العالم

مصر تقترب من ضبط مفجري كنيسة الإسكندرية

مصر تقترب من ضبط مفجري كنيسة الإسكندرية

اقتربت الأجهزة الأمنية المصرية من حل لغز حادث تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، والإمساك بالطرف الأول لخيوط ضبط الجناة‏,‏ وتم تحديد بعض العناصر التي يجري فحصها للوصول إلى مرتكبي الاعتداء‏.‏ من جهة أخرى، أصيب 45 من أفراد قوات الأمن أمس الأول في القاهرة في صدامات مع مسيحيين غاضبين، غداة الاعتداء الذي أودى بحياة 21 شخصا أمام كنيسة في الإسكندرية (شمال مصر) كما أعلنت الشرطة أمس. وجرت الصدامات خلال تجمع لمئات من الأشخاص في فناء كاتدرائية القديس مرقس مقر البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وهاجم المتظاهرون المسؤولين الذين جاءوا لتقديم التعازي في ضحايا الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية ليلة رأس السنة. ورشق المتظاهرون بالحجارة عثمان محمد عثمان وزير الدولة للتنمية الاقتصادية، بعد أن التقى البابا شنودة، في الوقت الذي كانت تدور فيه مواجهات بين متظاهرين آخرين وقوات الأمن المتمركزة خارج المبنى. إلى ذلك، تم تشديد الإجراءات الأمنية ونشر أعداد كبيرة من قوات الأمن حول الكنائس في مصر، مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد القبطي الخميس والجمعة المقبلين، وذلك بعد الاعتداء الذي استهدف ليلة رأس السنة كنيسة القديسين في الإسكندرية. وتم تعزيز انتشار قوى الأمن في مراكز المراقبة أمام المباني الدينية، وإلغاء إجازات عديد من رجال الشرطة، كما أعلنت مصادر في قوى الأمن الإثنين. كما تم تشديد إجراءات المراقبة في الموانئ والمطارات بعد هذا الحادث، الذي تقول السلطات: إن مرتكبه انتحاري تابع لتنظيم القاعدة. لكن حتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه المجزرة. وذكرت صحيفة الأهرام الحكومية أمس أن العبوة الناسفة المكونة من مادة (تي إن تي) وقطع معدنية عبوة متطورة إلى حد كبير. وأكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أنه ينوي رغم كل شيء إقامة قداس عيد الميلاد مثل كل عام منتصف ليل السادس من كانون الثاني (يناير). ونقلت عنه صحيفة الأهرام قوله: إن "عدم الصلاة سيعني أن الإرهاب يحرمنا من الاحتفال بمولد السيد المسيح". وإضافة إلى مخاطر الاعتداءات، تخشى السلطات وقوع صدامات جديدة مع المتظاهرين المسيحيين أو وقوع حوادث بين مسيحيين ومسلمين. وفي الإسكندرية جرت السبت مواجهات بين شبان مسيحيين ورجال الشرطة، كما تظاهر مئات من الأقباط مساء الأحد أمام كنيسة القديسين قبل أن يشعلوا النار في صناديق القمامة. ويعد الأقباط أكبر الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط. وهم يمثلون ما بين 6 إلى 10 في المئة من نحو 80 مليون مصري، بحسب التقديرات. ويتبع معظم الأقباط الكنيسة الأرثوذكسية مع وجود أقلية قبطية كاثوليكية لا يتعدى أفرادها 250 ألف شخص. من جهة أخرى كانت كنيسة القديسين ضمن قائمة من نحو 50 دار عبادة قبطية في مصر والخارج حددت كأهداف لاعتداءات على موقع إلكتروني للقاعدة. ويعد حادث الإسكندرية الأكثر دموية في مصر منذ موجة الاعتداءات التي استهدفت مجمعات سياحية على البحر الأحمر بين 2004 و2006 وخلفت إجمالا نحو 140 قتيلا، لكنه ليس الأول الذي يستهدف المسيحيين. ففي السادس من كانون الثاني (يناير) 2010 قتل ستة أقباط لدى خروجهم من قداس الميلاد في مدينة نجع حمادي في الصعيد. وينتظر صدور الحكم على المتهمين في هذا الحادث في 16 كانون الثاني (يناير) الحالي. وفي الإسكندرية، دانت رئيسة البرلمان العربي هدى بن عامر أمس الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية. وقالت بن عامر في بيان صحافي إن "البرلمان العربي وهو يدين هذا العمل الإجرامي الإرهابي، فإنه على يقين بأن من خطط له هي القوى الصهيونية والقوى الإرهابية التي تقف معها بهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن العربي في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا واليمن والجزائر والسودان والصومال وتونس، وذلك بقصد زرع بذور الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد لزعزعة استقراره ونموه". وأهابت رئيسة البرلمان العربي بالشعب المصري أن يرتفع فوق مشاعر الغضب والألم والحزن وأن تتمسك قواه الداخلية، لأن أمن واستقرار مصر هو جزء أساسي من الأمن القومي العربي، وأن أي مساس بهذا الأمن ستنعكس آثاره بالسلب على الأمن القومي العربي برمته. وأشادت بن عامر بحكمة الرئيس المصري حسني مبارك وقدرة الحكومة المصرية على وأد الفتنة في مهدها ومعالجة المخطط الإرهابي ومشروعه التدميري في المنطقة، الذي يستهدف أمن الأمة العربية بأسرها. وأكدت أن سماحة الإسلام وأحكامه وشرائعه لا تقر هذا العمل المجرم، وخير دليل تاريخ المنطقة، حيث كانت تعيش مختلف الطوائف في سلام وأمان وسط عالم المسلمين، بينما تتعرض للاضطهاد والذل في العوالم الأخرى.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم