مشايخ سعوديون يرفضون «ختم القرآن» من خلال مجموعات عبر الإنترنت

مشايخ سعوديون يرفضون «ختم القرآن» من خلال مجموعات عبر الإنترنت

مشايخ سعوديون يرفضون «ختم القرآن» من خلال مجموعات عبر الإنترنت

عبر عدد من المشايخ والعلماء السعوديين عن رفضهم ظاهرة التعاون على "ختم القرآن" خلال شهر رمضان، إذ تداولت هذه الظاهرة عبر الشبكة العنكبوتية، والتي تقوم على اتفاق مجموعة ما على قراءة أجزاء معينة من القرآن كل يوم وباحتساب مجموع ما يقرأه كل منهم يعتبر أن القرآن مختوم. #2# يذكر أنه بداية رمضان انطلقت حملة للداعية عمرو خالد هدفها ختم القرآن عشرة ملايين ختمة في رمضان بحيث من يختمه يدخل على الموقع ليسجل اسمه بهدف الحياة بالقرآن. واعتبر المشاركون بهذه الحملات والمنتديات أن تلك المجالس تعد من مجالس العلم والذكر التي ورد فيها حديث الرسول ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده". وكان جمهور علماء المسلمين قد حثوا عليها لما فيها من مواصلة تنمية المعلومات وتجديد العلوم والحث على العمل، وما تتميز به من اكتساب الحسنات وترقيق القلوب والاستعداد للدار الأخرى بالعمل الصالح، مشيرين إلى أنه لا فرق بين مجلس العلم الحقيقي ومجلس العلم الافتراضي، كما ظهرت هذا العام جداول خاصة في المنتديات الإلكترونية بالأعمال التي يقوم بها الفرد في يومه ليحتسب الحسنات التي حصل عليها. وفي هذا السياق يقول الداعية الدكتور عائض القرني لـ "الاقتصادية": "ختم القرآن لا يعتبر ختما إلا في حالة قراءة الفرد بالكامل وبتأن وفهم واستيعاب لما يقرأه، وعدد الختمات لا أهمية له فقد يكون ختمه لمرة واحدة وقراءته بتعمق وتأن وفهم لما ورد فيه وتطبيقه أفضل من عدد كبير من الختمات يمر فيها القارئ مرور الكرام على الآية. ويضيف: "كما أن القراءة الجماعية بهذه الطريقة لا تعتبر ختما للقرآن لكل فرد بل يحتسب لكل فرد ما قرأه. ويرفض القرني اعتبار تلك المنتديات والتجمعات الإلكترونية مجالس ذكر والتي ورد فيها فضل مجالس الذكر بالقول: "إن أصحابها يأخذون الثواب والحسنات بالطبع لأنهم يجتمعون على العمل الصالح ولكنها لا ترتقي لفضل مجالس الذكر، فمجلس الذكر له شروط خاصة لا تتوافر في تلك المنتديات الإلكترونية، واستغرب فكرة الجدول واحتساب الحسنات التي يفعلها الفرد لأنه ليس كل عمل يقبل ويجب أن يضع الإنسان باعتباره أن معاملة الله تختلف عن معاملة البشر ولا تحتسب الحسنات بالأرقام وبالجداول، وكأن العمل الصالح عمل دنيوي يقوم به الفرد ويأخذ مقابله بنفس القدر والطريقة. ويتفق عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله المطلق مع القرني. ويوضح لـ "الاقتصادية": "القراءة الجماعية وتقسيم القراءة لا تعتبر بأي حال ختما للقرآن واستنكر سعي الشباب وبعض الدعاة لزيادة عدد مرات ختم القرآن وتفاخر البعض بكم من المرات أنهى بها كتاب الله". ويقول: "هذا لم يكن على زمن الرسول وأن قراءة لمرة واحدة وبتعمق وتأن تكون عند الله أفضل من مرات كثيرة بغرض روتيني أو للتفاخر فقط، وعلى الرغم من أن الاجتماع على الخير والصلاح يعتبر من الأعمال التي يأخذ عليها الفرد ثوابا إلا أنها لا تعتبر من مجالس الذكر التي تعتبر مجالس للملائكة ويباهي الله بها الملائكة وينزل سكينته على الحاضرين". مؤكدا أن من يرغب في الحصول على فضل مجالس الذكر عليه المشاركة في بمجالس ذكر حقيقية وليست عبر شبكة الإنترنت. من جهة أخرى، تقول ريما الأحمدي (مشتركة): "اشتركت في موقع خاص لختم القرآن مع مجموعة أفراد، فأنا في العادة أختمه مرة واحدة خلال الشهر ولكن بالطريقة الجماعية والتحفيز الذي يقوم به الأعضاء لبعضهم البعض أتوقع أن تختمه بشكل أكبر"، معتبرة أن مشاركتها في الموقع وكأنها شاركت في مجلس ذكر وعلم. وعند إبلاغها بأن مجالس الذكر مختلفة أكدت أنها تحصل على الثواب والأجر لأنها تجتمع مع الغير على عمل صالح وتدعو غيرها لذلك، منوهة إلى أن جداول الأعمال تساعد المتكاسل أو المتخاذل لزيادة كمية ومقدار عباداته لأنه يطمح بأن يزيد رقم حسناته وهو ما لا يحدث في حال قام الفرد بالأعمال دون جدول يذكره بما فعل وما لم يفعل. بدورها، تؤكد شيماء العثمان أنها ترغب في أن تنجح مع أعضاء الموقع في الوصول إلى عشرة ملايين ختمة لأن فيها إحياء للقرآن، رافضة أن تكون المرات القليلة بقراءة القرآن أفضل لأنها تستطيع أن تتأنى وتتعمق وفي الوقت نفسه تختمه أكثر من مرة، معتبرة أن الجداول التي انتشرت ساعدتها كثيرا لزيادة ما تقوم به من أعمال وعبادات وأن عدد الحسنات الذي تحتسبه يزيدها حماسا أكثر حتى لو أنها تعرف أن تلك الأعمال مرتبطة بقبول الله فهذا أمر نفسي داخلي.
إنشرها

أضف تعليق