العالم

القيادة الفلسطينية تؤكد أن لا مفاوضات في ظل الاستيطان

القيادة الفلسطينية تؤكد أن لا مفاوضات في ظل الاستيطان

اكدت القيادة الفلسطينية السبت ان لا مفاوضات مع اسرائيل في ظل الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة، في قرار رد عليه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالدعوة لمواصلة المفاوضات "بدون انقطاع"، وهو ما سارعت السلطة الفلسطينية الى رفضه. وفي ختام اجتماع عقدته قيادتا منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في رام الله بالضفة الغربية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحضور ممثلين عن كتل برلمانية، باستثناء كتلة حماس، وغياب ممثلي الجبهة الشعبية في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية "لن نذهب للمفاوضات في ظل الاستيطان". واكد نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس "موقفنا لم يتغير. لن نذهب للمفاوضات في ظل الاستيطان، لكننا وافقنا على استمرار الاتصالات مع الجانب الاميركي وسنعرض كل الاتصالات مع الجانب الاميركي والجهود الدولية على لجنة التابعة العربية وقمة سرت (بليبيا)". واضاف ان "موقفنا جاء بسبب الموقف المتعنت لاسرائيل التي تستمر في الاستيطان"، مؤكدا "لن تكون هناك مفاوضات دون وقف كامل للاستيطان". وفي اول رد فعل اسرائيلي على الاعلان الفلسطيني دعا رئيس الوزراء الفلسطيني بنيامين نتانياهو السبت الفلسطينيين الى مواصلة مفاوضات السلام "بدون انقطاع". وقال نتانياهو في بيان انه يدعو عباس "لمواصلة مفاوضات السلام بدون توقف من اجل التوصل الى اتفاق سلام تاريخي خلال عام". واضاف نتانياهو ان "الطريق من اجل التوصل الى اتفاق تاريخي بين شعبينا يقضي بالجلوس الى طاولة المفاوضات وخوضها بجدية"، مذكرا بان "الفلسطينيين فاوضوا (اسرائيل) على مدى 17 عاما فيما كان البناء مستمرا" في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، مبديا امله "بان لا يديروا ظهرهم للسلام الان". وسارعت السلطة الفلسطينية الى رفض هذه الدعوة، محملة اسرائيل مسؤولية وقف المفاوضات. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة "ان الجانب الاسرائيلي هو الذي اوقف المفاوضات بسبب استمرار الاستيطان وذبح عملية السلام بجرافات الاستيطان". واضاف لوكالة فرانس برس "المطلوب جدية اسرائيلية وعدم اضاعة الفرصة واستغلال الوقت للسلام وليس للاستيطان". وتابع ابو ردينة "نذكر رئيس الحكومة الاسرائيلية ان وقف الاستيطان التزام اسرائيلي في الاتفاقيات التي تنص على عدم قيام اي طرف باجراءات احادية الجانب تستبق الحل النهائي وخاصة الاستيطان غير الشرعي الذي ينهب الاراضي الفلسطينية". وشدد المتحدث الفلسطينية على ان "وقف الاستيطان التزام على اسرائيل ورد بخطة خارطة الطريق ويجب عليها ان تنفذه كما نفذ الجانب الفلسطيني كل الالتزامات المطلوبة منه في خارطة الطريق". على صعيد آخر اعلن مسؤول في جامعة الدول العربية السبت ان الجامعة ستعقد اجتماعا حول مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية في الثامن من تشرين الاول"اكتوبر في ليبيا على هامش القمة العربية الطارئة. وصرح احمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة لفرانس برس "تقرر عقد الاجتماع في سرت في الثامن من اكتوبر (تشرين الاول) المقبل". وكان امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه تلا اثر اجتماع رام الله بيانا جاء فيه ان "القيادة الفلسطينية تؤكد ان استئناف المفاوضات يتطلب خطوات ملموسة من اسرائيل والمجتمع الدولي وفي مقدمتها وقف الاستيطان"، موضحا "ان لدينا بدائل سنعلنها قريبا". واوضح البيان ان القيادة الفلسطينية "تحمل حكومة اسرائيل مسؤولية احباط الجهود الدولية وعملية السلام في المنطقة بسبب اصرارها على الجمع بين الاستيطان والمفاوضات". واكد ان "هذا يدلل على عدم جدية حكومة نتانياهو في مساعي السلام بل تحاول المضي في عملية سلام غير جدية هدفها خداع المجتمع الدولي وتريد استعمالها كغطاء من اجل الاستمرار في الاستيطان لتقرير مصير الارض الفلسطينية بقوة الاحتلال والعدوان". واضاف عبد ربه ان القيادة الفلسطينية "درست كل هذه التطورات في ضوء التقرير الذي قدمه الرئيس محمود عباس الذي ترأس الاجتماع عن المفاوضات منذ الاعلان عنها في واشنطن". واوضح ان القيادة الفلسطينية شددت على ان "وقف النشاطات الاستيطانية يمثل الدليل على جدية اسرائيل في المفاوضات والعملية السلمية برمتها"، داعية الى "الاستمرار في المساعي السلمية من قبل الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي"، ومؤكدة "انها على استعداد للمشاركة في هذه الجهود لضمان المشاركة في مفاوضات جدية". واشار الى انه "سيتم البحث بشكل معمق مع لجنة المتابعة العربية لجميع جوانب التحرك السياسي والخيارات البديلة ووفق اسس جدية". واوضح عبد ربه لوكالة فرانس برس "اننا نريد من لجنة المتابعة العربية مساندة الموقف الفلسطيني في المفاوضات ودعم السلطة الفلسطينية (...) لكن قرار المفاوضات نحن ناخذه وقادرون على تحمل تبعاته". الا ان مسؤولا فلسطينيا آخر رفض كشف هويته اعتبر في تصريح لفرانس برس ان الجولة التي يقوم بها المبعوث الاميركي جورج ميتشل على عدد من الدول العربية "هدفها الضغط على القيادة الفلسطينية للتراجع عن قرارها بعدم التفاوض مع اسرائيل دون وقف الاستيطان". واوضح ان الرئيس عباس "سيطلب من العرب ليس فقط مساندة قراره تجاه المفاوضات بل خطة عربية لتحرك جدي مع الادارة الامريكية والمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بما فيها مجلس الامن الدولي والامم المتحدة ضد اسرائيل واستمرار استيطانها في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967". وعلى صعيد الجهود الاميركية الرامية الى محاولة انقاذ محادثات السلام، وصل ميتشل السبت الى القاهرة في زيارة قصيرة سيلتقي خلالها مسؤولين في وزارة الخارجية المصرية كما اعلنت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. ووصل المبعوث الاميركي الى مصر آتيا من قطر حيث ابلغ رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني في الدوحة بنتائج محادثاته مع الفلسطينيين والاسرائيليين. وكان ميتشل التقى الجمعة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس بهدف ابقاء محادثات السلام التي انطلقت في الثاني من ايلول"سبتمبر في واشنطن، على السكة. وسينتقل ميتشل الاحد الى الاردن.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم