منوعات

كيف أمضيت هذا الصيف.. فيلم الرمزية الروسية في مهرجان دمشق السينمائي

كيف أمضيت هذا الصيف.. فيلم الرمزية الروسية في مهرجان دمشق السينمائي

فاجأ المخرج الروسي أليكسي بوبوجريبسكي جمهور دمشق السينمائي ليلة أمس الأول بفيلمه الكبير كيف أمضيت هذا الصيف حيث شاهد جمهور الأوبرا السورية على مدى 124 دقيقة رواية سينمائية عالية المستوى من خلال كاميرا آخاذة أدارها المخرج الروسي في الجانب المقفر من القطب الجنوبي ساردا قصة رجلين يعملان في مصلحة الأرصاد الجوية الروسية. وتناول فيلم بوبوجريبسكي المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان حكاية كل من شخصية سيرجي أداها الممثل سيرجي بوسكيباليس و شخصية بافل أداها الممثل جريجوري دوبريجين حيث يشعر سيرجي الذي أمضى عدة سنوات في محطة للأرصاد الجوية بكآبة وحنين لا يوصف للعودة إلى زوجته وأسرته فيما يبدو زميله بافل الأصغر سناً أنه يستمتع بوقته في هذه المحطة بما أنها تشكل أولى مغامراته الفعلية بعد إنجاز الدراسة والتخرج. وتمضي الحكاية حيث على عكس سيرجي يفضل بافل الشاب تمضية أوقات فراغه في ممارسة ألعاب الفيديو والاستماع للموسيقا إلى أن يقرر سيرجي ذات يوم الذهاب في رحلة لصيد السمك متيحاً لبافل إدارة المحطة ريثما يعود ليتلقى الأخير في فترة غياب سيرجي رسالة مفجعة بواسطة اللاسلكي تعلن عن وفاة زوجة سيرجي وابنه في حادث وأن سفينة تتجه إلى المحطة لاصطحاب سيرجي. ويدير المخرج هذه الحكاية ضمن بانوراما بصرية عالية المستوى تاركاً للمشاهد متابعة مفارقات جوهرية بين جيلين من خلال بطلي الفيلم وذلك عبر تشريح هادئ ومتوازن للشخصية البطريركية يسترد من خلالها كاتب ومخرج هذا العرض السينمائي سمات كثيرة من السينما السوفييتية من خلال الاعتماد على تعبيرية اللقطة واتساع الكوادر المأخوذة على مشهد بحري موصول ببادية ثلجية سديمية أعطت شاعرية بصرية استثنائية مكنت الصورة من تجاوز اللعي البصري المجاني نحو رمزية ترك لها مدير التصوير بافل كوستوماروف مجازات إضافية في حشد عشرات اللقطات القريبة والمتوسطة لوجهي بطلي الفيلم. واعتمد الفيلم الروسي على حوار الصور من خلال دراما حكائية بسيطة تعلقت بإخفاء الشاب بافل عن صديقه سيرجي موت كامل أفراد أسرته في حادث مؤلم مما يدفع هذا الأخير لملاحقة بوليسية لصديقه الشاب تنتهي نهاية تراجيدية عبر رد بافل على أسلوب زميله المتمرس في الأرصاد وصيد سمك السلمون بتلويث مؤونته من الطعام بأشعة نووية قاتلة يندم عليها بافل بعد فوات الأوان. واستطاع (كيف أمضيت هذا الصيف) جذب انتباه جمهور دمشق السينمائي عبر أناقة بصرية لافتة نجحت في ترميز عالم كامل من العلاقات الجديدة في المجتمع الروسي من خلال علاقة الأجيال ببعضها البعض وما يتبع ذلك من تشويهات عاطفية داخلية تدخل جميعها في سوء فهم الأبناء لآبائهم سواء عبر العاطفة الأبوية المموهة جيداً أو حتى عبر نزق الأبناء واستهتارهم بواجباتهم باعتبار العمل مجرد تسلية وتزجية وقت فيما يحتفظ الجيل القديم بقيمة العمل وتقديسه واحتمال مصاعب الحياة وشرورها المتعددة. وقد استوحى المخرج بوبوغريبسكي فيلمه كيف أمضيت هذا الصيف من مذكرات ن.ف. باينجن الذي رافق المستكشف الروسي جيورجيو ج. سيدوف في محاولته المنحوسة للوصول إلى القطب الشمالي في عام 1912 حيث كانت هذه المذكرات بمثابة النافذة لعقل رجل عالق وسط عالم من الجليد لتكتسب هذه الأرض الجليدية المقفرة ومن خلال براعة بافل كوستوماروف في التصوير حياة خاصة بها استثمرها المخرج الروسي في صياغة لغته الشخصية في فن العرض السسينمائي. يذكر أن فيلم كيف أمضيت هذا الصيف من إنتاج رومان بوريسيفتش تصوير بافل كوستوماروف موسيقى ديمتري كاتانوف إشراف إنتاج ميخائيل كولودياجني إنتاج الكسندر كوشاييف تصميم الإنتاج جينادي بوبوف والفيلم عرض في مهرجان برلين السينمائي 2010 وللمخرج بوبو غريبسكي عدة أعمال سينمائية أهمها أشياء بسيطة إنتاج 2007 والطرقات المؤدية إلى كوكتبيل إنتاج 2003.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات