FINANCIAL TIMES

فضيحة المناخ .. لا أعذار لعالم يتمسك بالإنكار

فضيحة المناخ .. لا أعذار لعالم يتمسك بالإنكار

قال مارك توين ذات مرة: ''الجميع يتحدث عن الطقس، لكن لا أحد يفعل شيئاً حيال ذلك''. هذه العبارة الموجزة تبدو صحيحة اليوم بطريقة لم تكن لتخطر قط على بال هذا الروائي الأمريكي. لمدة 20 سنة تقريباً، ظل زعماء العالم يجتمعون بصورة منتظمة لمناقشة خطر الاحترار العالمي، دون تحقيق نتائج ملموسة تذكر. وكما ثبت في قمة المناخ الأخيرة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فإن الأقوال أسهل كثيراً من الأفعال. في أعقاب القمة (التي عقدت في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن)، تغير اسم العاصمة بسرعة من ''هوبنهاجن'' (عاصمة الأمل) إلى ''بروكنهاجن'' (عاصمة خيبة الأمل). ولعل هيلاري كلينتون كانت تلتزم حدود الأدب حين وصفت القمة بأنها ''أسوأ اجتماع حضرته منذ مجلس طلاب الصف الثامن في المدرسة''. ستروب تالبوت، رئيس معهد بروكينجز، وبيل أنثوليس، وهو زميل أول في المعهد، اللذان كانا من أعمدة إدارة الرئيس بيل كلينتون، يفضلان وصف كوبنهاجن بأنها ''خيبة أمل مفيدة''. في كتابهما الذي جاء في وقته تماماً، إذ يعرضان فيه الحكاية بحركة سريعة. يبين لنا المؤلفان مكاننا اليوم في سياسة الاحترار العالمي، وهما ينظران إلى كوبنهاجن على أنها تشير إلى عبث الاعتماد على الأمم المتحدة لتكون الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها التصدي للتغيرات المناخية. في مايلي مزيد من التفاصيل: قال مارك توين ذات مرة: ''الجميع يتحدث عن الطقس، لكن لا أحد يفعل شيئاً حيال ذلك''. هذه العبارة الموجزة تبدو صحيحة اليوم بطريقة لم تكن لتخطر قط على بال هذا الروائي الأمريكي. لمدة 20 سنة تقريباً، ظل زعماء العالم يجتمعون بصورة منتظمة لمناقشة خطر الاحترار العالمي، دون تحقيق نتائج ملموسة تذكر. وكما ثبت في قمة المناخ الأخيرة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فإن الأقوال أسهل كثيراً من الأفعال. في أعقاب القمة (التي عقدت في العاصمة الدانماركية كوبنهاجن)، تغير اسم العاصمة بسرعة من ''هوبنهاجن'' (عاصمة الأمل) إلى ''بروكنهاجن'' (عاصمة خيبة الأمل). ولعل هيلاري كلينتون كانت تلتزم حدود الأدب حين وصفت القمة بأنها ''أسوأ اجتماع حضرته منذ مجلس طلاب الصف الثامن في المدرسة''. ستروب تالبوت، رئيس معهد بروكينجز، وبيل أنثوليس، وهو زميل أول في المعهد، واللذان كانا من أعمدة إدارة الرئيس بيل كلينتون، يفضلان وصف كوبنهاجن بأنها ''خيبة أمل مفيدة''. في كتابهما الذي جاء في وقته تماماً والذي يعرضان فيه الحكاية بحركة سريعة، يبين لنا المؤلفان مكاننا اليوم في سياسة الاحترار العالمي، وهما ينظران إلى كوبنهاجن على أنها تشير إلى عبث الاعتماد على الأمم المتحدة لتكون الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها التصدي للتغيرات المناخية. يجادل المؤلفان بأن أهم القوى في العالم، خصوصاً الولايات المتحدة والصين والهند والاتحاد الأوروبي، ينبغي عليها أن تكمل المنهج متعدد الأطراف بمنهج ''الحد الأدنى من الأطراف''، على اعتبار أن عدد المشاركين يتناسب عكسياً مع السرعة التي يمكن بها لإحدى العمليات أن تحقق نتائجها. لكن هذا يظل مع ذلك يترك كثيراً من اللاعبين خارج اللعبة. كما أن السياسة المحلية أصبحت أقل ترحيباً في واشنطن وأوروبا منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي. كما يلاحظ المؤلفان، كان من الأمور الشائعة والمرغوبة في وسط العاصفة الثلجية التي أصابت واشنطن في شباط (فبراير) الماضي أن يتندر الجمهوريون بإطلاق نكات حول