FINANCIAL TIMES

الغاز الصخري ونفط المياه العميقة على أجندة أرامكو

الغاز الصخري ونفط المياه العميقة على أجندة أرامكو

إذا قدِّر لأحد مهندسي أرامكو السعودية في فترة الثمانينيات أن يرى الشركة اليوم، سيصعب عليه معرفتها، بحسب خالد الفالح، رئيسها التنفيذي. ومع أن أرامكو السعودية تبقى أكبر منتج للنفط في العالم ـ يبلغ إنتاجها تقريبا أربعة أمثال إنتاج إكسون موبيل ـ إلا أنها لا تزال تتوسع في اتجاهات جديدة. ويشمل ذلك إنتاج الغاز، بما في ذلك الغاز ''غير التقليدي''، كالغاز المستخرج من الصخر. وكذلك استخراج النفط من الحقول البحرية، بما فيها حقول المياه العميقة، إضافة إلى قدر أكبر من الإنتاج في منطقة المصبْ، ويتضمن ذلك التكرير والبتروكيماويات. ويدعم هذه الاستراتيجية برنامج استثماري حجمه 130 مليار دولار، يضع الشركة أمام مرحلة جديدة من التحديات على طريق التطور. ''وسيؤدي هذا إلى تغيير محفظة أرامكو السعودية على نحو مهم جدا جدا، من حيث الحجم، والتعقيد، والمدى''، وفقا للفالح الذي كان يتحدث إلى ''فاينانشيال تايمز''. ويتمتع مهندسو الشركة منذ وقت بعيد بسمعة جيدة للغاية، لكن في مجال محدد بشكل واضح هو إدارة حقول النفط السعودية البرية. ويتعين عليهم الآن أن يُظهروا أنهم قادرون على التعامل مع مجموعة جديدة من المسائل. وبقية العالم ستتابع بدقة. وتملك السعودية طاقة إنتاجية فائضة تبلغ أربعة ملايين برميل يوميا فوق حصتها المحددة في إطار منظمة أوبك. ويعود فائض الطاقة هذا إلى ضعف الطلب العالمي الناشئ عن تراجع الاقتصاد. ومع انتعاش الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب من الدول النامية، لأغراض التنمية، ستتم الاستفادة من الطاقة الإنتاجية الزائدة. وسيعتمد المستهلكون على المملكة العربية السعودية في تصدير مزيد من النفط، في وقت يصبح فيه إنتاج النفط أكثر صعوبة، وكذلك في وقت يرتفع فيه الطلب المحلي بقوة. ولهذا، فإن الغاز الذي تنتجه أرامكو السعودية، وإن كان من المنتظر توجيهه إلى السوق المحلية، سيكون ذا أثر على سوق الطاقة العالمية. وحققت أرامكو السعودية بعض النجاحات على صعيد الغاز التقليدي بإضافتها 45 ترليون قدم مكعب إلى احتياطياتها في السنوات الخمس الماضية. وسيؤدي معملان جديدان للغاز في واسط وكيران، بطاقة مجتمعة 4.3 مليار قدم مكعب يوميا، إلى زيادة إنتاج الشركة بنسبة تبلغ 50 في المائة تقريبا. وتتطلع الشركة إلى أول عملية تنقيب في المياه العميقة ـ من المقرر أن تبدأ عمليات حفر في البحر الأحمر عام 2012. وتتطلع كذلك إلى موارد غير تقليدية من بينها الغاز الصخري الذي يوجد داخل حجارة يصعب خروجه منها، والغاز الحامض sour gas الملوَّث بمستويات عالية من كبريتيد الهيدروجين. ولمواجهة هذه التحديات أطلقت أرامكو السعودية برنامجا تدريبيا وتولت رعاية 1500 طالب يدرسون في جامعات أجنبية. وفي حين لا يزال محظورا على الشركات الأجنبية العمل في قطاع إنتاج النفط في السعودية، ولن تشارك حتى في أعمال الحفر في المياه العميقة، إلا أن أرامكو السعودية متحمسة لإقامة مشاريع مشتركة مع شركات عالمية في مجالات التكرير، والبتروكيماويات، وتطوير الغاز، وهي بصدد بناء شراكات مع سينوبك من الصين، وسوميتومو من اليابان، وداو وإكسون موبيل من الولايات المتحدة، ورويال داتش شل وتوتال من أوروبا. وقال الفالح: ''مهما كنا جيدين أو متمكنين لا يمكننا أن نمضي بطموحاتنا العالمية بمفردنا. علينا أن نعمل مع الآخرين ونحن منفتحون تماما''. وتابع: ''إننا ندخل في فترة استكشاف ثانية سيتم الإعلان عنها قريبا، وستكون هناك عملية تقييم نأمل أن يتبعها تطوير في نهاية الأمر''. وسيكون استغلال موارد السعودية الكبيرة المحتملة من الغاز الصخري مجالا آخر يمكن أن يكون للشركات العالمية دور فيه، وإن كانت أرامكو السعودية تجري عمليات الاستكشاف بقدراتها الذاتية حتى الآن. والشركات الرائدة في قطاع الغاز الصخري توجد في الولايات المتحدة. وشركات مثل إكسون التي استحوذت على منتجة الغاز XTO مقابل 41 مليار دولار، حريصة على نشر خبراتها على نطاق العالم. وسيأمل مستهلكو النفط أن يتم على نحو ما إيجاد سبيل يؤدي إلى استخراج هذه الموارد.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES