مختصون يدعون الهيئة العالمية لبذل المزيد من أجل تأصيل الاقتصاد الإسلامي والتنمية الشاملة

مختصون يدعون الهيئة العالمية لبذل المزيد من أجل تأصيل الاقتصاد الإسلامي والتنمية الشاملة

دعا مؤتمر ''رابطة العالم الإسلامي .. الواقع واستشـراف المستقبل''، الذي عُقد في مكة المكرمة الأسبوع الماضي الرابطة إلى الاستمرار في بذل جهودها في مجالات الاقتصاد الإسلامي والتنمية الشاملة، وأثني المؤتمر الذي عُقد بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس رابطة العالم الإسلامي على إنشائها الهيئة العالمية للاقتصاد الإسلامي، كما دعاها إلى الإسهام في دراسة عوامل القوة وأسباب الضعف في المجالات الاقتصادية في العالم الإسلامي، ومتابعة تعاون المنظمات الشبابية مع حكومات الدول الإسلامية لحل مشكلة البطالة التي تنتشر في بعض مجتمعات المسلمين، والتعاون مع الهيئات والمؤسسات الخيرية والبنوك الإسلامية في دراسة تحقيق التكافل الاجتماعي والإفادة من أموال الزكاة في الحد من انتشار الفقر في عديد من مجتمعات المسلمين، وبذل مزيد من الدراسة والبحث في أهمية الابتعاد عن المعاملات الربوية، وإيجاد البدائل المتوافقة مع الإسلام، وعلاج المشكلات الاقتصادية والمالية، والتخلص من محدودية الاستثمارات الوطنية، وضعف الإنتاجية، وهجرة الأموال والعقول. تثمين جهود الهيئة وفي السياق نفسه دعا الشيخ بدر القاسمي عضو المجلس التنفيذي للملتقي العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين برابطة العالم الإسلامي إلى تفعيل أكبر لدور الهيئة، وثمن القاسم، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجمع الفقه الإسلامي في الهند، جهود الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل في تأصيل النظرية الاقتصادية والتمويلية، وقال القاسمي الذي كان يتحدث في إحدى جلسات فعاليات المؤتمر إن الرابطة خطت خطوة موفقة بإنشائها لهذه الهيئة خاصة في ظل حاجة العالم الإسلامي إلى اقتصاد إسلامي حقيقي، وأضاف أن العالم اليوم في حاجة أكبر إلى مثل جهود هذه الهيئة في ظل ما يعيشه من أزمة مالية أكدت ضرورة وجود نظام بديل عن النظام الربوي الذي أثبت فشله، وأضاف ''نحن نرفع منذ 50 عاماً شعار البديل الإسلامي دون أن نهتم بتكريسه على أرض الواقع، فهذا الشعار في حاجة إلى مزيد من التأكيد والإثبات، وخاصة في ظل الظروف المالية التي تؤثر في الاقتصاد العالمي، فالبرغم من أن المؤسسات المالية الإسلامية قد نجحت في تكريس دورها خلال الفترات الماضية إلا أن المطلوب منها المزيد لأن المسلمين في حاجة إلى نظام اقتصادي إسلامي صحيح بعيد عن النظام الربوي، كما أنهم في حاجة إلى صيغ استثمارية إسلامية مأمونة''. بذل المزيد ودعا القاسمي الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل إلى بذل المزيد لتكريس دورها في ضبط عملية تصنيف الرقابة وفي ضبط وتقييم المؤسسات المالية باعتبارها منظمة عالمية تتبع لرابطة العالم الإسلامي التي تستشرف آفاق مستقبلية أرحب خلال الـ 50 عاماً المقبلة، كما دعا الهيئة إلى تهيئة كوادر مدربة لإدارة المؤسسات والبنوك المالية الإسلامية حتى تبتعد هذه المؤسسات عن استخدام كوادر القطاع الربوي. ودعا الهيئة إلى تجميع طاقات الفقهاء المتخصصين لبناء قاعدة للمعلومات الفقهية التي من شأنها - كما قال – أن تساعد في ابتكار منتجات بنكية إسلامية حقيقية تعبر عن روح الإسلام وتبتعد بها عن المنتجات التقليدية، وقال إنه يتمني ألا تكون الهيئة جهة منعزلة عن الواقع خاصة أن بعض المؤسسات المالية الإسلامية مقبلة على أزمات، حيث يلزم الهيئة القيام بدور الحماية، والعمل على إنشاء مراكز معلومات حقيقية تعمل على تطوير الاقتصاد الإسلامي، فالفقه الإسلامي - كما قال - في حاجة إلى عقول منظمة تهتم بالأمور العظيمة التي تهم الأمة الإسلامية، كما طالب الهيئة بضبط وتنظيم الجهود التي من شأنها المساهمة في إنشاء نظام اقتصادي وتمويلي بارز وإقامة الدورات وإنشاء المعاهد ومراكز التدريب. وختم حديثة قائلاً: ''لا بد من تكريس دور المؤسسات المالية الإسلامية ودور الاقتصاد الإسلامي في حياتنا وهو ما يمكن أن يتحقق بجهود الهيئة في مراقبة الواقع وفهمه فهماً دقيقاً وبناء قاعدة للتصنيف والرقابة وإلزام المؤسسات المالية بالافتاءات الصادرة من المجامع الفقهية''. استعراض المنجزات هذا وقد شهد جناح الهيئة مشاركة واسعة من المشاركين في المؤتمر والقادمين من أنحاء مختلفة من العالم، وقد قام الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بتفقد المعرض وأثني على جهود الهيئة في نشر مبادئ الاقتصاد والتمويل الإسلامي. يذكر أن جناح الهيئة اشتمل على عديد من العروض التي قدمت صور موجزة عن أهم منجزات الهيئة خلال السنوات الماضية، كما شمل عددا من إصداراتها المتخصصة، إضافة إلى فيلم تعريفي لخص ما قامت به الهيئة.
إنشرها

أضف تعليق