قدوم الاحترار العالمي. حتى أن جيم ديمنت، وهو عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ساوث كارولينا مشهور بتشككه في ظاهرة الاحترار العالمي، أنشأ قبة ثلجية مرتجلة في ''كابيتول هيل'' ـ مقر مجلس الشيوخ ـ ليبرز هذه النقطة. يضع الكتاب على النحو الصحيح فضيحة المناخ الأخيرة ذات التوقيت الكارثي في سياقها السليم. تسريب رسائل إلكترونية ساخرة من وحدة التغيرات المناخية في جامعة إيست أنجليا، والكشف في الوقت نفسه تقريباً عن أنه كانت هناك مشكلات في جزء من التقرير الأخير الذي أصدرته الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (والذي بالغ في الأرقام التي تبين تراجع الجبال الجليدية في منطقة الهمالايا)، اعتُبِرا من قبل المتشككين على أنهما دليل على فساد العملية بأكملها. لكن بالنظر إلى الثقل الهائل للأبحاث، فإن هذين الأمرين يعدان بمثابة العثور على إبرة في كومة قش ومن ثم التصريح بأنه ليس هناك قش يمكن للعين أن تراه. لكن تداعيات الحادثتين اقترنت بالتراجع الاقتصادي العظيم وأدت إلى وقف التشريع الأمريكي بصورة مفاجئة. على الرغم من إطلاق مشروع قانون مخفف للغاية في مجلس الشيوخ في الآونة الأخيرة لوضع سقف للانبعاثات الكربونية في قطاع الطاقة الأمريكي، فإن الزخم لا يزال بعيداً عن التحقيق. أي جمهوري يصوت لصالح ما أطلِق عليه منذ الآن ''ضريبة الطاقة'' سيكون في حكم المؤكد أنه يوقع على الحكم بإعدامه من الناحية السياسية. مع ذلك فإن المؤلفين لا يعتذران ولا يشعران بالحرج في عرض قضيتهما القائلة إن الوقت هو الآن وإلا سيفوت الأوان (يقول إجماع العلماء إن الوقت هو عام 2015) إذا أراد العالم أن يعكس نسبة نمو الانبعاثات. وهما يقولان في الكتاب: ''عذر أسلافنا كان الجهل. وعذر أحفادنا سيكون العجز وقلة الحيلة. أما نحن فلا عذر لنا''. في وجه التحديات التي من هذا القبيل غالباً ما يجد القارئ نفسه وهو يتساءل عما إذا كان بمقدورنا أن نكون عند مستوى التحدي الذي يتطلبه منا المؤلفان. يشَبِّه المؤلفان التهديد المقبل من التغيرات المناخية بالمعركة النووية الفاصلة بين الخير والشر، ''ارمجدون''، أثناء الحرب الباردة، ويشيران إلى أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى الوفاة بسبب مئات الجروح، في حين أن المعركة النووية عبارة عن ''موت قاس بسيف ديموقليس''. من الأسهل بكثير حشد الرأي العام للتصدي لتهديد يمتلك القوة لإحداث هذا التدمير الهائل. في المقابل فإن الموجة الثلجية الخفيفة اعتبرها المتشككون دليلاً على أن التغيرات المناخية ليست إلا حديث خرافة. قارن منهج ديمنت نحو السياسة بالثورة التي يقول المؤلفان إن الحاجة تدعو إليها لإحداث التغيرات المطلوبة. يجادل المؤلفان بأن تحسين العملية التي امتدت من ريو دي جانيرو في عام 1992 إلى كوبنهاجن في عام 2009 سيتطلب أمراً ''لا يقل عن ثورة في المجتمع المدني العالمي، في فهمنا لواجباتنا كمواطنين للعالم''. لا بد للناس أن يبدأوا بإدراك أن ''الأمريكيين مسؤولون أكثر من أي شخص آخر من حيث التسبب في المشكلة ومن حيث الريادة في البحث عن الحل''. مشروع القانون الذي تم تمريره في مجلس النواب الأمريكي في السنة الماضية تعثر إلى حد ما لأن مجلس الشيوخ يعتقد أن التكلفة ستكون أعلى مما يجب بالنسبة للمواطن الأمريكي العادي. قدِّر هذا العبء بأنه يتراوح بين 80 دولاراً و400 دولار في السنة. هذا الكتاب يعد حجة ممتازة في سبيل اتخاذ الإجراءات اللازمة. لكن الناس لا تستجيب للحالة الطارئة إلا حين تعتقد أنها تمر في حالة طارئة. في الوقت الحاضر، من الواضح أن الناس لا ترى ذلك.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES