الرياضة

نور.. قضية إن حضر أو غاب

نور.. قضية إن حضر أو غاب

محمد نور والإثارة وجهان لعملة واحدة، فقد ظل نور القضية الأسخن على الساحة المحلية منذ ما يزيد على عقد من الزمان، فنور الذي لا يختلف اثنان على أنه أحد أفضل خمسة لاعبين في تاريخ الكرة السعودية، وأسطورة اتحادية حية، وفصل مهم في تاريخ الكرة السعودية لا يطويها الزمان إطلاقاً؛ لما يمتلكه من قيمة فنية أجبرت المدربين في الاتحاد والمنتخب السعودي على الاعتماد عليه، وفي لحظات كثيرة خاصة مع العميد لم يخيب نظرتهم فيه، فهو من طينة النجوم الكبار القادرين على تحمل المسؤولية، وكذلك لديه قدرة بالغة على التأثير في رفاقه وفي الخصوم، وعلى الرغم من كل ما يمتلكه نور، إلا أنه كان وما زال قضية شائكة لم يتمكن أحد حتى من المقربين منه من فك طلاسم هذه الحكاية التي لم تنتهِ فصولها بعد، إذ إنه رغم أهميته الفنية إلا أنه خارج حسابات المنتخب السعودي، ما أفقد الأخضر نوره، حيث إنه في أكثر من مناسبة وُجد فيها مع المنتخب السعودي كان علامة فارقة، ولم يجد المشجع البسيط سبباً واضحاً لهذا الإبعاد رغم الاتهامات التي تناله في مقدمتها التمرد، عدم الانضباطية، لاعب نادي وغيرها من الأساليب التي لم تقنع الشارع الرياضي الذي بات في كل مشاركة للأخضر يتساءل عن غياب ابن مكة، وما زالوا يأملون في الحصول على السبب الحقيقي الذي طال انتظاره منذ أكثر من عشرة أعوام. إلا أن سؤالا واحداً يتبادر إلى أذهان الرياضيين السعوديين: لماذا عندما تحضر المشاركات المهمة للأخضر يكون نور موجوداً؟ مونديال 2002، 2006، 2010، وتغيب كل الحجج الواهية التي يرددها المدربون الذين يتعاقبون على تدريب الأخضر. وسؤال آخر يوجهه محبو الأخضر للبرتغالي خوسيه بيسيرو مدرب المنتخب السعودي، لماذا استعان بنور في التصفيات النهائية لقارة آسيا لمونديال 2010، واستغنى عنه في نهائيات آسيا 2011؟ محمد نور الذي يغيب عن الأخضر منذ التصفيات النهائية لمونديال العالم في جنوب إفريقيا 2010، التي فشل الأخضر في تجاوزها، ووصل مؤخراً لسن (33 عاما) ولا يزال يأمل في أن تتاح له الفرصة الدولية الأخيرة للمشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات آسيا 2011 التي ستنطلق بعد عدة أيام في العاصمة القطرية الدوحة، إلا أن حلمه أشبه بالمستحيل، فالأخضر الذي يدخل معسكره للنهائيات دونه، وهو الذي كان في كل مرة يوجه له النداء للالتحاق بالمنتخب فيلبي ذلك فوراً، إلا أنه يعتذر عن الإجابة عن هذه التساؤلات التي شغلت ـــ ولا زالت تشغل ـــ الشارع الرياضي بحجة عدم معرفته وأنه ليس المعني بذلك. من جانبه، أكد المحلل الفني الدكتور مدني رحيمي أن محمد نور من اللاعبين المميزين في كرة القدم السعودية، وهو أمر لا يمكن الاختلاف عليه، وقال "كنا نتمنى أن تكون قائمة المنتخب السعودي قد ضمت محمد نور، نظراً لما يملكه من خبرة كروية، ويستطيع أن يكون إضافة فنية جيدة". وأضاف "من الممكن أن يكون الجهاز الفني في حاجة إلى هذا اللاعب حسب ظروف المباريات في ظل القيمة الفنية العالية التي يتمتع بها نور، إلا أن الحديث عن ضم محمد نور أو عدم استدعائه للمنتخب السعودي أعتقد أنها أصبحت أسطوانة مشروخة لكثرة ترديدها". وأوضح مدني "على مدار السنوات الماضية والجميع يتحدثون عن أن نور تم ضمه أو لم يتم، وذلك عند إعلان أي قائمة للمنتخب السعودي، ولكن أعتقد أيضاً أن محمد نور تأثر عطاؤه في هذا الموسم نتيجة عدم الاستعداد الجيد مطلع الموسم الرياضي الحالي، الذي لم يكن نور في قمة توهجه وعطائه كما كان سابقاً". وزاد "أعتقد أن نور قادر على العودة القوية والجادة من خلال الاستحقاقات المقبلة لفريقه، فاللاعب الذي يملك الخبرة والحلول والإمكانيات قادر على الإضافة". واسترسل الخبير الكروي "من يتحدث عن عمر اللاعب فأعتقد أن هناك من اللاعبين من يفوق محمد نور في العمر ومع ذلك فهو موجود في صفوف المنتخب، فالعمر ليس مشكلة ما دام أن هناك جهدا وبذلا داخل الملعب، وما دام أن الاختلاف على عدم ضم لاعب واحد لصفوف المنتخب، فهي ليست بتلك القضية، بالطبع هناك لاعبون غابوا عن القائمة كأحمد عباس، عبد اللطيف الغنام، وعساف القرني، ولكن ذلك نتيجة الإصابات حقيقة". وختم "نتمنى أن يحقق المنتخب طموح محبيه، وهو قادر على التأهل من مجموعته إلى الدور الثاني، وقادر على الذهاب إلى أبعد من ذلك شريطة أن تكون هناك خطط واضحة، وأن يتم التعامل مع عناصر المنتخب من قبل الجهاز الفني حسب إمكانيات لاعبي الأخضر".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة