نقص المهارات يمثل أكبر مصدر قلق للصناعة الأوروبية

نقص المهارات يمثل أكبر مصدر قلق للصناعة الأوروبية

نقص المهارات يمثل أكبر مصدر قلق للصناعة الأوروبية

العودة إلى المدرسة بالنسبة لقطاع يَجهَد لجسر فجوة المعرفة.

إذا أردت أن تخيف صناعياً أوروبياً، لا تتحدث عن أزمة اليونان أو السندات أو النمو الاقتصادي، وإنما عن المهارات.
القارة الأوروبية تجد نفسها الآن عالقة بين آسيا النشطة والولايات المتحدة التي ما تزال تتمتع بالقوة. وهي تعول على المعرفة حتى تضمن أن تظل لها مكانتها المهمة. بالنسبة للشركات الصناعية، هذا يعني تطوير منتجات في التكنولوجيا المتقدمة تكون ذات نوعية ممتازة لا تستطيع إنتاجها البلدان المنافسة ذات التكاليف المنخفضة. لكن العدد المتناقص للسكان الأوروبيين وتراجع الاهتمام بالعلوم بين الأطفال لا يبشر بنتائج جيدة. يقول جياكومو تاكي، كبير التنفيذيين لشركة تاكي لصناعة الأدوات في إيطاليا: ''أكبر مصدر للقلق بالنسبة لشركتنا وصناعة التكنولوجيا الأوروبية يدور حول المعرفة. أعمالنا قائمة على الابتكار، الذي يقوم بدوره على المعرفة. أخشى أننا في إيطاليا سنعاني قريباً نقصا في المعرفة التي يتلقاها الأطفال في المدارس.''
استجابة تراكي لهذا الوضع هي نفسها استجابة كثير من الشركات الأوروبية، وهي العمل بصورة وثيقة مع إحدى الكليات التقنية المحلية لمساندة تطوير الطلاب. ويقول: ''لكنني أخشى ألا يكون هذا كافياً'' .
الشركات الأخرى ذهبت أبعد من ذلك. شركة سيمنز، وهي أكبر شركة هندسية في أوروبا، أرسلت إلى رياض الأطفال آلاف الصناديق التي تحتوي على معدات مصممة لإثارة الاهتمام بالعلوم. شركة هانيويل، وهي شركة صناعية أمريكية، تدير برنامجاً في 11 مدرسة في ثمانية بلدان في أوروبا وآسيا وشمال أمريكا، يقوم فيه المراهقون ببناء ألعاب على شكل سيارات كهربائية. يقول ديف كوت، كبير التنفيذيين في الشركة: ''في شركة يعمل فيها 125 ألف شخص، فإن الحصول على الأشخاص المناسبين هو أمر مهم تماماً'' .
هناك نقص حاد في المهارات. ألمانيا، المشهورة بقدرتها التصنيعية، في حاجة إلى 30 ألف مهندس، وفقاً لما تقوله جمعية في دي آي للصناعة. وقد استجابت المجموعة خلال السنوات الأخيرة لمجموعة من المبادرات، تشتمل على نادٍ يتلقى فيه الأطفال (الواقعة أعمارهم بين أربع سنوات إلى 12 سنة) أجهزة ومجلات. كما تساعد في تنظيم مسابقة سنوية للطلاب لإنشاء سيارة رياضية والسباق فيها حول مسار السباق المخصص لفورميولا 1 في مدينة هوكنهايم.
هل كل هذه الجهود تعتبر كافية؟ كثير من المراقبين يشكُّون في ذلك، ويشيرون إلى أن الشركات الأوروبية أخذت منذ الآن بالتحول إلى الخارج، خصوصاً آسيا، لسد الفجوة. يقول بي جي سرينيفاس، رئيس القسم الأوروبي لشركة تكنولوجيا المعلومات الهندية، ''إنفوسيس'' يقول إن التعليم يسبب خيبة أمل للقارة. ويضيف: ''العلم في وضع طيب في الهند. نحن نريد هذه الإثارة. لكنني أخشى أن أوروبا ستعاني، والولايات المتحدة هي الرائدة في هذا المجال. في أوروبا نحن بحاجة إلى العودة والبدء بالدعوة للعلوم في المدارس''. لدى شركة إنفوسيس حرمها الجامعي الخاص في الهند، حيث يتم تدريب ما بين 25 ألفا إلى 30 ألف شخص سنوياً. يجادل سرينيفاس بأن التركيز الأوروبي على الاستدامة ينبغي ألا يقتصر على التغيرات المناخية، وإنما ينبغي أن يمتد كذلك إلى المدارس والقوة العاملة المستقبلية. ويقول: ''أوروبا لم تقم بما يكفي لاجتذاب وتطوير المواهب''.

الأكثر قراءة