أخبار اقتصادية

السعودية تفاوض شركات عالمية لاستقطاب استثمارات في «التجمعات الصناعية»

السعودية تفاوض شركات عالمية لاستقطاب استثمارات في «التجمعات الصناعية»

كشفت مصادر لـ ''الاقتصادية'' أن برنامج التجمعات الصناعية الذي يعمل تحت مظلة وزارة التجارة والصناعة بالتنسيق مع وزارة البترول والثروة المعدنية يعكف على إجراء مفاوضات مع كبرى الشركات العالمية والمحلية لاستقطابها في الصناعات التي يستهدفها البرنامج من خلال إقامة مصانعها والاستثمار على أرض المملكة، للنهوض بالقطاع الصناعي وجعله خياراً استراتيجياً لتنويع مصادر الدخل. ومن تلك الصناعات المستهدفة: المعادن، الطاقة الشمسية، البلاستيك والتغليف، السيارات وأجزاؤها، في الوقت الذي تهدف فيه الجهود الحالية التي يقوم بها البرنامج والمستقبلية منها وبشكل رئيسي إلى تشجيع القطاع الخاص المحلي والعالمي للاستثمار في الصناعات التحويلية التي تكون قادرة على إيجاد فرص عمل للمواطنين وفي الوقت نفسه تنويع مصادر الدخل. وقدم برنامج التجمعات الصناعية جهوداً مضنية خلال الفترة الماضية في سبيل استقطاب كبرى الشركات العالمية، حيث تمخض عن ذلك استقطاب شركة إيسوزو اليابانية والتي تعتبر إحدى أكبر الشركات اليابانية المتخصصة في صناعة السيارات، للاستثمار في السوق السعودي حيث ستقيم مصنع للشاحنات في الدمام، كمرحلة أولى من إلإستثمارات المتتالية والمتوقع دخولها للسوق المحلي خلال الفترة القليلة المقبلة في هذا القطاع. وتُقدر استثمارات المشروع بنحو 375 مليون ريال فيما سيوفر نحو 690 فرصة عمل، ويعمل البرنامج حالياً مع كل من المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني وصندوق تنمية الموارد البشرية وشركة إيسوزو من أجل تحديد البرامج التدريبية اللازمة لتأهيل الشباب السعودي للعمل في المشروع، والتي على ضوء نتائجها سيتم ابتعاث عدد من العاملين السعودين للتدريب على رأس العمل في مصانع الشركة في اليابان. وتعد ''إيسوزو'' شركة متخصصة في صناعة السيارات، وتمتلك التقنية، وكذلك نسبة جيدة من الأسواق العالمية، كما أن استقطابها يأتي تتويجا للجهود التي قام بها فريق التعاون الصناعي السعودي الياباني الذي يمثله البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية الذي تم إنشاؤه بجهود موفقة من وزارة البترول والثروة المعدنية التي تم على ضوئها تأسيسه بقرار من مجلس الوزراء عام 1428هـ، الذي يعمل حاليا تحت مظلة وزارة التجارة والصناعة بالتنسيق مع وزارة البترول والثروة المعدنية. ويعتبر فريق التعاون الصناعي السعودي ـــ الياباني الذي تم إيجاده بناء على مقترح من وزارة البترول والثروة المعدنية، ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية. وذلك خلال الزيارة التي قام بها شينزو أبي رئيس وزراء اليابان إلى المملكة 2007 م، الذي صدر حينها بيان مشترك بينه، وبين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز متضمنا تشكيل فريق تعاون صناعي سعودي ياباني مشترك يضم عددا من الشخصيات من القطاعين الحكومي والخاص. والهدف من تكوين هذا الفريق هو تطوير وزيادة الاستثمارات الصناعية اليابانية في الفرص المتاحة في المجالات الصناعية الجديدة في المملكة، وكذلك تنسيق عرض الفرص الاستثمارية بين البلدين، إضافة إلى دعم وتطوير مهارات وخبرات القوى العاملة السعودية. ومن ذلك المنطلق، تمت