ثقافة وفنون

دموع غزة.. فيلم نرويجي يفضح وحشية العدوان الإسرائيلي على غزة

دموع غزة.. فيلم نرويجي يفضح وحشية العدوان الإسرائيلي على غزة

يروي فيلم دموع غزة للمخرجة النرويجية فيبكي لوكبيرغ تفاصيل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي راح ضحيته أكثر من 1500 شهيد ونحو 4500 جريح إضافة إلى الدمار الذي لحق بالكثير من المباني والبني التحتية للقطاع نتيجة القصف الإسرائيلي. وترصد كاميرا الفيلم الذي عرض مؤخرا في دور العرض والسينما في العاصمة النرويجية أوسلو وحقق إقبالا كبيرا حجم الدمار والآلام الذي سببتها آليات الاحتلال الإسرائيلي وبخاصة صور الأطفال والمدنيين الذين عاشوا لحظات الخوف والرعب. وقالت المخرجة لوكبيرغ في حديث لقناة الجزيرة .. إن الفيلم لا يطلب من المشاهد موقفاً أو تبديل قناعاته بأسلوب إنشائي بل يطلب منه أن يراقب فقط وما يحدث نتيجة المتابعة لا يحتاج بعد ذلك إلى تعليق أو مادة خطابية. وأكدت لوكبيرغ أنه حين ترى الآباء الجرحى وهم ينطلقون بأبنائهم وأطفالهم المصابين وقد بترت أطراف بعضهم وعندما ترى وحشية القصف وتفجير البيوت وأشلاء الأطفال وجثث الرجال فإن ما تستقبله هو حقيقة تنفي كل الأكاذيب التي سبقت وتلت وواكبت العدوان على غزة. وقالت لوكبيرغ التي اشتغلت سابقاً بالتمثيل وبكتابة الروايات إن ما دفعها للتفكير بإنتاج هذا العمل هو ما شاهدته في قطاع غزة من مناظر مروعة صعقت لها أثناء متابعة نشرات الأخبار في الحرب الإسرائيلية على القطاع نهاية عام 2008 الأمر الذي دفعها للتفكير في الوصول إلى غزة لمشاهدة ما يجري بأم عينيها لتنقله للعالم كي يعرف حقيقة ما يدور. وأوضحت لوكبيرغ أن الفيلم يكشف الأثر المروع لحرب إسرائيل على المدنيين في غزة وقالت إنها شعرت أنه يتوجب عليها أن تنظر إلى ما حدث عن كثب وأن تترك الأطفال يتحدثون بما رأوه وما شاهدوه. ولم تشرف لوكبيرغ على تصوير المشاهد بشكل شخصي وذلك لعدم منحها إذنا لدخول قطاع غزة إبان العدوان الإسرائيلي كما أن فيلمها يعتبر الأول من نوعه الذي يأخذ طابعاً سياسياً مباشراً وبعيدا عن أعمالها السابقة التي اقتصرت على الشؤون الإسكندنافية. وأنتج الفيلم تريا كرستيانسن زوج المخرجة ولم يعتمد وثائقيات سابقة بل بنى مشاهده على ما صوره ثلاثة مصورين هم الفلسطينيان يوسف أبو شريع و سعد الصباغ والسويدية ماري كرستنسن وبذل هؤلاء ما بوسعهم ليخرج الفيلم الذي يستغرق 85 دقيقة بحلته المتميزة في مشاهد لم تعرض سابقا في فيلم سينمائي أو في نشرات الأخبار وإن كانت الأحداث تدور حول نفس اللقطات والمآسي. وكانت المخرجة النرويجية اشتركت بفيلمها في عدة مهرجانات للأفلام الوثائقية منذ مطلع هذا العام ومازالت تعرضه في عدد من الأماكن وأبرز المحطات التي عرض فيها هذا الفيلم مهرجان تورنتو الدولي للأفلام الوثائقية الأخير بكندا ومهرجان أبو ظبي للأفلام الوثائقية في الإمارات العربية المتحدة كما عُرض بشكل خاص في عدة مدن أميركية منها مدينة لوس أنجلوس. ولم تتردد المخرجة في عرض بعض المشاهد المفزعة والمؤلمة لتأريخ تلك المرحلة وخاصة عرض الفتاة التي تسببت قنابل الفوسفور الأبيض الإسرائيلية باحتراق نصف جسمها لأنه من الضروري حسب رأيها أن يرى الناس هذه المناظر ليدركوا جانبا من الحقيقة التي يحاول الغير إخفاءها مؤكدة أنها لم تستثن من تلك المشاهد والصور إلا ما لا يحتمل الإنسان النظر إليه. وتأمل لوكبيرغ أن تعرض تلك المناظر التي حجبتها لفظاعتها يوماً ما على الحكومة الإسرائيلية والمسؤولين فيها ولبعض القيادات المؤيدة للسياسات الإسرائيلية في العالم واصفة فيلمها بأنه فيلم مناهض للحرب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون