FINANCIAL TIMES

«سواتش» تعمل بشكل منتظم كالعادة

«سواتش» تعمل بشكل منتظم كالعادة

«سواتش» تعمل بشكل منتظم كالعادة

تبديل قادة الأعمال الكبار ليس أمراً سهلاً، ويبدو ذلك أكثر صعوبة حين يكون هذا القائد هو والدك. وبناءً عليه، تم توجيه نايلة حايك لتؤكد أن ''العمل يجري كالمعتاد'' في شركة صناعة الساعات الرائدة في العالم خلال الأسبوع الماضي، في أول تعليق علني لها منذ أن خلفت والدها في منصب رئاسة مجلس إدارة مجموعة سواتش. كانت الحايك الاختيار المفاجئ لتخلف والدها نيكولاس حايك كرئيسة لمجلس الإدارة بعد موته غير المتوقع في العمل. وكان يعد على نطاق واسع أن الحايك، مؤسس مجموعة سواتش، هو خبير صناعة الساعات السويسرية. حتى في سن 82 عاماً، بقي الحايك الذي لا يكل، والمهندس الذي جمع المعرفة الفنية مع المهارة الطبيعية، الشخصية المهيمنة في المجموعة. وتوقع كثيرون أن تذهب الرئاسة إلى أخ السيدة حايك الأصغر، نك، والذي رغم أنه يعيش في ظل أبيه، ينظر إليه على أن أداءه جيد منذ أن تم تعيينه في منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة في عام 2003. أرضى الشعور بالاستمرارية المستثمرين، بعيداً عن بعض الهمهمة بشأن التزام السيدة حايك بالوظيفة. رغم أنها عضو مجلس إدارة منذ عام 1995، ومن المفترض أنها مسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط داخل المجموعة، إلا أن السيدة حايك معروفة بشكل أفضل كفارسة، ومربية خيول، وليس بائعة أو مديرة. وفي ضيعتها شمالي سويسرا بالقرب من بحيرة كونستانس، اكتسبت سمعة دولية بصفتها عضواً في المنظمة العالمية للخيول العربية – مركز، حسبما يزعم البعض، الأمر الذي ساعدها على الوصول إلى بعض حكام منطقة الخليج المحبين للخيول. أما الآن، فينبغي على السيدة حايك، 59 عاماً، أن تحل محل والدها، وتقود مجموعة مدرجة في البورصة، وتشتمل علاماتها التجارية البالغة 19 علامة تجارية على أساطير علم الوقت مثل ''أوميغا''، و''بريغيت''، ناهيك عن ذكر العلامة التجارية الحاضرة في كل مكان، ''سواتش''. يبدو أن المخاوف بشأن حدوث قلاقل عائلية في غير مكانها: وصف شقيقها نك التعيين بكونه منطقياً تماماً، بالنظر إلى أنه تمت ترقيته شقيقته خلال هذا العام لتصبح واحداً من نائبي والدها في منصب رئاسة مجلس الإدارة. وعلاوة على ذلك، أشار المحللون إلى أن نك، 55 عاماً، تم منحه كذلك عضوية مجلس الإدارة في الوقت ذاته. غير أن أولئك الذين أثنوا على تعيين السيدة حايك بصفته اعترافاً من جانب مجموعة سواتش بأفضل ممارسات حوكمة الشركات، يحملون على الأرجح الطرف الخاطئ من العصا. الصحيح هو أن مجلس إدارة المجموعة يشتمل على أشخاص ذوي قيمة مثل جان – بيير روث، المحافظ السابق للبنك الوطني السويسري، وهو شخص في غاية الذكاء رغم سحره السويسري – الفرنسي السلس. جاءت ترقية السيدة حايك، ليس لأن إعطاء الوظيفة إلى شقيقها كان سيجذب الانتقادات بسبب تفويضه المزدوج كرئيس مجلس إدارة، ورئيس تنفيذي، إذ طالما أثبتت مجموعة سواتش أنها بعيدة عن موضة السوق السائدة. #2# إن هذه الشركة، رغم كل شيء، هي الشركة التي ختمت على تقريرها السنوي لعام 2008 التحذير التالي: ''لا ينصح بهذا النشر للاعبين البهلوانيين، والمشعوذين في السيرك المالي ليومنا هذا''. وحيث إنها تكره على نحو مشهور محللي الأسهم، ومبدأ الفترة القصيرة بشكل عام، فإن الشركة تنشر بانتظام نتائجها بشكل مبكر لتربك صناديق التحوط التي تحاول أن تقوم بدورة سريعة. إلى حد ما، جاء تعيين السيدة حايك بشكل رئيس لأنه يتوافق مع رغبات والدها، كما يفهم زملاؤه في مجلس الإدارة ذلك. تعافت سوق الساعات العالمية بقوة منذ أزمة العام الماضي، وأثبتت اندفاعاً إيجابياً جعل نيكولاس، ونك حايك، يبدوان أكثر تفاؤلاً مقارنة بمنافسيهما. منذ ذلك الحين، تفوق أداء مجموعة سواتش، مثل ''ريتشمونت''، ثاني أكبر مجموعة للسلع الفاخرة في العالم، والمجموعات المستقلة القوية غير المدرجة في البورصة، مثل ''باتيك فيليب''، واكتسبت حصة سوقية من العلامات التجارية الأقل استقراراً على الصعيد المالي. وأشارت المجموعة إلى أنها يمكن أن تستفيد من عدم اليقين الحالي – وكومة السيولة التي لديها التي تبلغ 1.1 مليار فرنيك سويسري – لتنفيذ استحواذات. تم في الأسبوع الماضي شراء مورد صغير، الأحدث في سلسلة من الصفقات مثل تلك. وستتعزز قبضة الشركة على صناعتها، في الأحوال كافة، على نحو أكثر ابتداءً من العام المقبل، حين تتوقف مجموعة سواتش في النهاية عن إمداد العلامات التجارية المنافسة بصناديق من قطع الساعات، وتبيع سلعاً تامة الصنع فحسب. أجبرت هذه الآفاق بعض المنافسين على الاستثمار بقوة في تأسيس طاقتهم الإنتاجية الخاصة بهم، وستجعل الأمر أكثر صعوبة للواصلين الجدد ممن يزعمون أنهم شركات تصنيع حقيقية – المنتجين المتكاملين عمودياً بالكامل، ممن يفرضون أسعاراً تماثل ذلك المركز. ربما تثبت عائلة الحايك خطأ المثل القائل إن أحد الأجيال يصنع الثروة العائلية، والجيل الثاني يدمجها، والجيل الثالث يخسرها، حيث تسيطر العائلة معاً على نسبة 41 في المائة من حقوق التصويت في مجموعة سواتش. تضمنت أحدث التغييرات في شؤون الموظفين في المجموعة ترقية مارك حايك، حفيد المؤسس البالغ من العمر 39 عاماً، ويستعد ليكون الرئيس التنفيذي في المجموعة ليتولى ''برغيت''، العلامة التجارية الشهيرة التي أعادها جده إلى الحياة إلى حد كبير.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES