Author

عيد الرياض.. المفهوم المتطور لاقتصاديات المدن

|
وسعت أمانة الرياض هذا العام من نشاط وبرامج العيد, حيث دعمتها بالفعاليات والمواقع الجديدة وزادت من حجم مشاركة العنصر البشري المبدع من مفكرين ومثقفين وفنانين وأصحاب مواهب ورياضيين. وأعلنت الأمانة فعاليات متعددة تشمل أفراد الأسرة كافة, وجهزت 40 موقعا لإقامة احتفالات العيد فيها، تغطي جميع أحياء مدينة الرياض، وتتسع لاستقبال مئات الألوف من سكان المدينة وزائريها. وتنوعت هذه الفعاليات بين عروض شعبية وألعاب مشوقة ومسابقات ومهرجانات للزهور والحدائق ومسرحيات للرجال والنساء وللصم ونشاطات ثقافية وأنشطة نسائية. واعتمدت الأمانة في هذا التوسع النشاطي والجغرافي على نتائج تقييم الاحتفالات للسنوات الماضية من خلال استطلاع الرأي العام عبر استبانات لرصد انطباعات زوار مواقع الاحتفالات وعبر مقترحات متصفحي موقع الأمانة على الإنترنت, الأمر الذي ساعد على إيجاد فعاليات جديدة ورفع من نسبة الرضا عما يقدم للناس من ترفيه متنوع يشمل جميع أفراد الأسرة. إن صناعة ''الفرح'' تتطلب مجهودات وإمكانات بشرية ومالية ضخمة، لأنها تمس قلوب الناس وتدخل البهجة إلى نفوسهم, وهي عمل يحتاج إلى قيادات تؤمن بمبدأ التحدي وتحقيق الطموح وتعزيز الأعمال الرائدة في المجتمع، خصوصا عندما تكون الفئة المستهدفة من أصحاب الإمكانات المادية المحدودة وذوي الاحتياجات الخاصة. المبدأ الذي تقوم عليه هذه الاحتفالات يكرس البعد الحضاري والتنموي للمدينة, ويعمل على تفعيل منشآت ومرافق المدينة ويبلور مفهوم (اقتصاديات المدن) الذي يعتمد على حركة التجارة وتقديم الخدمات وتدوير الأموال داخل المدينة, ما ينعكس على ارتفاع الدخل للأسر، وتحسن المعيشة، وتنوع النشاطات التجارية والتوظيف. أيضا فإن البعد الاجتماعي للترفيه الأسري ينعكس على عمق العلاقات الأسرية, التي تجتمع في مكان ثقافي أو ترفيهي واحد تجد فيه كل مقومات الفرح والبهجة, كما يزيد من الترابط بين الأسر ويمنع الفوضى في الأماكن العامة والمظاهر السلبية. إن دعم القطاع الخاص ورعايته الاحتفالات زاد من نجاحها وأسهم في رفع مستوى برامجها وتوسعها, وضمن استمراريتها وتطورها بوصفها برامج عالية التكلفة والتسويق, فالقناعة لدى المنشآت الأهلية المشاركة في عيد الرياض تجاه المبادرة الوطنية, تنم عن فكر متطور يعي الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لإقامة مثل هذه المهرجانات وانعكاسات ذلك على التنافس في مجال المسؤولية الاجتماعية.
إنشرها