العالم

الطب الشرعي: الجاني في تفجير الإسكندرية لم يكن ينوي الانتحار

الطب الشرعي: الجاني في تفجير الإسكندرية لم يكن ينوي الانتحار

أشارت أدلة الطب الشرعي التي جمعها محققون في تفجير كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية إلى أن الجاني ربما يكون قد فجر العبوة الناسفة قبل موعدها وأنه لم يكن ينوي تفجير نفسه. وقال مسؤولون، وفقا لصحيفة الأهرام المصرية، إن الهجوم الذي وقع خارج كنيسة أثناء قداس رأس السنة في منتصف الليل في الإسكندرية نفذه مهاجم انتحاري يعتنق أفكار القاعدة. والهجمات الانتحارية أمر نادر الحدوث في مصر التي شهدت عددا من الحوادث المتفرقة في السنوات الأخيرة. وقالت مصادر أمنية إن بقايا القنبلة تشبه قنابل استخدمت في تفجيري عام 2009. وقال محللون إن ذلك دعم مؤشرات بأن متشددين يعتنقون مبادئ القاعدة ربما كانوا يكسبون أرضا في مصر ويجندون أتباعا لهم في الوقت الذي تضيق فيه الدولة الخناق على الإخوان المسلمين وغيرهم من التيارات الإسلامية المعتدلة. وقالت الأهرام إنها علمت أن المعلومات من 45 قطعة من الأشلاء التي جمعت من موقع الانفجار ستمكن وزارة الداخلية من استخدام قاعدة البيانات المدنية لديها للتعرف على الجاني الذي يعتقد أنه يبلغ من العمر بين 23 و25 عاما. وأظهرت الدوائر الإلكترونية والحطام التي جمعها خبراء المعمل الجنائي من مكان الانفجار أن الجاني استخدم حقيبة تشبه حقيبة المدرسة أو حقيبة السفر فيها ما بين 20 و25 كيلوجراما من مواد شديدة الانفجار من بينها مادة كيماوية مخلوطة بأصابع تي.إن.تي. وجاء الهجوم الأحدث بعد شهرين من تهديد جماعة عراقية على صلة بتنظيم القاعدة باستهداف الكنائس القبطية في مصر متهمة المسيحيين المصريين بإساءة معاملة امرأة تحولت إلى الإسلام. على صعيد آخر، قال مسؤول مصري إن حالة من الذعر سادت كنيسة في مدينة المنيا جنوب القاهرة أمس بعد العثور على علبة فيها مسامير، وذلك بعد نحو أسبوع من انفجار كنيسة الإسكندرية. وقال مدير أمن محافظة المنيا اللواء محمد محسن مراد لـ رويترز في اتصال هاتفي ما عثر عليه في الكنيسة علبة قديمة مدهونة بوية (طلاء) فيها مسامير وصواميل قديمة. وأضاف فحصناها ولم نجد فيها شيئا متفجرا. هي فقط أثارت الذعر.ومضى قائلا ليس عندي شيء آخر أقوله. وقالت مصادر في كنيسة الأنبا أنطونيوس إن عامل نظافة عثر على العلبة وإن الكنيسة أبلغت الشرطة التي انتقلت بأعداد كبيرة إلى المكان الذي انتقل إليه أيضا خبراء مفرقعات. إلى ذلك، دعت أحزاب وقوى المعارضة المصرية، باستثناء الإخوان المسلمين، في بيان أصدرته أمس إلى إقالة حبيب العادلي وزير الداخلية المصري بعد الاعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية، وحملت أجهزة الدولة مسؤولية المناخ الطائفي الذي يؤدي إلى مثل هذه الجرائم. وقالت أحزاب المعارضة ومن بينها الوفد (ليبرالي) والتجمع (يساري) والحركات الاحتجاجية في بيانها إنها تدين الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا من الأقباط مع بدايات العام الميلادي الجديد أثناء خروجهم من كنيسة القديسين بالإسكندرية ، التي راح ضحيتها 20 قبطيا إضافة إلى شخص مجهول الهوية يعتقد أنه منفذ الاعتداء. وأضاف البيان أن أحزاب وقوى المعارضة تحمل أجهزة الأمن المسؤولية الكاملة عن الجريمة خصوصا في ظل تصاعد التهديدات قبل الحادث، وتطالب بمحاسبة المسؤولين الأمنيين عن التقصير في توفير الحماية اللازمة للمصلين، وتطالب على وجه الخصوص بإقالة وزير الداخلية، وأكد البيان التأييد الكامل لأبناء شعبنا الذين انتفضوا مطالبين بالقصاص من الجناة، سواء الذين ارتكبوا الجريمة أو الذين هيأوا المناخ الفاسد المتعصب الذي يميز بين أبناء الوطن الواحد. وتابع البيان أنه أيا ما كانت نتيجة التحقيقات حول الجناة المباشرين للجريمة، فإننا نؤكد مسؤولية الدولة بكافة أجهزتها عن المناخ الطائفي الذي يؤدي لهذه الجرائم. ودعت أحزاب وقوى المعارضة إلى وقفة أمام ضريح الزعيم الوطني المصري سعد زغلول تأكيدا لأن مصر وطن واحد وشعب واحد، ولإعلان موقف مصري واحد من الإرهاب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم