ثقافة وفنون

لوحات الكفري.. تكريس لموضوع التراث باختزال وتبسيط

لوحات الكفري.. تكريس لموضوع التراث باختزال وتبسيط

لوحات الكفري.. تكريس لموضوع التراث باختزال وتبسيط

يستكمل الفنان التشكيلي علي الكفري في معرضه الذي تستضيفه صالة السيد للفنون الجميلة خطه الفني الذي بدأه منذ معرضه الفردي الأول عام 1970 من خلال اشتغاله على التراث الشرقي والتجديد عليه بصورة دائمة . إلا أن الجديد في هذا المعرض الذي أفتتح مساء أمس الأول ويضم أكثر من 25 لوحة تشكيلية هو سعي الكفري للاختزال والتبسيط فيما يتعلق بعناصر التراث المختلفة لاسيما العمارة العربية مثل اللوحات التي تتناول الجامع الأموي والقدس الشريف عبر أخذ مقاطع منها وتلخيصها معتمدا على مخيلته الخاصة ورؤيته الفنية فضلاً عن معاودة اشتغاله على الخط العربي بصيغة جمالية تعتمد على جعل هذا الحرف عنصراً فنياً إضافياً يزيد من بهاء اللوحة دون أن يكون أساسياً فيها . ويحافظ الفنان الكفري في معرضه الذي يستمر حتى الثالث من شهر آذار المقبل وفق ما يقوله لوكالة سانا على أسلوبيته الخاصة عبر ربط مراحل تجربته الفنية ببعضها البعض دون أن يبتعد عن التراث الذي يعتبره هويته وخطه الفني وقال منذ بدء حياتي الفنية التي تحمل أكثر من 27 معرضاً فردياً أرسم الإنسان والتراث الشرقي وفي كل مرحلة كانت هناك درجات تطور تزيد عن الأخرى . بدأ الفنان الكفري مسيرته الفنية بالتركيز على الأواني الفخارية والنحاسيات والمرأة العربية والطبيعة الصامتة والخط العربي وصولاً إلى العمارة ووضع كل هذه المواضيع ضمن دائرة التراث الشرقي وبين أن هذا المعرض يمكن للمشاهد أن يلمس فيه انزياحاً باتجاه التجريد ولاسيما مع استخدام الخط العربي الذي هو تجريد أساساً مع الحفاظ على صيغة البحث الفني الدائم التي تبقى الهاجس والأسلوب الحقيقي عند الفنان. ويلحظ المشاهد للوحات الكفري المزيد من العناصر التراثية ولاسيما عناصر العمارة الإسلامية التي قدمها الفنان برؤية فنية وصيغ مبسطة ومختزلة مع الاعتماد على ملكاته اللونية التي طالما تميز بها. إلا أن اشتغالات الفنان الكفري على موضوع العمارة لم تصل حدها بعد على اعتبار أن خيارات العمارة ما زالت مفتوحة أمامه بكثرة وأن هذه المرحلة ما زالت في بدايتها ودليل ذلك أن الفنان الكفري رفد معرضه ببعض اللوحات التي حملت شيئاً من تجربته القديمة كرسم الزخارف والطبيعة الصامتة أو المرأة الشرقية وحتى رسم الخط العربي . #2# من جانبه رأى الفنان أكثم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة أن الفنان الكفري فاجأ جمهوره بهذا المعرض الذي شكل نقلة جميلة في تجربته الفنية وقال إن هناك تغييراً في مفرداته التشكيلية لجهة إدخال العمارة في لوحته بأسلوب مبسط. وأشار عبد الحميد إلى أن الفنان الكفري استفاد من العمارة العربية بعناصرها الزخرفية إضافة إلى إحاطة هذه العمارة بمساحات لونية جميلة بالحس الطفولي المعروف بصعوبة تبسيطه وإيجازه للوصول إلى لغة بصرية مقنعة . وأوضح عبد الحميد أن الفنان عادة يمر بعدة مراحل ولكل مرحلة زمنها اللازم للوصول إلى مستوى الرضى عنها معتبراً أن الفنان الكفري يجدد في كل مرحلة على مستويات التقنية وتكريس القيم الجمالية لهويته. وأوضح مدير الفنون الجميلة أن التراث العربي غني جداً لكن على الفنان معرفة كيفية التعامل معه بأن يأخذ العنصر المهم فيه ويصيغه برؤية وتفكير جديدين والأهم أن يحمل العمل الفني شيئاً من ذات الفنان وخصوصيته. يشار إلى أن الفنان علي الكفري مواليد فلسطين عام 1947 تخرج في معهد إعداد المدرسين في دمشق وتاليا من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة ومارس مهنة التدريس في عدد من مدارس ومعاهد دمشق وعمل في التلفزيون والصحافة والإخراج الفني لعدد من الصحف. أقام عدداً كبيراً من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة من قبل مؤسسات وجهات عامة وخاصة في سورية وخارجها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون