Author

ضيوف الرحمن .. نحن في خدمتكم

|
من بركات المولى - عز وجل - على هذه البلاد أن حباها بالحرمين الشريفين، وجعل أفئدة الناس تهوي إليها، وجعلها مباركة في أهلها ورزقها ومكانتها بين أمم الأرض، ولهذا فإن المسؤولية على أبناء المملكة كبيرة وحتمية في خدمة ضيوف الرحمن، وهم ضيوف الله قبل كل شيء جاءوا لتأدية فريضة الركن الخامس من أركان الإسلام. وقد استشعر الجميع هذه المسؤولية الشريفة، حيث قال خادم الحرمين الشريفين في إحدى مناسبات الحجيج ''إن مساعدتنا للمسلمين في كل مكان تنبع من إيماننا بأن رسالة الإسلام رسالة عالمية، وأن نشر الفضيلة مسؤولية خالدة، وأن العالم يحترم الإسلام ويقدّر المسلمين، وأن عليهم أن يحافظوا على هذه المكانة في إطار عقيدتهم الخالدة''. يقف خلف كل موسم حج في السعودية، جنود مجندة نذروا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن الحجاج، ابتداء بـخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده والنائب الثاني وزير الداخلية، والأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، والوزراء والمسؤولين من كل الجهات الخدمية والأمنية. هؤلاء الرجال الساهرون وقوفاً على راحة الحجيج، تركوا أسرهم ومدنهم والفرح بعيد الأضحى خلفهم، ومضوا نحو المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، ولم يتوقفوا عند المواقيت مع أنهم ذاهبون إلى الحج، ولم يلبسوا رداء وإزار الإحرام الأبيضين على الرغم من وقوفهم في عرفات، وعانوا الزحام عند منطقة الجمرات وهم لا يحملون الحصى، واقتربوا من أماكن الحلاقة ومشوا بين شعر الحجيج المتناثر بعد جمرة العقبة، وشاهدوا دماء الأضاحي وهي تسيل في مجازر مشعر منى، وتدخلوا لمنع التدافع والزحام، وهرعوا لنجدة الساقطين من الحجاج جراء الدهس، وعملوا بكل طاقاتهم على أن يتم موسم الحج سليماً من أي حادثة تعكر صفو الجميع. إن هذا الملتقى الإسلامي الكبير، الذي يجتمع فيه الحجاج من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج، أحوج ما يكون إلى التعاون من جانب جميع القادمين، وذلك بمراعاة النظام والتنظيم الذي تسهر عليه حكومة المملكة بكل ثقة وحزم، بهدف تحقيق أقصى درجات الأمن والسلامة، ليتمكن إخواننا الحجاج من تأدية مناسكهم، وقضاء شعائرهم بكل يسر وسهولة، وفي ظروف يسودها الإخاء والأمن والاستقرار، حتى يسعد الجميع بهذه الرحلة العظيمة: يقول رسولنا - صلى الله عليه وسلم: ''مَن حج ُ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه''. كما يقول - عليه أفضل الصلاة والسلام: ''العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة''. وفي تدشينه الحملة الإعلامية للحج قال الأمير خالد الفيصل ''إن كل من يتسبب في تكبد العناء لضيوف الرحمن سيعرض نفسه للمساءلة والعقوبة، وستكون الجهات المختصة له بالمرصاد، محذرا الشركات والمؤسسات الوهمية من استغلال ضيوف الرحمن القادمين من داخل المملكة وخارجها. وأوضح أن مثل هذه التصرفات السلبية لا تتوافق مع مبدأ ''ضيافة الحاج'' الذي يتشرف الجميع بالعمل على خدمته، كما لا يتوافق ذلك مع أهداف ومفهوم الارتقاء بإنسان المنطقة''. وتتمثل الخدمات الحكومية لضيوف الرحمن في أشكال عديدة نذكر بعضها مثالاً وليس حصراً: 1. الخدمات الإسعافية والبيئية فيما تقدمه وزارة الصحة والبلدية والمياه. 2. الخدمات الإدارية في شكل توفير خدمات التنظيم والاتصالات والنقل والكشافة والإفتاء. 3. العلاقات العامة والإعلام في خدمات التوجيه والتعليم والإرشاد. 4. الخدمات الأمنية: فلا يمكن أن ترفع بصرك أو تخفضه، أو تتجول بعينيك في كل تفاصيل المشاعر المقدسة، إلا وتجد رجل أمن واقفا على قدميه وعلى وجوههم ابتسامتهم تستقبل كل حاج، من أجل تقديم أي مساعدة، مضيفاً، وهم كما قال أحد الحجاج ''هؤلاء ليسوا إخواننا وأهلنا وأقرباءنا فقط، ولكنهم حراس ضيوف الرحمن وخدامهم''. وفي كل عام تتجدد وتتطور الخدمات كماً ونوعاً عن الذي قبله فلا تغيب خدمة واحدة عن أذهان العاملين على رعاية موسم الحج، بدءاً من سن التشريعات المنظمة لقدوم وفود الرحمن من كل مكان، والإشراف على أداء حملات الحجيج في الداخل والخارج، مع رفع حالة الاستعداد القصوى في منافذ المملكة، ومضاعفة عدد العاملين المدربين فيها، لتحقيق أفضل وأسرع استقبال وتوزيع لضيوف الرحمن، والإشراف على مواقع تسكينهم ومناسبتها لهم، إلى جانب إعداد مواقع الشعائر لاستقبال الملايين في التوقيت نفسه في صحن البيت الحرام ، ومن ثم تنظيم الحجيج للعودة إلى بلدانهم سالمين غانمين مغفوراً لهم - بإذن الله. ولهذا فإن كل مواطن في المملكة يعتبر نفسه مضيّفاً لحجاج بيت الله الحرام، فالعمل التطوعي هو مسؤولية جماعية لتحقيق التكافل والسلام الاجتماعي والشعور بالمسؤولية الفردية هو الحافز على تقديم الخير، قال تعالى: ''وتعاونوا على البر والتقوى''، وقال تعالى ''ومن تطوع خيراً فهو خير له'' ففي هذه الآية ذكرت كلمة التطوع نصاً بقول سبحانه (ومن تطوع). وفي السنة النبوية يقول المصطفى - صلى لله عليه وسلم ـ ''إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة''، وفي حديث قال ــــــــــــــ صلى الله عليه وسلم ـ ''لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة''، وفي كل عام يبرز العمل التطوعي بأشكال متنوعة ومختلفة، حيث تتنوع وتتعدد احتياجات الحجيج الذين قدموا لتأدية فريضة الحج من كل بقاع المعمورة. وقد اشتهر أبناء هذا البلد المبارك منذ الأزل بشرف خدمة ضيوف الرحمن في أطهر بقاع الأرض وأشرفها. حتى النساء يشاركن هذا العام في أعمال ومهام تطوعيه للحاجات من النساءن من خلال للجنة النسائية التطوعية لموسم حج هذا العام 1431، والحمد لله نساؤنا ليس بجديد عليهن، وهن يفعلن ذلك ابتغاء رضى الله تعالى وما يمليه عليهن واجبهن الديني والوطني، ودون اختلاط مع الرجال ودون تبرج أو سفور. وهذا العمل مما يحبه الله ورسوله، وهذا شرف كبير في خدمة ضيوف الرحمن وخدمة الإنسانية للمشاركة والتطوع في أنبل الأعمال وأجلها في أطهر بقاع الأرض، نسأل الله للجميع حجاً مقبولاً وذنباً مغفوراَ. عضو لجنة المقاولين الغرفة التجارية الصناعية في الرياض
إنشرها