتور عبد المحمود عبد الرحمن عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، والدكتور رجا بن مناحي المرزوقي كبير الاقتصاديين في شركة الخبير المالية. حيث أكد المشاركون أهمية الاجتهاد في وضع خريطة للبحث في الاقتصاد الإسلامي، والعمل على تنفيذها من خلال توفير الآليات اللازمة المتمثلة في الحوافز المالية وغير المالية التي يمكن أن توجه البحوث للأولويات حسب هذه الخريطة. وفي هذا الخصوص قال الدكتور محمد السحيباني إن سوق البحث تتميز بالديناميكية في جانب الطلب؛ حيث المشكلات التي تواجهها الدول والمؤسسات تلح على بحث ودراسة مسائل دون أخرى، وهذه المشكلات يصعب توقعها مسبقاً. في المقابل ــــ أضاف ــــ أن هذه السوق تتميز في جانب العرض بعدم المرونة بالنظر للوقت الذي يستغرقه بناء القدرات البحثية والتي تميل للتخصص في موضوعات دقيقة. حيث دعا إلى ضرورة العمل بتركيز على حل وبناء هذه الاتجاهات بطريقة سلسة وسهلة التطبيق. من جانبه أكد الدكتور عبد الله العمراني الأستاذ المشارك في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية دور الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل في رسم وبناء هذه الخريطة، وضرورة تضافر الجهود بمشاركة جميع المراكز البحثية المتخصصة، فالمشروع ـــ كما قال ـــ للجميع من أجل تنفيذه ونقله إلى أرض الواقع، وفي السياق نفسه دعا العمراني إلى ضرورة العمل على بحث الجوانب المختلفة في الاقتصاد الإسلامي و''إيجاد مراكز بحثية متخصصة لاستخراج هذه الكنوز من التراث الإسلامي''، وأضاف ''يجب العمل والتركيز كذلك على بحوث الاقتصاد الاجتماعي هذا الفرع الحديث لمعالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة مثل البطالة وبناء مؤسسات فعالة في التأمين التعاوني والتمويل الأصغر والمصارف التعاونية وغيرها من الأمور المهمة. في الإطار نفسه دعا الدكتور محمد العصيمي إلى أهمية العمل على إيجاد حلول مؤسسية لكثير من المشكلات المتصلة بالاقتصاد الإسلامي، كما دعا الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل إلى تبني نشر ثقافة الاقتصاد الإسلامي والتعريف به من خلال كتيبات مبسطة تعمل على تقديم التفاصيل الاقتصادية المهمة والمتصلة بحياة الناس. كما دعا الدكتور محمد أبو زيد الخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى الاستفادة من الجهود السابقة في هذا المجال والبناء عليها، وقال: لا بد في البدء من التركيز على حصر وتصنيف الكتابات الموجودة وتحديد المجالات المهمة ومساعدة الباحثين في اختيار المادة العلمية والمصادر والمواد التي دُرست وناقشت هذه المواضيع.
إنشرها

أضف تعليق