Author

توسيع دائرة الشفافية سيدعم برامج التنمية في 2011

|
انقضى عام ويبدأ عام جديد في مسيرة التنمية الوطنية. هذه المسيرة التي شهدت زخما كبيرا في عهد قائدها الملك المحبوب عبد الله بن عبد العزيز، ـــ حفظه الله ـــ وأعاده إلى وطنه وأبنائه بخير وصحة وسلامة. منذ أن تسنم هذا الملك قمة هرم قيادة المملكة بدأ عهد جديد في هذه المسيرة، اتسم بالعديد من الملامح التي جعلت شعوب الأرض تتطلع إليها وترى فيها نموذجا يحتذى. كان أهم هذه الملامح رفع راية الإصلاح على جميع المستويات وفي المجالات كافة، مدعوما بنية خالصة مخلصة، وجهد لا يكل في سبيل تحقيق المصالح العليا للوطن وأبنائه. هذا الجهد الذي وضع المملكة في مصاف دول العشرين الأكبر اقتصادا على مستوى العالم، والأكثر تأثيرا في مسيرة التنمية العالمية، وحقق للمملكة قفزات كبيرة على المستويات كافة، حتى أصبحت بلادنا قبلة للشركات والمؤسسات العالمية كبيرها وصغيرها، وغدت محط اهتمام العالم بمختلف أعراقه وفئاته ومكوناته. انقضى عام في مسيرة التنمية، وكان هذا العام مليئا بالأحداث والأخبار والمستجدات على كل الأصعدة، بما فيها السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة وغير ذلك الكثير. انقضى عام عانت فيه دول العالم الأمرين من تبعات الأزمة المالية العالمية التي جرت عليها الكوارث والمصائب، وعطلت مسيرة التنمية فيها، فيما كانت مملكتنا تنعم بنهوض ونمو ملحوظين في مختلف المجالات، قيض الله لها فيها أن تقفز على تبعات تلك الأزمة، وأن تتجنب تأثيراتها المدمرة، لتحقق بذلك مركزا متقدما على الكثير من تلك الدول التي كانت تنظر إلينا من عل في العهود السابقة، وأصبحت المملكة بحمد الله قائدة رائدة تشارك كبريات الدول مكانة الزعامة العالمية، وتسهم بفعالية في معالجة آثار تلك الأزمة، ودفع عجلة التنمية العالمية في كل المجالات. انقضى عام في مسيرة التنمية، شهدت فيه المملكة وضع خطة تنميتها التاسعة، التي جاءت مليئة بالآمال والطموحات والتطلعات الواعدة، والتي إن قيض الله لها النجاح المأمول ستجلب الرخاء للمواطنين، وترسخ أركان تنمية مستدامة لهذا الوطن. هذه الخطة التي حشدت لها الدولة جميع مقدراتها ومواردها المادية والبشرية لتحقق نهضة تنموية كبرى في هذه المرحلة الحيوية من عمرها المديد ـــ بإذن الله. وربما كان أهم ملامح هذه المرحلة هو حجم الشفافية المتنامية التي أصبحت تسم التعاطي مع قضايانا وشؤوننا المحلية والدولية، وارتفاع سقف حرية الرأي والنقاش والطرح البناء على مختلف الأصعدة، حتى أصبح المواطن شريكا للمسؤول في مناقشة قضايا التنمية الوطنية، في إطار من الإيمان المشترك بالمصلحة الوطنية العليا. ويبدأ عام جديد في مسيرة التنمية، والآمال والطموحات تملأ صدور أهل الوطن وأبنائه. وهي تطلعات مستحقة تنسجم مع إمكانات الوطن وقدراته، وتتناغم مع مرئيات وتوجهات القيادة الحكيمة. وهي كذلك تطلعات في معظمها تتسم بالبساطة والقناعة، لا تتعدى في مجملها توفير حياة كريمة هانئة تدعمها دخول مناسبة تكفي لسد متطلبات الحياة الأساسية، ومساكن ميسرة تحقق لهم الأمان والاستقرار، وبيئة مريحة ميسرة لممارسة أعمالهم، وتعليما متطورا يؤهل أبناءهم لأداء أدوارهم المأمولة في مسيرة التنمية، وخدمات صحية تحقق لهم الراحة والأمان الصحي، وبعضا آخر من تلك المتطلبات والتطلعات التي لا تعدو أن تكون مكاسب مستحقة لأبناء الوطن مقابل مواطنتهم، ولا تخرج عن تطلعات كل الشعوب في كل الأوطان والدول. يبدأ عام جديد في مسيرة التنمية، وكلنا نتطلع إلى تحقيق تلك التطلعات والآمال، مؤمنين بأن ذلك لن يتحقق إلا بتضافر الجهود والتكاتف حول قائد المسيرة. تحقيق هذه التطلعات يتطلب الكثير، ولكن أهم ما يتطلبه هو الإيمان بهذا الاستحقاق أولا، وتوسيع دائرة تبني مفاهيم ومبادئ الحوار والشفافية، وبذر بذور الثقة بين كل فئات أبناء الوطن، بين الرئيس والمرؤوس، وبين المواطن والمسؤول، وبين الكبير والصغير، وبين الرجل والمرأة، وبين الغني والفقير، وبين مؤسسات الحكومة والقطاع الخاص. علينا أن نؤمن بأن الوطن للجميع، وكلنا فداء الوطن. لا يمكن أن تتم المواطنة الحقة دون مساهمة فاعلة في جهود التنمية، ولا يمكن أن يكون أي طرف متلقيا مطالبا دون أن يبذل شيئا لهذا الوطن. لا يمكن أن تنجح جهود التنمية ونحن نتنازع الحقوق والمصالح، ونرى في بعضنا من هو أحق من غيره بشيء من المكتسبات. المساواة هي أساس العدالة، والعدالة هي أساس الملك ورخاء الشعوب. إذن، فالعدالة هي ما نحتاج إلى تحقيقه، العدالة في التعاطي مع كل قضايانا التي نعيش معها وفيها كل يوم، قضايانا التي تمس التعليم والصحة والاقتصاد والمرأة والقضاء والبناء والعمران وكل مجالات التنمية المتوازنة. والتعاطي مع هذه القضايا بمفهوم العدالة هو ما سيجعل الجميع على قدم المساواة، وسيؤسس للنجاح المأمول الذي يتطلع إليها الجميع في مسيرة التنمية الوطنية. انقضى عام ويبدأ عام جديد في مسيرة التنمية، وأدعو الله أن يجعل هذا العام وتاليه من الأعوام خيرا على وطننا وأمتنا العربية والإسلامية. وكل عام ونحن والوطن جميعا بخير وسلامة، وملكنا المحبوب بصحة وعافية.
إنشرها