ثقافة وفنون

حياة غامضة واخرى سرية في حياة تشرشل كشفها متحف بريطاني تخليدا لذكراه

حياة غامضة واخرى سرية في حياة تشرشل كشفها متحف بريطاني تخليدا لذكراه

يعتبر متحف رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ونستون تشرشل المشيد وسط العاصمة البريطانية لندن والذي يسرد جزءا كبيرا ومهما من حياة رئيس الوزراء الاسبق في عمل مجسد دراميا على ارض الواقع حيث يخيل للزائر انه يعيش يوميات الاربعينيات الى جانب تشرشل الذي صنع النصر للمملكة المتحدة. ويقع المتحف على مقربة من (المتحف الحربي الامبراطوري) حيث شيد المبنى تخليدا لذكرى رئيس الوزراء البريطاني الاسبق الذي انتخب اثناء الحرب العالمية الثانية في اكتوبر 1939 ليكشف جانبا مستورا من حياة الرجل السياسي والعسكري وما صنعه من نصر لصالح بلده اضافة الى تأريخ حياة الرئيس الاديب (البراغماتي) الذي استطاع ان يلفت الانتباه لكتاباته ويحصد جائزة نوبل للأداب عام 1953 . زوار المتحف يمكنهم التعرف بدقة الى شخصية السير تشرشل بكل جوانبها عبر فيلم قصير يعرض نوادر من حياته الطفولية التي تميزت بالشقاوة والشغف بلعب الحرب اضافة الى مراحل دراسته والتحاقه بمدرسة (هاور) الخاصة وكيف عاقبه الاساتذة بضربه سبع مرات بالعصا لاحداثه أضرارا بممتلكات المدرسة. عدة اجنحة يضمها المتحف واهمها غرفة الحرب التي كان يعقد فيها تشرشل اجتماعاته ابان الحرب العالمية الثانية حيث كشفت قناة (بي.بي.سي) اخيرا انها لم تكن محصنة ضد القنابل مما أثار حفيظة رئيس الوزراء في تلك الفترة واتهامه لسكرتير مجلس الوزراء بالخداع. ويجمع المتحف عددا كبيرا من الصور الشخصية لتشرشل انذاك بثيابه الحربية وأخرى على الجبهة برفقة عدد من الجنود داخل التحصينات والخنادق وأهم التسجيلات الصوتية التوجيهية لقيادة الاركان والعسكريين. وكان نجم تشرشل لمع في سنوات الاربعينيات عبر انجازات سياسية وعسكرية وانشغاله الدائم بأحوال البلاد الا ان ذلك لم يحرمه من اثراء حياته الشخصية وقد خصصت ادارة المتحف جناحا لعدد من الايقونات من التحف الاثرية الخاصة به اضافة الى سيجار (هافانا) الفاخر وبذلته الحربية وقميص حريري فاخر وبدلة حمراء علقت عليها ربطة العنق السوداء التي حافظ تشرشل على ارتدائها في حفلاته. وزينت غرفته بالمجلدات الاربعة التي كتبها عن تاريخ الشعوب الناطقة باللغة الانجليزية اضافة الى عدد كبير من ادوات الحرب الخاصة به كالمنظار الذي استخدمه في (حرب البوير). ولعل ما يجذب الانتباه في المتحف هو العرض المتميز عن المهن التي شغلها رئيس الوزراء السابق وهي جندي سابق في الجيش البريطاني ابان الحرب العالمية الاولى ومحرر صحفي اضافة الى اهتماماته الشخصية وشغفه الولع بحضور المسابقات والبطولات الرياضية. ويكشف المعرض سيرا من عادات تشرشل والتي سجلت في دفتر يومياته من حيث ساعات عمله المستمر حتى الساعة الثالثة صباحا وعلاقاته مع الحاشية الملكية واهم الاحداث السياسية اثناء فترة توليه السلطة وانشغاله الدائم في غرفة الحرب. ويطلع رواد المتحف على ابرز الاحداث الاليمة التي واجهها بعد الحرب العالمية الثانية منها خروجه من السلطة وتركه مقعد مجلس العموم اثر خسارته بالانتخابات العامة عام 1945 . الرجل العسكري الشجاع كان لعائلته جزء كبير من وقته فقد كان منشغلا بأولاده الاربعة وزوجته وميز جناح العائلة بالانارة والمؤثرات الصوتية حيث يشعر الزائر أنه يمر على تشرشل ليلقي عليه التحية مع اولاده وزوجته كلامنتين التي خصص لها في المتحف غرفة وضع بها عدد من اللوحات التي رسمها لها تشرشل بريشته. ويفسر البعض ان الرسم هو الذي ساعد رئيس الوزراء أن يبعد عنه شبح العزلة والاكتئاب بعد توقف حياته السياسية عند النبض. كل هذا وغيره يمكن لزائر المتحف مشاهدته في حياة الرجل الانكليزي الشهير الذي لطالما تغنت به المملكة المتحدة وبانجازاته حيث وفرت ادارة المتحف للزوار احدث التقنيات الحديثة والالكترونية والتي تسمح لهم بتعقب حياة وتاريخ تشرشل وأهم الأحداث التي مرت في حياته من خلال طاولات الكترونية لاستعراض مسار حياته باللمس. ويبلغ عرض الطاولة الالكترونية ثلاثة أقدام وطولها اربعين قدما وقد تكلفت ما يزيد على نصف مليون دولار ويطلق عليها خزانة ملفات وتقدم عرضا لاهم اللقطات والصور والملفات لأحداث جرت خلال عام 1944 وحتى يوم الهبوط الحسمي للحرب ودور تشرشل انذاك. ساعات يمضيها الزائر يتنقل بين اروقه المتحف لينتهي به المطاف عند باب طبق الاصل من باب مقر الوزارة التي شهد فيه ونستون تشرشل حلاوة النصر ومرارة الهزيمة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون