«مدني الطائف» ينتشل جثة أم كادي بعد 256 ساعة بحث داخل بئر ارتوازية

«مدني الطائف» ينتشل جثة أم كادي بعد 256 ساعة بحث داخل بئر ارتوازية

أنهت ''الكبسولة'' ساعات وأيام الانتظار والبحث التي عاشت فصولها أسرة ''فتاة أم الدوم'' على مدى 10 أيام و16 ساعة و40 دقيقة بانتظار خبر عن ابنتهم التي سقطت ـــ مساء الأحد قبل الماضي الموافق للثاني من كانون الثاني (يناير) 2011م ـــ في بئر ارتوازية عمقها أكثر من 50 متراً، وقطرها 40 سم في منطقة أم الدوم (250 كيلو متراً شمال الطائف).
الثلاثينية ''أم كادي'' ـــ خريجة المعهد ـــ التي كانت تنتظر تعيينها في التعليم العام انتشلت جثتها أمس وقد اختلطت بالوحل، وغطى الطين كامل أعضائها، وذلك وفقاً لما أكده لــ ''الاقتصادية'' المقدم خالد القحطاني الناطق الإعلامي باسم إدارة الدفاع المدني في محافظة الطائف، حيث أشار إلى أن اجتماعاً جرى مع المختصين في خمس شركات باشرت الحفر حول العمليات التي من الممكن أن يتم من خلالها العثور على الجثة وانتشالها، ووقع الخيار على عملية الحفر ـــ التي استغرقت أكثر من 10 أيام ـــ وهي تعد خياراً استراتيجياً للدفاع المدني، انتهى بالعثور على الفتاة وقد فارقت الحياة، حيث نقلت بواسطة الإسعاف إلى المستشفى لعرضها على الطبيب الشرعي للكشف عليها.
وأوضح المقدم القحطاني أنه عند الساعة 11: 40 دقيقة من ظهر أمس صعد فريق الحفر من داخل البئر عبر ( كبسولة ''مصعد'' شبيهة بتلك التي أنقذت عمال منجم تشيلي) مجهزة بأنابيب الأوكسجين ومعدات الحفر وكشافات الإضاءة، وذلك بعد انتهاء مهمتهم وعثورهم على جثة الفتاة، وتزامن ذلك مع نزول فريق الانتشال إلى داخل البئر لمباشرة مهامهم في انتشال الفتاة ـــ الذي استغرق ثلاث ساعات وخمسين دقيقة ـــ لافتاً إلى وجود غازات سامة داخل البئر، الأمر الذي استدعى وجود أنابيب أوكسجين بحوزة كل أعضاء الفريق، مبيناً أنه تم حفر بئر ثانية بجوار البئر الارتوازية، ثم بئر ثالثة لتسريب المياه إليها، ثم حفر خندق (عبارة) بين البئرين الأولى والثانية، وتمت توسعته عندما عثر عليها لانتشالها، واعتبر المقدم القحطاني أن عملية الحفر والإنقاذ كانت ناجحة قياساً بصعوبة الحادث ومعطياته.
وكانت فرق الدفاع المدني في محافظة الطائف قد استعانت الأربعاء قبل الماضي بمتخصصين جيولوجيين، إضافة إلى فرقتين من الكلاب البوليسية التي أدت مدلولات البحث بوساطتها إلى احتمال وجود آثار بشرية داخل بئر ارتوازية، عقب سقوط مواطنة ثلاثينية فيها مساء الأحد قبل الماضي ـــ وفقاً لشهادة قريباتها اللاتي كن معها وقت الحادثة ـــ حيث تواصلت عمليات البحث عن المفقودة بأجهزة رصد الأجسام البشرية والكاميرات الحرارية الحساسة، كما تم حفر بئر أخرى بجوار البئر الارتوازية من أجل الوصول إلى عمقها البعيد والضيق، ليتم البحث في محيط أرحب، كما تم التعاقد مع خمس شركات (العالمية التركية، وبن لادن، وأرامكو، ومعادن المناجم، وشركة أهلية متخصصة في الحفر) قامت بمهامها من أجل البحث عن المفقودة، واستخراجها من البئر، إضافة إلى قيامها بمهمة حفر بئر أخرى بمحاذاة البئر الارتوازية، حيث باشرت الشركة الأخيرة صباح أمس الأول بحفر خندق (قناة) عرضي بين البئرين (الارتوازية والحديثة) للوصول إلى الجثة.