العالم

واشنطن تحذر الرئيس اليمني من اختيار «كبش محرقة»

واشنطن تحذر الرئيس اليمني من اختيار «كبش محرقة»

حذَّر البيت الأبيض الثلاثاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من أي محاولة لاختيار "كبش محرقة"، بعد أن اتهم هذا الحليف الذي يواجه موجة احتجاجات في الشارع، الرئيس باراك أوباما بفرض إملاءات على الدول العربية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جاي كارني "لا نعتقد أن اختيار كبش محرقة يشكل ردا مناسبا في نظر اليمنيين أو شعوب دول أخرى"، داعيا صالح إلى إجراء إصلاحات سياسية للاستجابة لـ"التطلعات المشروعة" لشعبه. وقال صالح خلال لقاء مع أساتذة كلية الطب في جامعة صنعاء "إن هناك غرفة عمليات لزعزعة الوطن العربي في تل أبيب، وهؤلاء (المتظاهرون) ما هم إلا منفذون ومقلدون". وأوضح أن "غرفة العمليات" التي يتحدث عنها "موجودة في تل أبيب وتدار من البيت الأبيض". وشَنَّ صالح الذي يعد حليفا رئيسا لواشنطن في حربها على تنظيم القاعدة، هجوما عنيفا على الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال "لا أحد يكذب على أحد. كل يوم نسمع تصريح أوباما.. يا مصر ما تعملوش كذا، يا تونس ما تعملوش هكذا.. شو دخل أوباما، شو دخلك بعمان، شو دخلك بمصر، أنت رئيس للولايات المتحدة". واتهم الرئيس اليمني المتظاهرين بأنهم "يدارون من الخارج" و"الإنفاق عليهم يأتي من أموال صهيونية". كما اتهم سفراء الولايات المتحدة والدول الأوروبية بتأجيج الشارع اليمني وتحريض المعارضة. وقال "لو تتابعون باستمرار ما يجري في اليمن وتتساءلون أين المعارضة ستجدونهم قابعين مع السفير الأمريكي ومع سفراء الاتحاد الأوروبي ليلا نهارا، يحللون الأوضاع ويعطونهم توجيهات كيف تكون المظاهرات والاعتصام وجمع الأموال". من جهته، دعا الرجل الثاني في قيادة الحراك اليمني الجنوبي أمس مناصري الحراك إلى الالتحام بالتظاهرات المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، مقدما بذلك، مرحليا على الأقل، مطلب إسقاط النظام على "فك الارتباط" مع الشمال. وقال أمين عام المجلس الأعلى للحراك الجنوبي عبد الله حسن الناخبي في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية، "يجب على أنصار الحراك الالتحام بالتظاهرات المطالبة بإسقاط النظام وعدم رفع الشعارات التي تدعو إلى فك الارتباط؛ كون النظام سيجد مبررا لتحريك القوات المسلحة". وأضاف "أن الظروف تتطلب منا الآن عدم رفع العلم الجنوبي والانضمام إلى ثورة الشباب في عدن وحضرموت" في جنوب البلاد. ويشهد اليمن تظاهرات كبيرة مطالبة برحيل الرئيس اليمني الذي يحكم منذ 32 عاما. على صعيد آخر، تمكنت الأجهزة الأمنية اليمنية في محافظة المهرة من إلقاء القبض على ثلاثة من الفارين من السجن في أثناء الحريق وأعمال الفوضى التي عمت عنابر السجن مؤخراً. وذكرت إدارة السجن لمركز الإعلام الأمني في وزارة الداخلية اليمنية أنهُ ما زال البحث جاريا عن السجين الرابع الفار، وهو محكوم عليه في جريمة حيازة وتعاطي مخدرات. من جهة أخرى، قالت الأجهزة الأمنية في محافظة أبين اليمنية إن المعلومات والتحريات كشفت هوية العناصر الإرهابية التي نفذت جريمة الاعتداء على خدمات الأمن المركزي اليمني في مدينة زنجبار الليلة الماضية، التي نجم عنها مقتل جنديين وإصابة 11 آخرين. وأوضحت الأجهزة الأمنية لمركز الإعلام الأمني أن منفذي الجريمة ثلاثة من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، وهم جلال بلعـيد وأحمد دراويش, وخلدون السيد.. مؤكدةً أنها تقوم بعملية ملاحقة واسعة للإرهابيين الثلاثة من تنظيم القاعدة, وأن العملية ستتواصل إلى أن يتم القبض عليهم. من جهتها، عبرت الخارجية البريطانية عن قلقها البالغ من التقارير التي تتحدث عن وقوع قتلى ومصابين في المظاهرات المستمرة في اليمن منذ أسابيع. وقال بيان صحافي لوزارة الخارجية إنه قد تم استدعاء القائم بالأعمال في سفارة الجمهورية اليمنية في لندن عبد الملك لأرياني أمس للاجتماع مع مدير إدارة الشرق الأوسط، الذي أبلغه بضرورة قيام الحكومة اليمنية بالاستماع إلى المظالم والهموم المشروعة للشعب اليمني، ووقف استخدام الذخيرة الحية للسيطرة على المتظاهرين، مع ضرورة البدء في تقدم عاجل لتنفيذ الإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد. وعلى صعيد متصل، أصدرت وزارة الخارجية تعليمات للمواطنين البريطانيين الموجودين في مدينة عدن بضرورة أخذ الحيطة والحذر، وأن يكونوا على يقظة تامة في الأماكن العامة، واتخاذ تدابير أمنية، وتجنب التنقل في المدينة إلا للضرورة. وذكرت في بيان أن الوزارة ما زالت تنصح بعدم السفر إلى اليمن إلا للضرورة، وتدعو إلى عدم السفر نهائيا إلى مدينة صعدة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم