المنافسة غير العادلة تفشل مشروع سلسلة بقالات يديرها سعوديون

المنافسة غير العادلة تفشل مشروع سلسلة بقالات يديرها سعوديون

المنافسة غير العادلة تفشل مشروع سلسلة بقالات يديرها سعوديون

قام الشاب فيصل بن صالح التركي ومجموعة من أصدقائه بمغامرة من نوع خاص عندما قرروا افتتاح سلسلة بقالات صغيرة بمفهوم عصري ومتطور بحيث تكون مشابهة للهايبر ماركت أو محال التجزئة الكبرى ولكن بشكل مصغر. المغامرة كانت بأن قطع التركي وأصدقاؤه عهداً على أنفسهم بأن يشغل ويدير هذه السلسلة التجارية الحلم شباب سعوديون فقط، وكان ذلك بدعم مباشر من مجموعة نسما القابضة التي يملكها رجل الأعمال صالح التركي (والد فيصل). كان الدافع الرئيس وراء هذه الفكرة المبتكرة هو المسؤولية الوطنية تجاه شباب الوطن، كما يبين ذلك فيصل التركي أثناء حديثه لـ «الاقتصادية». بدأت الفكرة قبل ثلاث سنوات بمحل سرعان ما تطور إلى عشرة محال في أحياء مدينة جدة يملكها ويديرها ويشغلها مجموعة من الشباب السعودي، وظف فيها نحو 25 شاباً سعودياً في مختلف الفروع. اليوم لم يبق من المحال سوى خمسة فقط وفي طريقها لتصبح ثلاثة في غضون الأشهر المقبلة، وخلت المتاجر المتبقية من أي شاب سعودي يعمل فيها، فيما عدا ملاكها وبعض العمالة التي تقدم استقدامها. بداية الفكرة يقول فيصل التركي إن الفكرة جاءت من أحد أصدقائه فتبناها، ويضيف «بدأنا على أساس نأخذ مفهوم البقالة الصغيرة ونقوم بتحديثها وتطويرها أي مثل محال التجزئة الكبرى لكن بشكل مصغر، وكان لدينا رغبة في تقديم منتجات جديدة، بطبيعة الحال حصلنا على رأس المال من مجموعة نسمة القابضة التي دعمتنا ولا تزال منذ البداية». عدم توظيف غير السعوديين يوضح التركي أن من أهم القرارات التي اتخذها مع شركائه هو ألا يعمل في هذه المتاجر سوى السعوديين، وهي الفكرة التي لاقت قبولاً كبيراً من عديد من الشباب الذين أبدوا استعدادهم للعمل معنا وهو ما حدث بالفعل، مبيناً أنهم وظفوا ما يقارب 25 شاباً في جميع الفروع. #2# التوسع غير المدروس يشير التركي إلى أن توافر رأس المال والبداية القوية لمتاجر نسما الغذائية في عدد من الأحياء شجعاهم كشباب على التوسع بطريقة سريعة وربما غير مدروسة بشكل كاف، ويتابع «في غضون فترة زمنية قصيرة أصبح لدينا عشرة متاجر في مدينة جدة، بعدها شعرنا أننا مشتتون وغير مركزين على إدارتها بشكل صحيح، كما أدركنا أننا وظفنا عددا أكبر من الحاجة الفعلية لنا وهو ما دفعنا لاحقاً للتقليص إلى خمسة ونفكر حالياً في جعلها ثلاثة فقط.» يؤكد فيصل التركي أنه على قدر الحماس لتوظيف الشباب السعودي في المتاجر وتخصيص رواتب مجزية لهم بساعات عمل محددة وفق نظام مكتب العمل، إلا أن التجربة فشلت ولم تؤت ثمارها المتوقعة، ويردف «للأسف كان هناك عدم التزام من قبل الشباب في الدوام، وتنقصهم الخبرة للعمل، كما أن بعضهم كانت معاملتهم للزبائن غير لائقة، وبعض الأمور الأخرى».ويضيف «تحملنا كثيراً من هذه الأمور لكن بعد أن تيقنا بأن الاستمرار سوف يعرض المشروع برمته للفشل، قررنا تغيير سياستنا، معظم الشباب تركوا العمل برغبتهم وحالياً لا يوجد معنا أي سعودي لكن الفكرة ما زلنا مصممين على تنفيذها ولو بعد حين». تعديل فكرة المشروع أكد التركي أن الضربات المتتالية التي تعرض لها المشروع جعلتهم كمستثمرين يفكرون في الحلول المناسبة لانتشاله من وضع التراجع، وذلك من خلال تحويل المحال إلى مخبز أكثر منه بقالة، وقال «وجدنا من خلال تعاملنا مع الزبائن أن الطلب على المخبز هو الأكثر، كذلك لا ننسى أن الدقيق مدعوم من الدولة وهو ما يوفر لنا هامش ربح أفضل.» ولفت التركي إلى أن فتح بقالة مطورة على غرار ما قاموا به يمكن أن تصل تكاليفه إلى 600 ألف ريال، مشيراً إلى أنهم حالياً استقدموا عمالة فلبينية متخصصة في المخابز وهو ما أدى إلى تحسن وضع المبيعات وتغير طريقة التعامل مع الزبائن إلى الأفضل. أرباح البقالات غير مجدية تحفظ فيصل التركي على مسألة الاستثمار في فتح البقالات والعوائد الربحية من هذا النشاط وصعوبة الاستمرار فيه، وأضاف «واجهنا صعوبة كبيرة في إدارة المشروع وتعرضنا لخسائر كبيرة منها أخطاء كان يمكن تفاديها لكن لو لا الدعم من نسمة القابضة كنا أغلقنا المحال منذ فترة، كما أن الهوامش الربحية فيه زهيدة فمثلاً في الحليب لا تتجاوز الهللات، توجهنا للمخابز لأن عوائدها تصل إلى 60 في المائة بينما هامش ربح البقالة ربما لا يتعدى 15 في المائة». فانشايز للشباب أكد فيصل التركي أنه يؤيد وبشدة تبني محال التجزئة الكبرى لفكرة إعطاء الشباب السعودي امتيازا تجاريا (فرنشايز) ودعمهم في محال صغيرة للتجزئة، ويقول «هذا التوجه أصبح أقرب مما يتصور وهو فكرة جديرة بالتطبيق، وتلقينا نحن في مشروعنا طلبات للحصول على امتياز تجاري من بعض التجار في جدة لكننا رفضنا لعدم استعدادنا ومعرفتنا الكافية بأنظمته وإجراءاته». يلخص فيصل التركي أهم النقاط التي استفادها مع شركائه من خلال مشروعهم في الاستثمار في مجال البقالات الصغيرة بقوله «الخلاصة عندما حاولنا الدخول كشركة لفتح سلسلة محال سوبرماركت صغيرة أو بقالات حديثة فشلنا لقلة الخبرة لدينا وهذه الأخطاء نتحملها، كما أن المنافسة شرسة من البقالات الأخرى فنحن ننافس عمالة وافدة يعملون بأنفسهم في البقالات». مشروع آخر أسسه ثلاثة شباب سعوديين في مجال التجزئة يصارع للبقاء أمام مافيا البقالات وشبكات التوزيع المنظمة التي تحاول بكل الطرق إبعادهم عن هذا النشاط. وأوضح الشباب الثلاثة في حديثهم لـ «الاقتصادية» أنهم أسسوا شركة تحت مسمى شركة النخلة الأصيلة يسوقون من خلالها أحد مشروبات الطاقة على البقالات ومحال التجزئة.ويضيف أحدهم «لقد فوجئنا بأن معظم البقالات الصغيرة يسيطر عليها وافدون ومن جنسيات محددة، فيما الموزعون كذلك من نفس جنسياتهم ولذلك واجهنا صعوبة في تسويق منتجنا عليهم، الأمر أشبه بمافيا منظمة لا تستطيع التحرك أو تجاوزها أنت كشاب سعودي». ويشير إلى أن المشروع بدأ منذ أربعة أشهر وأنهم عازمون على الاستمرار بشتى الطرق لأن الفرص المتاحة كبيرة على حد قوله، ويتابع «وفقاً للدراسات التي أجريناها على قطاع مشروبات الطاقة في المملكة فإنه لا يتجاوز 400 مليون ريال وهذا يمثل فرصة وصعوبة في الوقت نفسه، فرصة لأن إمكانية التوسيع كبيرة فيه، وصعوبة لأن السوق صغير والمنافسون متواجدون في السوق منذ زمن، كما أننا نواجه مافيا شبكات التوزيع من العمالة الوافدة». ويشتكي الشباب من أنه حتى أصحاب البقالات السعوديين ممن حاولوا تسويق منتجهم لديهم رفضوا التعامل معهم، «للأسف أن بعضهم لم يسمح لنا حتى بإعطائه فكرة عن المنتج وكان تعاملهم جافاً».
إنشرها

أضف تعليق