معرض الرياض للكتاب .. الدور السعودية تشارك بإصدارات منافسة

معرض الرياض للكتاب .. الدور السعودية تشارك بإصدارات منافسة

تصاعد عدد زوار معرض الرياض الدولي للكتاب مساء أمس، ويبدو هذا الأمر طبيعيا حين نعرف أن الدوام الرسمي يمنع الكثيرين من الحضور صباحا، لكن هذا الأمر لن يكون حائلا في اليومين التاليين بسبب عطلة نهاية الأسبوع. جمهور الرياض يعرف الطريق جيدا حين يتجه شرقا بمحاذاة طريق الملك عبد الله ولا يستغرق وقتا طويلا وهو يمارس هواية تحويل هذا الحدث الثقافي إلى فعالية اجتماعية كبيرة. قريبا من الساعة الخامسة تقريبا، القنوات الفضائية تتجول في المعرض، الناشرون منهمكون في حصر أعداد الكتب التي قد تصل إلى كميات كبيرة، الزوار يسألون كثيرا عن خارطة للموقع وعن جدول الفعاليات ومواعيد توقيعات الكتب، العمال المستعدون بعرباتهم للمساعدة في تحميل حصيلة الكتب، لا تختلف المشاهد كثيرا عن العام الماضي، لكن ثقافة التعامل مع المناسبة تبدو أكثر نضجا.. ومع تزايد عدد الحضور تتوقف آلات الصرف الآلي عن العمل، ويلوح سؤال بديهي غير ملزم في ذهنك ''هل نفد ما فيها من أموال بهذه السرعة؟''.. يصبح السؤال منطقيا حين تفكر بعملية حسابية بسيطة مفادها أنك في المعرض الأعلى مبيعا على مستوى العالم العربي بمعدل يتوقع أن يتجاوز 20 مليون ريال في هذا العام. في هذه الأثناء، تستطيع أن تفكر في كتاب ما، ثم تشيع خبرا أنه ممنوع أو تعرض للسحب، وسيعني هذا أنك منحت هذا الكتاب سمعة جيدة في وقت مبكر من المعرض، كما سيعني أن عددا لا بأس من رسائل الوسائط الحديثة ومواقع التواصل ستنقل الخبر في الواقع الافتراضي، الأمر الذي سينعكس على الواقع الحقيقي على شكل شباب وشابات يسألون عن هذا الكتاب تحديدا، رغم أنه لم يكن قبل يوم واحد فقط في دائرة اهتمامهم أو قوائمهم الشرائية، قد يتفرغ بعضهم طيلة اليوم ليتمكن من إيجاد الكتاب، وقد يتوقف عن ذلك في أي لحظة بمجرد أن يصل إلى علمه تصريح يوسف بن عبد الرحمن اليوسف، رئيس لجنة المطبوعات في المعرض، الذي أكد عدم حدوث أي حالة من حالات سحب أو استبعاد إصدارات أو كتب أي من دور النشر المشاركة، وإن كان لم يستبعد أن إدارته ستسحب أي كتاب يتعارض مع نظام المطبوعات أو الثوابت بناءً على دراسة النماذج التي تتلقاها اللجنة الدائمة للرقابة والموجودة على مدار الساعة في المعرض. لا تظهر الصورة كاملة في اليوم الأول، لكن الكتاب بائن من عنوانه كما يقال، وعنوان المعرض مشجع بناءً على المؤشرات الأولية على الأقل، الخبرة التنظيمية نجحت في وضع المناسبة ضمن سياقها الأكثر ملائمة للناشرين والزوار على حد سواء، تم توزيع الأجنحة بالمنهجية نفسها التي شهدها العام الماضي، فيما يبدو حضور دور سعودية مثل ''طوى'' و''جداول'' بعناوين مهمة تقف على قدم المنافسة مع دور النشر العربية الشهيرة مثل ''الساقي'' و''الآداب'' و''الفارابي'' و''الانتشار العربي''.. في حين يبرز اسم ''دار الفكر العربي'' التي تشارك بجناح مستقل للمرة الأولى على مستوى الإصدارات الأدبية للشباب من خلال أعمال تتميز بإخراج لافت. وبغض النظر عن التناول السنوي لثنائية الشراء والقراءة، فإن معرض الكتاب ينجح كل عام في تقديم نفسه كمناسبة لها أجواؤها الخاصة، الخدمات المساندة تجعله مكانا قابلا لقضاء وقت لا يمكن الانتباه لسرعة مروره أثناء ذلك النوع العفوي من التجول الذي يجعلك ترى كثيرا من الكتاب والمثقفين في مكان أو آخر، الذي يجعلك تكتشف في كل مرة شيئا جديدا، أمر كهذا يجعل المفكر الدكتور عبد الله الغذامي يقول إن المعرض ''أصبح مهرجانا سنويا سعيدا لجميع الأشخاص، وكذلك أصبح موعدا للعقول والقلوب على حد سواء''. ليضيف: ''نأمل ألا تقع مشكلات في المعرض، لكن حتى في حال حصولها فإننا ننظر إلى نسبة الإيجابيات والتي هي مرتفعة أيضا''. الغذامي الذي زار المعرض صباح يومه الأول قال إن المؤشرات تدعو للتفاؤل، معتبرا أنه ضيف في حضرة الكتب وعدم حضوره إلى هنا يعني أنه قد قصر مع فكرة الكتاب في الأصل، وهو تقصير في الوقت نفسه تجاه الجاحظ والمتنبي وغيرهما. يوم أول مر دون مشكلات كبيرة في معرض الكتاب، الرياض تستعد لعطلة نهاية أسبوع غنية بالثقافة والقراءة، الناشرون العرب يبدون في كامل استعدادهم لاستقبال الجمهور السعودي الذي يصفونه ''بالانتقائي''.. ومنظمو المعرض يتجولون بين الزوار، المهم أن معرض الكتاب قد بدأ بنجاح، وهو يعد بالمزيد خلال الأيام التسعة المقبلة، والأهم أن الزيارة هي التقرير الميداني الأكثر تأكدا لمعرفة حقيقة ما نتخيل ومصداقية ما نقول.
إنشرها

أضف تعليق