Author

مركز لأبحاث الاقتصاد المستقبلية الحلم .. هو البداية!

|
نضع بين يدي قراء ''الاقتصادية'' اليوم الإصدار السنوي الذي يحوي مقالات وتقارير ودراسات مخصصة للتوقعات الاقتصادية المستقبلية للعام الجديد 2011، وهذا الإصدار يأتي في سياق توجه فكري لتأصيل القضايا والأحداث التي تتناول الجوانب الأساسية للاقتصاد السعودي، وهذا جزء رئيسي من دور المطبوعة كوسيلة للتعبير وأيضا التفكير. بناء المطبوعة يبدأ من الإصدار الورقي ثم يستمر في إنشاء الوحدات المساندة لتوليد المنتجات الجديدة لتكون، أولا، داعما ورافدا للمهمة الأساسية أي النشر، وتكون، ثانيا، مراكز ربحية تستثمر القيمة المضافة للمطبوعة.. وهكذا تنمو المؤسسات الإعلامية العريقة. الإصدار السنوي يأتي في سياق الدراسات/ التوقعات المستقبلية للاقتصاد السعودي، وهذا المشروع الذي يتبناه تحرير ''الاقتصادية''، ويأتي بجهد المقل، نتطلع أو (نحلم) أن يكون نواة لمركز متخصص في الدراسات المستقبلية للاقتصاد السعودي، فاقتصادنا لا تخدمه جهود فكرية منظمة مستقلة عن المتغيرات اليومية رغم أنه يأتي في مراكز متقدمة عالميا. وما يقدم من دراسات وأبحاث ربما تظل أسيرة لتوجه خاص أو نظرة عامة، أو مرتبطة بمصلحة أشخاص أو جهاز معين، وهذه تؤثر في مدخلات الأبحاث والدراسات. مثل هذا المركز من فوائده أيضا أنه سيكون مصدر إثراء للآراء في المجتمع، بالذات الآراء المستقلة المستهدفة للمصلحة العليا للدولة والمجتمع، فوسائل الإعلام من بين وظائفها الأساسية عصف الأفكار وإثارة القضايا الحيوية المتخصصة في الشأن الاقتصادي للتداول الفكري وتبادل وجهات النظر الفنية التي تساعد على استثارة الرأي العام وتكون مساعدا لمتخذ القرار. ثمة فائدة أخرى تنعكس على المطبوعة، ونشير هنا إلى ما يتعلق بإنتاج المحتوى المتخصص الذي تملك حقه الفكري المطبوعة، فتوسع المحتوى وثراؤه يجعله مصدر استثمار ومركز ربح، والأهم من ذلك أنه يعزز موقف المطبوعة لإمداد وسائط الإعلام الجديدة مثل المنصات الرقمية التي في أيدينا الآن، فالمحتوى الخاص والثري بالأفكار والمعلومات المتجددة هو وقود وروح وسائل الإعلام المطبوعة لتجاوز أزمة التحول في المجتمع الإنساني المرتقبة، التحول من الأشكال المطبوعة إلى الوسائط الرقمية المتفجرة بالتطبيقات والإمكانات الجديدة. وأخيرا، لا ننسى الجانب المهم لأية مطبوعة إعلامية وهو المصداقية وجودة المحتوى، فالمعروف أن مراكز الأبحاث إذا أصبحت مساندة وداعمة لمحتوى الجريدة، فإن ذلك ينعكس على العرض الصحافي ويؤسس المطبوعة لتكون مرجعا معرفيا، وهذه خطوة مهمة للترقي العلمي الذي تتطلع إليه كل مطبوعة جادة قائدة تنتج الأفكار في المجتمع وتقود الرأي وتساهم في وضع الأولويات الوطنية، وكل هذا يدعم الرسالة الموضوعية والأخلاقية للمطبوعة. الإصدار الذي نضعه بين أيديكم.. نراه في القريب مشروعا لجريدة، ونراه في البعيد مركزا وطنيا يساهم في (اقتصاد المعرفة) الذي دخلنا فيه بقوة عبر مشروع بناء الجامعات وتوسيع قاعدة إنتاج العلم والفكر، ونحن في نفس المسار، ولعل الحلم يتحقق.. والمشاريع العظيمة بدأت من حلم، هكذا يعلمنا التاريخ.
إنشرها