العالم

بوش في مذكراته.. غير نادم على حرب العراق وخططت لضرب إيران ورفضت قصف سوريا

بوش في مذكراته.. غير نادم على حرب العراق وخططت لضرب إيران ورفضت قصف سوريا

طلب الرئيس الاميركي السابق جورج بوش من قادته العسكريين اعداد خطة لضرب ايران بهدف تدمير مواقع نووية محتملة قبل ان يتراجع عن هذه الفكرة، وذلك كما روى بنفسه في كتاب مذكراته الذي نشر الثلاثاء في الولايات المتحدة. وقال الرئيس السابق في كتابه "قرارات حاسمة" "لقد أصدرت أوامري الى البنتاغون بدراسة ما يجب فعله لشن ضربة. وقد كانت عملية عسكرية دوما على الطاولة إنما كخيار أخير". واضاف ان "الهدف كان وقف العد العكسي للقنبلة (الذرية) على الأقل موقتا". الا ان بوش روى في كتابه انه تراجع عن هذا المشروع بسبب شكوك راودته في فعاليته وخشيته من تداعياته في ايران وكذلك في العراق. في نوفمبر 2007، ادى تقرير صادر عن أجهزة الاستخبارات الاميركية الى "تكبيل" الرئيس السابق إذ أكد ان إيران لا تقيم أنشطة نووية عسكرية. وقال بوش متسائلا انه بعد هذا التقرير، "كيف كان بامكاني تبرير اللجوء الى الجيش لتدمير المنشآت النووية لبلد قالت أجهزة الاستخبارات لتوها انه لا يملك برنامجا نوويا عسكريا قيد التطوير؟". ##شرودر: بوش لا يقول الحقيقة حول موقف المانيا من حرب العراق اعتبر المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر الثلاثاء ان الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي اتهمه في كتاب مذكراته بالنفاق في القضية العراقية لم يقل "الحقيقة". واكد الزعيم الاشتراكي-الديموقراطي السابق المعارض منذ العام 2002 لحرب العراق في بيان ان "الرئيس الاميركي السابق بوش لا يقول الحقيقة". وفي كتاب مذكراته الذي نشر الثلاثاء، اتهم بوش شرودر بانه ابدى خلال لقاء في البيت الابيض في 31 يناير 2002 دعمه لتدخل عسكري محتمل في العراق. وأكد بوش ان شرودر قال له في تلك المناسبة "ما يصح لافغانستان يصح للعراق. البلدان التي تدعم الارهاب عليها تحمل العواقب. اذا ما قمتم بذلك سريعا وبطريقة حاسمة فانني ساكون معكم". الا ان المستشار السابق (1998-2005) اكد ان فحوى هذه المحادثة مع بوش تمحور حول معرفة ما اذا كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين قدم دعما للارهابيين المسؤولين عن اعتداءات 11 سبتمبر 2001. واضاف شرودر "كما حصل خلال اللقاءات التالية مع الرئيس الاميركي، قلت بوضوح ان المانيا ستكون وفية الى جانب الولايات المتحدة اذا ما تبين ان العراق كما سابقا افغانستان شكل ملاذا ونقطة انطلاق لمقاتلين من القاعدة". وبحسب محللين سياسيين المان، فان معارضة غيرهارد شرودر للحرب في العراق ساهمت بقوة في اعادة انتخابه في سبتمبر 2002. ##غير نادم على حرب العراق دافع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش عن القرارات التي طبعت ولايتيه الرئاسيتين وابرزها حرب العراق وتقنيات استجواب المتهمين بالارهاب، حسب ما ورد في كتاب مذكراته الذي صدر الثلاثاء في الولايات المتحدة. وقال الرئيس السابق في كتابه "قرارات حاسمة" الذي سيصدر الاربعاء بطبعته الفرنسية "في الوقت الذي أتذكر فيه هذه الخواطر بعد أكثر من سبعة اعوام على تحرير القوات الاميركية للعراق، انا على قناعة تامة بان الإطاحة بصدام (حسين) كانت قرارا صائبا". الا ان بوش يؤكد ان "احدا لم يشعر بالخيبة والغضب مثلي عندما لم نعثر على اسلحة دمار شامل" في العراق، وهو السبب الذي استخدم لتبرير الهجوم على نظام الرئيس العراقي الراحل. واضاف بوش الذي ادى قراره بالحرب على العراق عام 2003 الى انقسام في صفوف الحلفاء الغربيين انه "على الرغم من كل الصعوبات التي تلت، اميركا باتت اكثر امنا من دون ديكتاتور مجرم يسعى الى التزود باسلحة دمار شامل ويدعم الارهاب في قلب الشرق الاوسط". وفي مقابلة اجراها مساء الاثنين مع شبكة ان بي سي الاميركية، اشار بوش الذي لم يكثر من الكلام العلني منذ مغادرته البيت الابيض الى انه