بلورة تلك الرؤية الاستراتيجية التي وضعتها قيادة البلدين في ذلك البيان المشترك إلى واقع ملموس، وذلك من خلال توقيع اتفاقية إنشاء مصنع الشاحنات، التي تمت بين، كل البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية وهيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية من جهة، وشركة إيسوزو اليابانية لصناعة السيارات من جهة أخرى، الذي على ضوئها قام برنامج التجمعات الصناعية ووفد من كبار الإداريين التنفيذيين وأعضاء مجلس إدارة شركة إيسوزوبرئاسة سوسومو هوزي رئيس الشركة باستكمال ماقد تم البدء العمل عليه من مفاوضات منذ العام 2007 م، والتي بدأها البرنامج حينما قام فريق تطوير قطاع صناعة السيارات بالبرنامج ومنذ ذلك الحين بالعمل على مساندة شركة إيسوزولتقييم الجدوى الاقتصادية للمشروع ودراسة البيئة الاستثمارية الصناعية وزيارة الشركات الصناعية في المملكة والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الاختصاص وذلك بهدف توفير ماقد يتطلبه قيام مثل هذا النوع من المشاريع. وكان من نتائج تلك الجهود توفير أرض صناعية مناسبة لذلك المشروع من قبل هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية مساحتها 120 ألف متر مربع في الصناعية الثانية في الدمام، وقد كان لهذا التعاون المثمر بين برنامج التجمعات الصناعية وهيئة المدن الأثر الإيجابي في استقطاب مثل هذا النوع من الاستثمارات . وستعمل شركة إيسوزو على تطوير هذا المشروع لإنتاج الشاحنات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة الحجم ليصل إنتاجها إلى 25 ألف شاحنة سنوياً، وذلك خلال الأعوام الخمسة المتتالية من بدء الإنتاج الأولي الذي سينطلق في الربع الأخير من عام 2012. يذكر أن شركة إيسوزو قد حققت مراكز متقدمة في اليابان خلال عام 2010 من حيث حجم المبيعات، حيث حققت المركز الأول في مبيعات الشاحنات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. ولا تقتصر شركة إيسوزو على تصنيع الشاحنات فقط، وإنما إضافة إلى ذلك فإنها تقوم بتصنيع مركبات النقل الخفيفة والحافلات ومحركات الديزل، لذلك فإن هذا المشروع سيكون له أثر كبير في صناعة الشاحنات في المملكة حيث سيسهم في إقامة صناعة الأجزاء والخدمات المساندة التي ستخدم جميع المصنعين المحليين. ويتطلع البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية من ذلك المشروع أن يكون محفزا لمزيد من الاستثمارات الأخرى لشركة إيسوزو، وفي الوقت نفسه مشجعا للشركات اليابانية والعالمية الأخرى لتقييم الفرص الاستثمارية في المملكة، خاصة أن حجم سوق السيارات في المملكة يزيد على 650 ألف سيارة سنويا، فيما يصل حجم المبيعات في سوق دول الخليج بشكل عام إلى أكثر من 1.300 مليون سيارة. كما وصلت واردات دول الخليج من السيارات والشاحنات خلال عام 2008 إلى 140 مليار ريال، ومن قطع الغيار إلى 38 مليار ريال، في حين أن دول الخليج تمثل ما نسبته 65 في المائة من إجمالي واردات الشرق الأوسط من السيارات والشاحنات، لذا كان من الضروري أن تتم تنمية صناعة السيارات عموماً في المملكة لخلق فرص عمل جديدة، وكذلك تحويل المواد الأساسية البتروكيماوية والحديد والألمنيوم المنتجة إلى قيمة مضافة عالية تكون ذات أثر إيجابي في الاقتصاد السعودي بشكل خاص والخليجي بشكل عام.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية