Author

السوق تسجل خسائر كبيرة متأثرة بالأحداث السياسية.. وتفقد 940 نقطة

|
عصفت الأحداث السياسية بالأسواق العربية والخليجية لتسجل خسائر كبيرة في تداولات هذا الأسبوع، واستطاعت هذه الأحداث إبطال مفعول المحفزات المالية في السوق السعودي TASI وكذلك المحفزات الفنية على الرغم من تجاوز أسعار النفط مستوى الـ 100 دولار إلا أن مؤشر السوق المالية TASI تحول من علاقته الطردية بأسواق النفط إلى علاقة عكسية. وكانت السوق المالية السعودية قد بدأت تداولات هذا الأسبوع بهبوط حاد من مستوى 6263 نقطة لتغلق عند مستوى 5320 نقطة فاقدة بذلك 940 نقطة أي ما يعادل 15 في المائة من قيمة المؤشر، وذلك مقارنة بإغلاق المؤشر هذا الأسبوع بإغلاقه في الأسبوع الماضي، حيث فشلت 5900 نقطة في دعم السوق كما فشلت 5400 نقطة في دعمه أيضاً. وكان أبرز القطاعات الضاغطة على مؤشر السوق قطاع المصارف الذي فقد 16 في المائة من قيمته الأسبوعية وقطاع البتروكيماويات الذي فقد 14 في المائة وقطاع الاتصالات الذي فقد 14 في المائة من قيمته، فيما جاء قطاع التأمين في مقدمة القطاعات الخاسرة هذا الأسبوع إذ فقد ما يزيد على 22 في المائة من قيمته وقطاع التشييد والبناء الذي فقد 19.5 في المائة من قيمته وذلك مقارنة بإغلاق هذه القطاعات في الأسبوع الماضي. وعلى مستوى الشركات فقد خسرت جميع شركات السوق بلا استثناء البالغ عددها 145 شركة جاء في مقدمتها ''الخليجية'' و ''سوليدرتي'' اللتان فقدتا 29 في المائة من قيمتهما, و ''الأهلية التي فقدت 27.8 في المائة من قيمتها, و''أسيج'' و ''أنعام'' اللتان فقدتا ما يقارب 27 في المائة من قيمتهما, و''الأسماك'' و ''ملاذ'' و ''أميانتيت'' و''سند'' و''الدرع'' و ''وطنية'' و''عذيب'' و''ساب تكافل'' و''وقاية'' التي فقدت ما يزيد على 26 من قيمتها. #2# وبلغت سيولة هذا الأسبوع 20 مليار ريال مرتفعة بنسبة 14.5 في المائة عن سيولة الأسبوع الماضي البالغة 17.47 مليار ريال, وقد توزعت سيولة هذا الأسبوع على جميع قطاعات هذا الأسبوع كان نصيب قطاع البتروكيماويات 43 في المائة منها وقطاع المصارف 13 في المائة وقطاع الاتصالات 8.7 في المائة وقطاع الاستثمار الصناعي 8 في المائة. كما ارتفع عدد الأسهم المتداولة هذا الأسبوع إلى 955.8 مليون سهم مرتفعا بنسبة 23.5 في المائة عند عدد الأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي، صاحب هذا الارتفاع في عدد الأسهم المتداولة ارتفاعا في عدد الصفقات المنفذة هذا الأسبوع التي بلغت 426.7 ألف صفقة مرتفعة بما يقارب 33 ألف صفقة عن عدد الصفقات المتداولة في الأسبوع الماضي وبنسبة 8.5 في المائة. وبالنظرة التحليلية الفنية للسوق المالية السعودية التي أغلق مؤشرها TASI عند 5323 نقطة في نهاية تداولات هذا الأسبوع، متجاوزاً في هبوطه دعم متوسطاته المتحركة، كما تجاوز نقاط دعمه التاريخية، يمكن الوضع الفني للسوق المالية السعودية بالسلبي، بعد أن كانت في وضع إيجابي مطمئن منذ بداية تداولات تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، بعد أن كانت السلبية هي الصفة السائدة بعد عملية جني الأرباح الحادة التي بدأتها السوق في بداية أيار (مايو) 2010 متأثرة بأزمة اليورو (أزمة اليونان) وقتها. لذا من المتوقع أن تكون الصورة هي نفسها، حيث استمرت السوق في التذبذب وقتها بين دعم 5900 ومقاومة 6455 نقطة . المتوسطات المتحركة أكدت سلبية حالة السوق وذلك بتقاطع متوسطه 50 يوما = 6400 هبوطاً مع متوسطه 100 يوم = 6430، كما أسهمت جلستا الثلاثاء والأربعاء في تعريض متوسط 200 يوم =6400 للخطر، وذلك بالتقاء متوسطه 50 يوما معه في نهاية التداولات . والمؤشرات الفنية تقترب بعضها من نقاط جيدة يمكن من خلالها قراءة توقع زوال حالة الهلع التي أصابت بعض متداولي السوق . فمؤشر تدفق السيولة MFI الذي أغلق عند 31 درجة يقترب من مرحلة التوصية بالشراء، حيث تمثل 30 درجة نقطة دعم سابق لهذا المؤشر. أما مؤشر القوة النسبية RSI فهو في وضع إيجابي لم يشهده المؤشر منذ 10 سنوات ويعطي RSI إشارة جيدة للدخول، مؤشر الـ MACD لا يزال في اتجاهه السلبي، إلا أن مؤشر الـ MACD Histogram يتوقع بارتداده إلى المسار الإيجابي. القراءة الفنية لمؤشر البولينجر Bollinger Bands لا توحي بارتداد حتى إغلاق تداولات الأربعاء. ملخص القول على غير العادة التي يشهدها المتداولون في حالة انهيار السوق، ففي الوقت الذي استمر فيه مؤشر السوق TASI هذا الأسبوع في الهبوط الحاد، إلا أن السيولة في أربع جلسات فاقت سيولة الأسبوع الماضي، وهذا يعني أن هنالك سيولة ترى أن السوق يمر بفرص استثمارية يصعب تعويضها فالأسعار التي كان يتمناها بعض المتداولين عادت إليهم في تداولات هذا الأسبوع. وقد لوحظ ذلك في تجاوز معدل القيمة المتداولة هذا الأسبوع خمسة مليارات ريال في الوقت الذي كان معدل التداولات منذ بداية عام 2011 ما قيمته 3.5 مليار ريال، كما أن الدخول في القاع هي العبارة التي كان يطلقها بعض المتداولين ـ ندماً ـ بعد بلوغ السوق قمته، لذا نجد السيولة تتجه للأسهم الاستثمارية ذات العوائد الجيدة والتي تقل قيمتها السوقية عن قيمتها العادلة. كما أن السيولة الذكية تتجنب الأسهم الخاسرة، وفي تداولات هذا الأسبوع ظهرت خطورة هذه الأسهم حيث وجد أن أكثر الشركات الخاسرة بنسبة 25 في المائة من قيمتها في هذا الأسبوع هي شركات مضاربة أو شركات خاسرة.
إنشرها