لا ينوي الاعتذار من الاميركيين بسبب ادخاله البلاد في النزاع العراقي. وقال "الاعتذار سيعني ان هذا القرار كان سيئا". كما اكد انه كان "صوتا معارضا" داخل ادارته في الاشهر التي سبقت الحرب. واضاف "لم اكن اريد استخدام القوة (...) كنت اريد اعطاء فرصة للدبلوماسية". وبعد اعتداءات 11 سبتمبر التي وقعت بعد اشهر قليلة من استلامه السلطة، بدأ بوش "حربا على الارهاب" شكلت حرب افغانستان اولى تجلياتها، وتلاها استخدام اساليب مثيرة للجدل في استجواب المتهمين بالارهاب ابرزها تقنية محاكاة الغرق. وفي مذكراته، اقر الرئيس الاميركي السابق بانه امر شخصيا باستخدام "محاكاة الغرق" هذه ضد من اعلن نفسه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد. ولفت بوش الى ان شيخ محمد اظهر ان "اخضاعه صعب"، مضيفا "لكن عندما حصل ذلك، عرفنا اشياء كثيرة" خصوصا بمخطط الاعتداء بالجمرة الخبيثة ضد اهداف اميركية. واكد الرئيس السابق ان المعتقلين الاخرين الذين خضعوا ل"تقنيات استجواب معززة" من جانب وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) سمحوا باحباط اعتداءات ضد سفارات وقواعد اميركية في الخارج وفي لندن ضد مطار هيثرو وشارع الاعمال كاناري وارف في لندن. وعلى صعيد شخصي، روى بوش في كتاب مذكراته قناعاته الدينية كاشفا عن حادثة عايشها خلال فترة شبابه ادت الى تبنيه موقفا معارضا للاجهاض وتتمثل باضطراره الى نقل والدته باربرا الى المستشفى بعد ان اجهضت ولدها. وقال "لم اتوقع يوما ان ارى الجنين الذي حفظته داخل وعاء لجلبه الى المستشفى. واذكر انني قلت: هذه حياة بشرية، شقيق صغير او شقيقة صغيرة". ويشرح الرئيس الاميركي السابق ايضا في الكتاب معركته للتخلص من الادمان على الكحول وهي العادة التي قال انه تخلص منها في سن الاربعين من خلال العودة الى التزامه المسيحي. وقبل ذلك، يروي بوش حادثة حصلت معه عندما كان تحت تأثير الكحول لدى تناوله الطعام على مائدة والديه. وتوجه الى احدى صديقات والديه سائلا اياها "كيف يكون الحب بعد سن الخمسين". وبعد ذلك بسنوات، اعادت هذه المراة نفسها طرح السؤال عينه على بوش بعد عيد ميلاده الخمسين. ##رفضت قصف موقع سوري قاوم الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ضغوط اسرائيل التي طلبت منه قصف موقع نووي مفترض في سوريا في 2007. وفي كتابه "قرارات حاسمة" الذي تصدر ترجمته الفرنسية الاربعاء، كشف بوش ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ايهود اولمرت طلب منه مطلع 2007 تدمير موقع الكبر في دير الزور شمال شرق سوريا الذي كان يشتبه في انه يضم مفاعلا نوويا سريا. وكتب بوش ان اولمرت قال له عبر الهاتف "جورج، اطلب منك قصف هذا الموقع". واجابه الرئيس الاميركي "اشكر لك طرح المسألة. دعني استشير اجهزة الاستخبارات ثم اعطيك ردي". وروى بوش انه ناقش آنذاك مع جنرالاته خيارات ممكنة: شن غارة جوية "يمكن ان يدمر الهدف، لا مشكلة. لكن قصف دولة تتمتع بالسيادة من دون تحذير او مبرر علني يمكن ان يؤدي الى ازمة خطيرة". واستبعدت الادارة الاميركية ايضا ارسال فريق من العملاء السريين المدججين بالمتفجرات الى الاراضي السورية، لان العملية اعتبرت "بالغة الخطورة". وقررت واشنطن عندئذ ان تكشف علنا عن هواجسها حيال الانشطة السورية وتزيد الضغوط الدبلوماسية على دمشق، المرفقة بالتهديد بشن عملية عسكرية. واوضح بوش ان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) مايكل هايدن قال له انه يشكك في وجود برنامج نووي عسكري سوري، مما اثار نقاشا متوترا مع اولمرت. وقال بوش لرئيس الحكومة الاسرائيلية "لا اريد ان ابرر هجوما على بلد يتمتع بالسيادة اذا لم تؤكد اجهزة الاستخبارات الاميركية انه يضم برنامجا عسكريا". ورد اولمرت "حتى اكون صادقا وصريحا معك، سأقول لك ان استراتيجيتك تسبب لي الارباك الشديد". ثم دمرت اسرائيل بنفسها المنشأة السورية خلال غارة في السادس من ايلول/سبتمبر 2007. واكد الرئيس الاميركي السابق