الإنتاج الصيني للنفط السوداني .. نكسات وتحول أصعب
إذا استطاع كبار المسؤولين في جنوب السودان أن تمضي الأمور كما يريدون، فإن تحول الصين من منتج للنفط في السودان إلى منتج للنفط في دولة الجنوب الجديدة، يحتمل أن يكون أمراً صعباً.
يقول حاكم ولاية الوحدة المنتجة للنفط، بالقرب من الحدود بين الشمال والجنوب، إنه يريد أن يفتح ثلاث مساحات أخرى أمام العروض الجديدة للتنقيب عن النفط. ولدى شركة النفط الصينية الوطنية المملوكة للدولة 40 في المائة من المساحات المخصصة للتنقيب عن النفط، بالقرب من الحدود من خلال تجمع شركة النيل العظمى للعمليات النفطية، حيث لدى شركة كارجيالي البحرية التابعة لشركة بتروناس الماليزية، ولشركة النفط الهندية فيديش ONGC Videsh، حصص في هذه المناطق.
يقول حاكم الولاية تعبان دينج، إن الصينيين لم يطوروا الامتياز بشكل فعّال. ويضيف أن معظم النفط يضيع هناك، وكان يتحدث وهو يجلس في ظل شجرة مانجو خارج بيته في عاصمة الولاية. لا أعتقد أننا سنحتفظ بهذه العملية. ويقول كذلك إن الصينيين لوثوا المنطقة، وفشلوا في توظيف السكان المحليين.
هنالك ما يراوح بين 93 – 125 بئراً عاملة في حقل النيل الأعظم، حيث تضخ نحو 31 ألف برميل من النفط يومياً. وهم يلومون النكسات التقنية في ضآلة الإنتاج. الهواء مشبع بالدخان، وروائح كثيفة تنبعث من بحيرة نفط سوداء اللون. وينادي المؤذن المصلين لأداء الصلاة، حيث إن معظمهم من شمال السودان المسلم. ومنذ استقالة العدد القليل من ذوي المهارات خلال الفترة الأخيرة، يخلو المعسكر من عمال المنطقة الجنوبية التي تهيمن عليها شبكات مسيحية قوية. ويقول الأمين الطاهر، مراقب هذا الحقل النفطي: قد يعتقدون أن المكان غير آمن لهم.
تقتضي اتفاقية السلام التي أنهت عقوداً من الحرب الأهلية في 2005، أن يتم تقاسم عوائد نفط الجنوب مع الشمال ـ غير أن إنتاج ونقل النفط مترابط للغاية، بحيث يصبح من غير الواضح معرفة مصدره.
يقول ياسر صيام، مدير عمليات حقل الوحدة: سيحتاجون إلى تغيير كل طرق القياس لمعرفة الكمية التي تُنتج في الجنوب.
أما في جوبا، العاصمة المقترحة لدولة الجنوب المستقلة، فإن الصينيين يعتقدون أنهم الوحيدون الذين يملكون معرفة إنتاج النفط هناك. يقول زهانج جون، القنصل الصيني للشؤون الاقتصادية في هذه المدينة: إن تعبان صديق لنا، وربما كان يشكو من بعض الأمور.
ويقول المسؤولون الصينيون، إنه في أية حال، فإن من غير الواضح مدى تأثير مسؤولي الولايات، مقارنة بمسؤولي الحكومة المنتظرة.
إن الصين نفسها غير سعيدة بظروف عمليات الإنتاج، حيث تعرض عمالها إلى الخطف، كما لم يتم دفع مستحقات اثنين من المتعهدين على الأقل، ويضاف إلى ذلك أنه تم إلقاء القبض على ثلاثة من المواطنين الصينيين في جوبا هذا الأسبوع. وقال زهانج إن مواطنينا يخاطرون بحياتهم، حيث إن هذا مجتمع بعيد عن أن تسير أموره وفقاً للقوانين.