Author

لكل شيخ طريقته ...

|
تبدأ دورة الخليج العربي لكرة القدم العشرون في اليمن الشقيقة بعد أيام قلائل ولأول مرة منذ أربعة وثلاثين عاما لا يشارك منتخبنا بالفريق الأول وباستعداد ضعيف، ولكن هناك بصيص أمل أن يعوض نجومنا المشاركون بحماسهم ورغبتهم إخفاقات منتخبنا الأول في السنوات الأخيرة. صحيح أن الخبرة تنقصهم، ولكن كرة القدم لا تعرف المستحيل، رغم أني ـــ من وجهة نظر خاصة ـــ كنت أتمنى أن نشارك بالمنتخب الأول في هذه البطولة، وذلك استعدادا لمباريات كأس القارة الآسيوية المقبلة، بغض النظر عن نتائجها. قد يقول البعض إن الخوف من الإصابات والإرهاق هو سبب عدم المشاركة بالفريق الأول، وأنا أقول إن لاعب كرة القدم معرض للإصابة حتى في التدريبات. كنت أتمنى أن يقتصر المعسكر الأخير على اللاعبين المشاركين في دورة الخليج وذلك لتحقيق أقصى درجات الانسجام بينهم، ولكن لكل شيخ طريقته. دورة الخليج المقبلة ستشهد تنافسا حادا بين الفرق للفوز بلقب الدورة نظرا للتقارب الكبير في مستويات الفرق جميعا بما فيها الفريق المستضيف الذي تحسن عن السابق وسيتسلح بالأرض والجمهور المتحمس جدا. المنتخب اليمني استعد جيدا لهذه البطولة تحت قيادة المدرب المخضرم ستريشكو الذي جال في معظم دول الخليج إضافة إلى تدعيم الفريق ببعض العناصر ''المجنسة'' من اللاعبين الأفارقة. منتخب عمان بطل الدورة السابق يدخل البطولة بكامل عناصره وتحت قيادة مدربه الفرنسي ويسعى جاهدا للاحتفاظ باللقب. منتخب الكويت شهد تطورا كبيرا في أدائه ويدخل الدورة بعد تحقيقه لقب بطولة غرب آسيا الأخيرة وهو من أقرب الفرق لتحقيق بطولة الخليج لخبرته النفسية المتخصصة في بطولات الخليج. منتخب قطر يشهد استقرارا تدريبيا وعناصريا وهو من الفرق المرشحة دائما لنيل اللقب، منتخب الإمارات يشارك بعناصر الصف الأول وبدون عناصر الفريق الأولمبي في مفارقة عجيبة مع المنتخب السعودي الذي يشارك بالصف الثاني من دون نجوم المنتخب الأساسيين، أما منتخب البحرين فهو يعيش مرحلة تجديد عناصري كبير بعد اعتزال جل نجوم الفريق البارزين في السنوات الأخيرة، وتبدو حظوظه أقل من أقرانه، وأخيرا المنتخب العراقي القوي عناصريا بوجود قائمة كبيرة من لاعبيه المحترفين خارجيا وتحت قيادة المدرب الألماني سيدكا المشهود له فنيا. عموما تبقى دورة الخليج مثيرة ومهمة لشعوبنا المتحابة وتسهم في ترسيخ المحبة بيننا. أحسنت لجنة المسابقات صنعا في قرارها تأجيل بداية الدور الثاني لمباريات دوري زين السعودي وليس تأجيل المباريات الواقعة في فترة التوقف، وذلك تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين فرق الدوري، خصوصا الفرق التي ستفقد جزءا كبيرا من عناصرها المؤثرة في تلك الفترة. فترة التوقف ستجعل الكثير من الفرق تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب أوراقها، وسوف نشهد بداية قوية لدورينا بعيدا عن المباريات المؤجلة، عدا مباراة الاتحاد والهلال المؤجلة من الدور الأول. فترة الانتقالات الشتوية المقبلة ستشهد كثيرا من التغييرات في قائمة اللاعبين الأجانب وسوف يكون أبرز المستفيدين من ذلك نادي النصر الذي يعاني من عدم وجود عناصر أجنبية مؤثرة كما هو الحال في باقي الفرق المنافسة على الصدارة، ورغم ذلك فهو ينافس بقوة عليها، ولولا فقدانه بعض النقاط السهلة لكان المتصدر في بعض جولات الدوري، قائمة لاعبي النصر من اللاعبين المحليين هي الأقوى والأميز، وسيكون وجود اللاعب الأجنبي المؤثر مهما جدا للفريق وسيكونون قيمة مضافة له.
إنشرها