ان اولمرت "لم يطلب موافقة ولم اعط هذه الموافقة". وبعد سنة على العملية الاسرائيلية، فتحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقا حول موقع دير الزور حيث تشتبه الولايات المتحدة بأن سوريا ارادت بناء مفاعل بمساعدة من كوريا الشمالية. وتؤكد الوكالة الدولية ان الموقع قدم بعض خصائص مركز نووي. ووجد مفتشون من الوكالة "اثارا مهمة" ليورانيوم مصنوع في الموقع نفسه ولم تفسر دمشق هذا الواقع. واعلنت الوكالة الدولية في بداية سبتمبر انها لم تتمكن من تحقيق اي تقدم في التحقيق منذ يونيو 2008 لان دمشق ترفض التعاون. لكن دمشق اكدت انها ردت على اسئلة وكالة الامم المتحدة. وفي اواخر سبتمبر قال السفير السوري لدى الوكالة الدولية بسام صباغ في الجمعية العامة في فيينا ان "سوريا قدمت معلومات الى الوكالة واعطت الاجوبة الضرورية على كل اسئلتها وهذا يكفي للتحقق من طبيعة الموقع". ##بوش يسخر من كتابه في مقابلة مع أوبرا وينفري روج الرئيس الامريكي السابق جورج بوش لمذكراته التي طرحت في الاسواق يوم الثلاثاء معلنا أنه "انتهى من العمل بالسياسة" ومدافعا عن قرارته عندما كان رئيسا في مقابلة سادها المزاح والدعابة مع اوبرا وينفري في برنامجها الحواري. وخلال المقابلة التي سجلت في استوديوهات وينفري بشيكاجو سخر بوش من كتابه "لحظات القرار Decision Points" بقوله "كثير من الناس لا يعتقدون انني استطيع القراءة فضلا عن الكتابة." وسألت وينفري بوش ان كان ندم على قراره غزو العراق بناء على معلومات مخابرات لا اساس لها بخصوص امتلاك الرئيس العراقي الراحل صدام حسين اسلحة للدمار الشامل فاعترف بانه يشعر "بالالم" و"الاشمئزاز" لانه اخطأ بشأن الاسلحة لكنه انحى باللائمة على صدام حسبن. وقال "سأخبرك ما هو الخطأ. صدام حسين خدع الجميع. فهو لم يرد ان يعرف الناس انه لا يملكها (اسلحة الدمار الشامل)... وهو أمر غريب لانني اوضحت له ان عليك أن تترك مفتشي (الاسلحة) يدخلون والا اطحت بك من السلطة وهو لم يصدقني للاسف." واضاف بوش وسط تصفيق الحاضرين في الاستوديو "في رأيي ان العالم بات افضل بعد رحيله." وروى بوش بعض النوادر من فترة رئاسته التي استمرت ثماني سنوات وبعض الجوانب الشخصية مثل اول يوم كامل له بعد ترك اقوى منصب في العالم. وقال بوش وسط ضحكات الحضور "كنت مستلقيا على الاريكة ودخلت (زوجتي لورا) فقلت.. اخيرا اصبحت حرا وبادرتني بالقول.. حسنا لقد اصبحت حرا...لقد اصبحت حرا لتغسل الاطباق ورددت عليها.. انت تتحدثين الى الرئيس السابق حبيبتي فقالت.. اعتبر (هذا) جدول اعمال سياستك الداخلية الجديد." واغرورقت عينا بوش بالدموع حين تحدث بنبرة جادة عن مواساة ارامل الجنود الذين قتلوا في حربي العراق وافغانستان. وانتابه الغضب وهو يتحدث عن منتقديه الذين اتهموه بالعنصرية بعدما اعترفت حكومته بقصور استجابتها للدمار الذي خلفه الاعصار كاترينا. وقال بوش "ما أغضبني حقا هو عندما قالوا ان استجابتي كانت بطيئة لانني عنصري" معربا عن أسفه لما وصفه "بقبح الساحة السياسية الامريكية". وطلب منه الخوض في شؤون السياسة فاعترض قائلا "لن أخوص في المستنقع مرة اخرى". وقال "لقد انتهيت من السياسة. من الصعب على الناس ان يصدقوا. لقد نفضت يدي منها" مضيفا ان خلفه باراك اوباما "لديه منتقديه وهو لا يحتاج ان ابدي رأيي في كل ما يفعل." وجرى عرض لقطات لبوش في لحظات استرخاء مع والديه في مجمع الاسرة في كنيبنكبورت بولاية مين حيث تبادل هو ووالدته باربره المزاح. وفكرا في احتمال ان يصبح شخص ثالث من عائلة بوش رئيسا فاشارت باربره الى "رئيسة" محتملة فما كان من ابنها الا ان مازحها قائلا "اماه امل أنك لا تعلنين ترشيح نفسك." وقال بوش انه يشعر بالفخر بالفترة التي قضاها في الرئاسة لكنه ينظر اليها باعتبارها فصلا مهما في حياته وليست حياته كلها. وقال الرئيس السابق "من الامور التي أفخر بها انني لم ابع نفسي من اجل الشهرة
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم