شركة غزال لصناعة السيارات .. سعي لتوطين التقنية وتوسيع فرص العمل

شركة غزال لصناعة السيارات .. سعي لتوطين التقنية وتوسيع فرص العمل
شركة غزال لصناعة السيارات .. سعي لتوطين التقنية وتوسيع فرص العمل

أنشأت جامعة الملك سعود مركز نقل تقنية التصنيع في أوائل عام 1429هـ في كلية الهندسة انطلاقا من رؤية الجامعة وأهدافها الاستراتيجية، وما يتطلب ذلك من مواءمة حقيقية مع احتياجات ومتطلبات مختلف المنظومات الإنتاجية في المملكة، وما يتطلبه مستقبل التنمية الصناعية بناء على أهداف ومحاور الاستراتيجية الوطنية للصناعة.
ويهدف المركز إلى نقل المعرفة، وتوطين تقنية المنتجات الاستراتيجية المهمة، والمنتجات ذات الطلب العالي، وتلك التي لا يوجد لها صناعة قائمة في المملكة مع وجود خطط مستقبلية من القطاعات ذات العلاقة تستهدف هذا المجال، مثل تطوير وتصميم وصناعة السيارات والطائرات وقطع الغيار، إضافة إلى التأسيس لثقافة ذلك النمط من الصناعة في جيل المستقبل، وتخريج كوادر وطنية شابة تمتلك القدرة على التعامل مع منظومات التصنيع المتقدمة لتلبي حاجة سوق العمل المرتبط بها. وأوضح الدكتور عبد الرحمن الأحمري المدير التنفيذي في مركز نقل تقنية التصنيع أن المركز بدأ في تنفيذ مشروعه الأول "غزال-1"، وذلك بالتخطيط والتنفيذ لمشروع تطوير وتصميم السيارة، وذلك بعد عدد من الزيارات التي قامت بها إدارة الجامعة لعدد من الدول الصناعية المتقدمة في أوروبا وأمريكا ودول شرق آسيا. وقال الدكتور الأحمري:"إنه من خلال تلك الزيارات وجد أن الجامعات والمعاهد في تلك الدول تقوم بدور أساس في مجال البحث والتطوير في تصميم واختبار المركبات، وتقوم أيضا بدور مهم في معالجة المشكلات التي تواجه المصنعين وخطوط الإنتاج المتعلقة بهذه التقنية. ومما لا شك فيه أن المركبات من المنتجات المستخدمة في المملكة وفي المنطقة العربية، وهناك تزايد مضطرد في أحجام الطلب على هذا المنتج الاستراتيجي. وشكلت الجامعة فريق عمل من كلية الهندسة ليتولى كل المهام الإدارية والفنية والعمل على تنفيذ المهام الكفيلة بنقل معرفة وتقنية تطوير وتصميم وتصنيع السيارات بأفضل الطرق، وكذلك تدريب وتأهيل كوادر وطنية من طلاب الهندسة في هذا المجال لدعم التوجه الاستثماري لهذا المنتج الإستراتيجي في المملكة. وبدأ المركز مشروع أول سيارة سعودية "غزال-1" والذي تفضل بتدشينه خادم الحرمين الشريفين".

#2#

وأضاف الدكتور الأحمري أنه تم إعداد خطة متكاملة تركز على البحث والتطوير في مجال تقنية وتصميم وتصنيع المنتجات الاستراتيجية مثل السيارات والطائرات وقطع الغيار. وتم أيضا تنفيذ عديد من مشاريع التخرج لطلاب السنة الأخيرة، وكذلك طلاب الماجستير في التخصصات الهندسية ذات العلاقة، إلى مشاريع تطبيقية في مجال تطوير تصميم وصناعة السيارات، واستقطاب خبراء متخصصين في مجال التصميم والتصنيع، وتبادل الخبرة والمعرفة مع شركات عالمية متخصصة في تصميم وصناعة السيارات، وتنفيذ برامج تدريبية متقدمة في الجامعة وخارج المملكة على برامج التطوير والتصميم والتصنيع الحديثة. وعملت الجامعة على اقتناء أحدث برامج التصميم المستخدمة في التصميم والمحاكاة والاختبار، وقامت بتجهيز القسم الهندسي بأحدث الحواسيب والتجهيزات، وتركيب وحدات حاسوبية عالية السرعة ومتعددة المعالجة لتسهيل التعامل مع البيانات الضخمة في المركز، وتأسيس مختبرات تصنيع متقدمة في كلية الهندسة، منها مختبر تقنية التصنيع المتقدمة، ومختبر الهندسة العكسية، ومختبر المحاكاة الافتراضية، ومختبر خلية الروبوت الصناعي، ومختبر مكائن التحكم الرقمي، ومختبر التصنيع الرقمي المباشر. وتم إنجاز مشروع تصنيع أنموذج للسيارة غزال-1 وفق مواصفات عالية ومتوافقة مع مناخ وطبيعة المملكة وثقافة الشعب السعودي.
وأشار المدير التنفيذي في مركز نقل تقنية التصنيع إلى أن هذا المشروع حقق الأهداف التي نفذ من أجلها من خلال إيجاد المناخ المناسب والإمكانات الضرورية لمهندسي المستقبل للتمكن من نقل المعرفة والتقنية واستنباتها محليا، فأنموذج السيارة "غزال-1" دليل حقيقي ومؤشر فعال على نجاح الاستثمار المبني على المعرفة، وعامل مهم في تغيير التعليم التقليدي إلى تعلم متطور يجعل ثقافة التقدم التقني في مجالات الحياة المختلفة واقعا ملموسا لدى الخريجين.
وأكد أن جامعة الملك سعود تسعى بكل ما أوتيت من إمكانات إلى الإسهام الحقيقي في إحداث نقلة نوعية في التنمية من خلال دعم الاقتصاد المبني على المعرفة انطلاقا من مهامها الأساسية، وضرورة الاستثمار المعرفي في المجالات الحيوية ذات المحتوى التقني العالي ونقل المعرفة والتقنية من المختبرات والمعامل إلى فضاء الاستثمار الوطني بعد دراسات ورصد دقيق لما حققه عديد من البلدان ذات الظروف المشابهة للملكة. وليتحقق ذلك، فقد أسست الجامعة شركة وادي الرياض لتكون الذراع الاستثماري في مجال الاقتصاد المبني على المعرفة، لتوفير المناخ الاستثماري للمبدعين من كثب، لاحتضان الأفكار الناضجة وتحولها إلى نمط استثماري ومشاريع منتجة تقوم بدورها في بناء الاقتصاد الوطني. ومن خلال الزيارات التي قامت بها الجامعة لخبراء ومصنعي السيارات وقطع الغيار، كانت هناك قناعة بضرورة وجدوى إنشاء شركة جديدة وهي شركة غزال لصناعة السيارات وقطع الغيار. وقد أسست شركة غزال لصناعة السيارات وقطع الغيار ضمن شركة وادي الرياض لتتولى مهام إعداد الدراسات والتخطيط والتنفيذ لقيام صناعة السيارات وقطع الغيار في المملكة، إلى جانب المستثمر الوطني والأجنبي.
واختتم الدكتور الأحمري حديثه بالقول إن المملكة تتميز بفضل من الله بموقع جغرافي مميز وثروات طبيعية واستقرار، وهذا يعتبر أيضا من عوامل الجذب المهمة لهذه الصناعة، فصناعة البتروكيماويات والحديد والصلب من أهم الصناعات المغذية لصناعة السيارات. ومن المعلوم أن صناعة السيارات لم تعد تقنية خفية، ولم تعد الدول غير قادرة على استقطابها، فهناك دول بدأت برامج صناعة السيارات وأنتجت في وقت قياسي مقارنة بدول متقدمة أخرى. ولكن المحتوى التقني العالي يجعل هذه الصناعة تتطلب كفاءات ماهرة ومدربة، وتخصصات هندسية وفنية حديثة تستطيع العمل في هذا المجال. طبيعة هذه الصناعة ستوفر آلافا من فرص العمل للمواطنين بالدخل المناسب. ومن خلال النظر في التجارب الدولية في صناعة السيارات، فإن قيامها في تلك الدول يعتمد على حوافز تقدمها الحكومات لتشجيع وجذب الاستثمار فيها لوجود المنافسة القوية على استقطابها. وتقدم تلك الحكومات هذه الحوافز بأنماط مختلفة منها، حوافز رأسمالية، وضريبية، ومنح، وبنية تحتية، وغير ذلك من الحوافز الملائمة للاستثمار في هذا المجال، وذلك للدور الفعال الذي تقدمه هذه الصناعة في زيادة معدلات الناتج المحلي وزيادة الفرص الوظيفية، وقيام صناعات أخرى مساندة ومغذية وخدمية.

الأكثر قراءة