Author

حل مشكلة الإسكان.. والأراضي الحكومية المحجوزة

|
تلقى مشكلة الإسكان .. والنقص الحاد في امتلاك السعوديين المساكن اهتماماً على المستويات كافة، وبالذات من قبل القيادة العليا، وقد صدرت الأسبوع الماضي الموافقة على حذف شرط امتلاك المتقدم لصندوق التنمية العقاري أرضاً .. وكذلك توحيد مبلغ القرض في المدن والمحافظات .. بعد أن كان هناك فرق أعلى لقرض المدن عن المحافظات. وما صدر بلا شك خطوة مهمة في سبيل إيجاد حلول لمشاكل الإسكان، وإن كان مبلغ القرض وهو 300 ألف ريال يظل أقل بكثير من التكاليف الفعلية للبناء .. ولا يتناسب إطلاقاً مع المستوى الحالي لتكاليف التنفيذ لأصغر المنازل حجماً .. وكان هذا المبلغ قد حُدد في وقت كانت التكاليف لا تقارن بالوقت الحالي .. ولذا فإن المؤمل زيادة هذا المبلغ إلى 500 ألف ريال على أقل تقدير، أما موضوع الأرض فإنه يشكل المعضلة الكبرى، حيث ارتفعت أسعار الأراضي إلى حد غير معقول وأصبحت قيمة الأرض تعادل 70 في المائة من تكلفة المنزل .. وهذا عكس المعادلات الدولية، حيث تشكل قيمة الأرض غالباً 30 في المائة فقط من تكلفة بناء المنزل. وأمام المحاولات الجادة لحل مشكلة تمويل بناء المساكن عن طريق صندوق التنمية العقاري على الرغم من تواضع المبلغ المقدم منه وطول فترة الانتظار .. ومن قبل هيئة الإسكان التي رصدت لها المبالغ الضخمة ولم نسمع عن خططها ومشاريعها .. ومن قبل البنوك المحلية عند صدور نظام الرهن العقاري الذي طال انتظاره .. أقول أمام هذه المحاولات لحل مشكلة التمويل فإن هذا الجانب ربما يحل قريباً .. لكن المعضلة كما أشرت من قبل تبقى في توافر الأراضي المناسبة .. والقريبة من الخدمات.. حيث نعلم جميعاً أن أراضي المنح لا فائدة منها ولا يمكن البناء فيها .. ولذا فإن الأمل هو في الإفراج عن بعض الأراضي الحكومية المحجوزة منذ سنوات لبعض الجهات وبمساحات كبيرة في مواقع قريبة في مختلف مناطق المملكة.. ومن الجهات التي تمتلك مثل هذه الأراضي وزارة الدفاع والطيران، والحرس الوطني، وشركة أرامكو السعودية .. ولعل بوادر الإفراج عن بعض هذه الأراضي قد جاءت في صدور موافقة الملك عبد الله بن عبد العزيز، على ما رفعه سمو ولي العهد وزير الدفاع والطيران، حول تنازل الوزارة عن 72 مليون متر مربع في خميس مشيط .. حيث باشرت وزارة الشؤون البلدية والقروية عملية الرفع المساحي والتخطيط تمهيداً لتوزيعها على المواطنين. (كما نشرت ذلك جريدة "الوطن" أمس الأربعاء). وأخيراً: نحن أمام مشكلة حقيقية في عدم توافر المساكن للمواطنين في مختلف مناطق المملكة .. وأمام تواضع مرتبات الفئات المتوسطة والصغيرة من موظفي الدولة، فإن الشباب وهم يشكلون 70 في المائة من سكان المملكة لن يتمكنوا من امتلاك مسكن ما لم تُمنح لهم أراض مناسبة وما لم تُنسق صناديق الدولة التمويلية مع المصارف وبالذات تلك التي تمتلك معظم رؤوس أموالها لمنحهم تسهيلات مالية تمكنهم من البناء في مرحلة شبابهم دون الانتظار حتى تحل الشيخوخة .. ويُحال الموظف للتقاعد!! تكريم المخلصين فكرة تكريم المخلصين والمشهود لهم بالتفاني والنزاهة من موظفي الدولة أو القطاع الخاص لم تلق حتى الآن ما تستحقه من اهتمام على الرغم من الحاجة إليها في زمن كثر فيه عكس ذلك .. حيث الفساد والمحسوبيات والتكاسل .. ولقد سعدت يوم السبت الماضي بحضور حفل أقامته شركة الغاز والتصنيع الأهلية لتكريم مساعد المدير العام للشؤون المالية السابق الأخ الصديق حمد المحمد الحبيش الذي خدم الشركة 30 عاماً وكان مثالاً للإخلاص والانضباط والمهنية .. كما شهد بذلك الشيخ عبد الله العلي النعيم رئيس مجلس إدارة الشركة.
إنشرها