هل يتعين عليّ أن أضحي بوقت فراغي لأكتب مدونة على الإنترنت للعمل؟

أنا أعمل لدى شركة تقنية معلومات مدرجة في قائمة فورتشن 25. وهذه الشركة تضطر كبار المسؤولين الفنيين إلى كتابة المدونات والدخول في الشبكات الاجتماعية. وقد قلت لإدارتي إنه لا يتسع لدي الوقت لذلك، لكن جوابهم كان: ''لا تناقش. كل ما تحتاج إليه هو أن تمضي ساعتين في الأسبوع في المساء للقيام بذلك''. فلماذا أضحي بوقتي الخاص خارج العمل في سبيل ذلك؟ ليست هناك سبيل لإنجاز مدونة جيدة حول أحد المواضيع الفنية خلال ساعة أو ساعتين. فهل يجدر بي أن أواصل الاحتجاج على هذا البرنامج؟ مدير، في الأربعينات من العمر جواب لوسي أنت على حق في شعورك بالاستياء بخصوص هذه المدونة. أصبحت الشبكات الاجتماعية الطريقة رقم واحد لإضاعة الوقت من قبل الإدارة العليا. كل شخص يعمل على مدونة، حيث يشعر بالاندفاع القوي بفعل الإثارة لكل ما ينطوي عليه ذلك، والاغترار بأن لديه منصة، والخوف مما سيحدث لو لم يفعل. كتابة المدونات لا تعمل فقط على إلهاء المديرين عن القيام بأعمالهم الإدارية، بل إنها تعطيهم انطباعاً خطراً مفاده أنهم منخرطون في محادثة كبير ومهمة، في حين أنهم في الواقع يتحدثون (بالدرجة الأولى) إلى أنفسهم. أنا على ثقة من أن هذا الجنون لن يستمر. في نهاية الأمر سيدرك قادة الأعمال أن هناك عملاً أهم من المدونات لا بد لهم من القيام به (وهو إدارة شركاتهم أو إداراتهم وما إلى ذلك) وأن قرائحهم المتفتحة على الإنترنت لا تعمل على إفادة حاجات المساهمين خطوة واحدة. معظم مدونات الشركات لا يكاد يقرأها أحد. إذا واصلت القراءة إلى الأسفل ستجد جملة حزينة كما يلي: ''التعليقات (0).'' أو لعلك ستجد تعليقاً أو تعليقين من المهووسين الذين يقولون: ''موضوع ممتاز''، تتبعه صورة وجه مبتسم. لا يوجد داخل الشركات عدد كبير من الأشخاص الموهوبين في كتابة المدونات بالفطرة، والذين يقومون بها بشكل جيد ويتمتعون بها، والذين لا شك أنهم سيستمرون في ذلك حين يتوقف الآخرون عنها. لكن لا يبدو عليك أنك من هذه الفئة من الناس، وإلا لما كنت تجرجر قدميك بصورة رديئة الآن. إلى أن تحل نهاية هذه الجنون (والذي ربما سيستغرق سنة أو سنتين) فليس لديك خيار يذكر سوى الإذعان للأمر. لكنك مخطئ في ظنك أن الأمر يمكن أن يستغرق ساعات لا نهاية لها. ستأخذ كتابة المدونة وقتاً طويلاً في حالة واحدة فقط، وهي إذا كنت تشغل بالك دون داع حول كل صغيرة وكبيرة من الفواصل والنقاط ومحاولة إعطاء مادة أصيلة معقدة. الفكرة الأساسية التي تقوم عليها المدونة هي أنه يمكن كتابتها بسرعة وقراءتها بسرعة، وحيث أن المعايير متدنية تماماً فلن يحملك أحد المسؤولية ويؤاخذك إذا ثبت في نهاية الأمر أن مجهودك ضعيف لا يقدم ولا يؤخر. أقترح عليك أن تبدأ بكتابة مقاطع صغيرة بصورة متكررة، وأن تكتب أول شيء يخطر على بالك. أو بإمكانك كتابة مقاطع كبيرة على نحو متقطع، وأن تستغرق فترات أطول فأطول بين كل مدونة وأخرى. هذا سيمكنك من بداية كل مدونة جديدة باعتذار للقراء على فترة الغياب الطويلة وبإعطائهم فكرة عن مدى انشغالك في الفترة السابقة. بعدها سيكون لمدونتك أثر جانبي ممتاز، وهو أنها ستقول لرؤسائك إنك شخص محبوب ولك شعبية، وأنك راغب من الناحية النظرية في كتابة المدونات، لكن بالمقابل لديك عمل مهم تماماً على نحو لا تستطيع معه إهمال واجباته. فكرة أخيرة: قم بالتدوين دائماً في وقت العمل. ولا تدون في البيت أبداً. مشاركة القراء وظيفة خطأ إذا كنت في شركة لتقنية المعلومات، تعتبر أن كتابة مدونة ''عملاً''، فمعنى ذلك أنك في المكان الخطأ. وإذا كنت، بصفتك مديراً، تعترض على ذلك، فإنك تعمل في الوظيفة الخطأ. مجهول الأمر كله يتعلق بك إن المدونة المحترمة تعتبر ممارسة للعلاقات العامة لك شخصياً، وليس للشركة فقط: إذا قمت بالتدوين فسيعود ذلك عليك بالنفع في الشركة، وفيما بعد عندما يساعدك في الانتقال إلى مكان آخر. مجهول مسألة حياة أو موت بالطبع سوف تجد الوقت – فقط اهمل زوجتك وتخل عن أطفالك لتتبناهم جهة أخرى، واقتل حيوانك الأليف. فلا يوجد شيء أهم من مدونة أخرى تتحدث عن الأمور الفنية. مجهول إحصائيات المصادر إنك محق في قولك إن كتابة مدونة لها معنى تستغرق عدة ساعات. فقد كانت كتابة مدونة جيدة تأخذ أربع ساعات مني. لكنني اكتشفت الآن طريقة لعمل ذلك بكفاءة أكبر. إنني أكتب مدونة أو اثنتين في الأسبوع وتستغرقني كتابة المدونة الواحدة 30 دقيقة. ذلك أنني أنظر إلى الإحصائيات الجذابة لإحدى الصناعات وأخذ أحد بنود البيانات. وبعدئذ أكتب تعليقاً قصيراً عليه. الناس يحبون الإحصائيات، وبما أن رقماً واحداً يقول أكثر من ألف كلمة، فسوف توفر على نفسك قدراً كبيراً من الكتابة. مجهولة توجه إلى الشباب مثل جميع مهمات العمل غير السارة، الجواب هو أن توكل المهمة لغيرك. اجعل أحد الشباب الأذكياء في فريقك يقوم بهذا العمل. لن يكونوا أفضل وأسرع منك فقط، بل سوف تشعر بمتعة الأهمية الشخصية عندما يسألونك عن موضوع هذا الأسبوع. مجهول أداة إدارية هل هذا نوع من الأدوات التي تستخدمها الإدارة لمعرفة أفكار كبار الموظفين من دون المرور بتجربة السأم من التحدث إليهم؟ مَنْ غيرُ الإدارة سوف يهتم بمحتويات هذه المدونة؟ مجهول هاه؟ ما المدونة؟ مجهول