طبيب أسنان واحد لكل 7690 مريضا في السعودية

طبيب أسنان واحد لكل 7690 مريضا في السعودية

طبيب أسنان واحد لكل 7690 مريضا في السعودية

أوضح الدكتور فهد الحربي، عميد كلية طب الأسنان في جامعة الدمام، أن هناك حاجة ماسة إلى عدد كبير من أطباء الأسنان لسد النقص الشديد في هذا القطاع، مدلالا بالنظر إلى أعداد المرضى على قوائم الانتظار في عديد من المستشفيات. وقال في حوار لـ ''الاقتصادية'' إن النقص والحاجة إلى مزيد من أطباء الأسنان يتضح أيضا عند النظر في المعدل الذي يبين أن هناك طبيب أسنان واحد لكل 7690 نسمة، بينما تنص التوصيات العالمية على أن هذه النسبة يجب أن تكون طبيب أسنان لكل 1700 نسمة. وأثنى الدكتور الحربي على كفاءة الطبيبة والطبيب السعوديين بصفة عامة وفي طب الأسنان بصفة خاصة، موضحا أن طب الأسنان في المملكة عموما من الأفضل في المنطقة، مؤكدا تميز أطباء الأسنان في المملكة عن غيرهم كما يتميز خريجو كليات طب الأسنان في المملكة وكذلك المبتعثون للدراسات العليا في أوروبا وأمريكا الشمالية، وذلك مقارنة بأقرانهم من خريجي الدول الأخرى هناك. كما تناول في حديثه عدة مواضيع أخرى، فإلى تفاصيل الحوار: #2# ما مستوى الحاجة إلى أطباء الأسنان في المملكة؟ تشير الدراسات والأبحاث العلمية إلى أن نسبة انتشار تسوس الأسنان في السعودية يمثل 90 في المائة ونسبة انتشار أمراض اللثة يفوق 90 في المائة، وهذا يؤكد ضرورة توافر العدد الكافي من أطباء الأسنان على المستوى المطلوب من التأهيل، ووفقا لإحصائية وزارة الصحة السعودية، التي تعد المزود الرئيسي لخدمات علاج الفم والأسنان، في عام 1426/1427هـ، فإن عدد أطباء الأسنان يمثل 1820 طبيبا، تعادل نسبة السعوديين منهم 27 في المائة وقد ازداد هذا العدد خلال السنوات الخمس الماضية في وزارة الصحة، حيث بلغ عدد أطباء الأسنان 2253 طبيبا، تمثل نسبة السعوديين منهم 31 في المائة، وهم موزعون على مختلف المراكز الصحية الأولية ومراكز الأسنان التخصصية وأقسام الأسنان في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، ووفقا للمصدر نفسه يبلغ عدد أطباء الأسنان في القطاعات الأخرى، الحكومية والخاصة، 4859 طبيبا، ويبلغ عددهم في الجهات الحكومية مجتمعة 3529 طبيبا، أي ما معدله طبيب أسنان لكل 7690 نسمة، وقد تكون هذه النسبة أعلى إذا استندنا إلى أن بعض المستشفيات الحكومية تقدم خدماتها الصحية لمنسوبيها فقط، وتنص التوصيات العالمية على أن هذه النسبة يجب أن تكون طبيب أسنان لكل 1700 نسمة وهذا يعني أن الدولة بحاجة ماسة إلى عدد كبير من أطباء الأسنان لسد هذا النقص الشديد أولا وللسعي إلى سعودة العدد المتبقي الذي تم شغله بأطباء الأسنان غير السعوديين، ويمكن الاستدلال على هذه الحاجة الماسة بالنظر إلى أعداد المرضى على قوائم الانتظار في عديد من المستشفيات. ما المدى الذي تلبي به كليات طب الأسنان في المملكة احتياجات الدولة من أطباء الأسنان؟ توجد حاليا في المملكة 17 كلية طب أسنان حكومية وسبع كليات طب أسنان خاصة، وثلاث كليات حكومية فقط (جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الدمام) التي خرجت أطباء أسنان، ويراوح عدد الخريجين قرابة 300 طبيب سنويا، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هؤلاء الخريجين يتجهون للعمل في تقديم الخدمات الصحية ومنهم من يتجه للعمل الأكاديمي في الجامعات والابتعاث لإكمال الدراسات العليا. هل هناك حاجة إلى وجود هذا العدد من كليات طب الأسنان خصوصا أن معظمها تم إنشاؤها حديثا ومنها ما لم تبدأ فعلياً؟ في تصوري يعد هذا العدد من كليات طب الأسنان كبيرا فبالإمكان التركيز على نصف العدد الحالي من كليات طب الأسنان ودعمها أكثر لزيادة الطاقات الاستيعابية لها، حيث إن بناء وتجهيز كلية طب الأسنان لاستيعاب 50 طالبا يكلف مئات الملايين وهذه ليست المشكلة الوحيدة، فالعائق الحقيقي هنا هو توافر الكادر التدريسي المؤهل لتدريب الطلاب فهناك معايير للجودة والاعتماد الأكاديمي يجب توافرها من حيث مؤهلات الكادر التدريسي، كما يجب توفير العدد المناسب من أعضاء هيئة التدريس بما يحقق النسبة المثلى من عضو هيئة التدريس إلى الطالب، وهي التي على أساسها يتحقق الهدف الأساسي لإنشاء الكليات. وعلى سبيل المثال يعاني كثير من كليات طب الأسنان في الولايات المتحدة من عدم توافر العدد الكافي من أعضاء هيئة تدريس ولعل السبب يرجع إلى ضعف المردود المادي مقارنة بالعمل في عيادة منتجة وهذا بدوره أدى إلى استعانة الكليات بالعاملين في القطاعات الخاصة على نظام الدوام الجزئي، وهذا بالتالي قد يؤدي إلى خلل في العملية التدريسية. إن ما تعانيه كليات طب الأسنان في المملكة حاليا من نقص في الكادر التدريسي جعلها تتنافس مع بعضها بعضا في الاستقطاب من الخارج ومن دول محدودة. إذاً فان زيادة أعداد الخريجين من الممكن أن يكون بدعم الكليات الحالية للتوسع وقبول عدد أكبر من الطلاب والطالبات وهذا بدوره يحتاج إلى زيادة في الكادر التدريسي ولكن بدرجة أقل إذا ما قورنت بالحاجة لتوفير طاقم تدريسي لكلية أخرى حديثة النشأة. كيف ترى مستوى كليات طب الأسنان في المملكة في المنطقة عموماً؟ طب الأسنان وكليات طب الأسنان في المملكة عموما من الأفضل في المنطقة وحقيقة يتميز أطباء الأسنان العاملين في القطاعات المختلفة ـــ الحكومية والخاصة ـــ خريجي كليات طب الأسنان في المملكة عن غيرهم كما يتميز خريجو كليات طب الأسنان في المملكة المبتعثون للدراسات العليا في أوروبا وأمريكا الشمالية وذلك مقارنة بأقرانهم من خريجي الدول الأخرى هناك. وتشهد المملكة أخيراً توجها صريحا وخطوات جدية من وزارة التعليم العالي في تطبيق معايير الاعتماد الأكاديمي لجميع الجامعات والكليات في المملكة وهو ما سيؤدي ـــ بإذن الله تعالى ـــ إلى زيادة رفع المستوى ومضاهاة جامعات عالمية مرموقة. ماذا عن الكوادر المساندة لطبيب الأسنان من مساعدات وفنيي مختبرات، من حيث توافر العدد والتأهيل الجيد؟ لا يزال هناك نقص كبير في عدد الفنيين والفنيات ومساعدي طبيب الأسنان الذين يحتاج إليهم سوق العمل في الدولة، والنقص هنا يعد كماً وكيفاً، أما من حيث العدد فوجود العدد الكبير من المستقطبين من الخارج دليل على الحاجة الماسة لتخريج عدد أكبر من الفنيين والمساعدين، ومن حيث التأهيل الجيد فالتدريب الذي يحصل عليه الخريجون من الفنيين والمساعدين لا يرقى إلى المستوى الذي يطمح إليه طبيب الأسنان وهذه إشكالية كبرى، ويُعد توافر الفنيين الحاصلين على التأهيل والتدريب المناسب ضرورة أساسية لتقديم العلاج المناسب للمرضى. ما المقترح الذي يمكن عمله بهذا الشأن؟ هناك ضرورة ملحة لإعادة النظر في مستوى التدريب الذي يحصل عليه خريجو المعاهد والكليات، فتخريج الأعداد من الفنيين والمساعدين لطب الأسنان هو مطلب ولكن الأهم من ذلك الكفاءة، فكثير من فنيي مختبر طب الأسنان من خريجي معاهدنا وكلياتنا الصحية لا يمتلكون المهارات التي تفي بمتطلبات أطباء الأسنان، ودليل بسيط جدا على ذلك هو أن المختبرات المتميزة المنتجة لتراكيب طب الأسنان لا تعتمد على خريجي هذه المعاهد والكليات، ونحن نطمح إلى أن يكون لهذه المعاهد والكليات دور أكبر في دعم طب الأسنان في الدولة.
إنشرها

أضف تعليق