default Author

آخر توقعات أسعار النفط

|
رغم انخفاض أسعار النفط في الأسبوع الماضي, إلا أن كل التوقعات تشير إلى عودة أسعار النفط إلى الارتفاع. ومراجعة سريعة لآخر توقعات الهيئات والبنوك المختلفة, تشير إلى أن متوسط هذه التوقعات هو 81 دولارا للبرميل عام 2010 ونحو 90 دولارا للبرميل عام 2012. هذه التوقعات، إن تحققت، ستنعكس بشكل إيجابي على الدول المصدرة للنفط, لأن هذه الأسعار أعلى بكثير من الأسعار التي بنيت عليها موازنات هذه الدول. إلا أن هناك مشكلتين. المشكلة الأولى أن هذه الأسعار ستسهم في رفع مستويات التضخم في الدول المنتجة، والمشكلة الأخرى أن انخفاض الدولار وسوء وضع الاقتصاد العالمي، وتدهور الأسواق المالية أخيرا تعني انخفاض قيمة الفوائض النفطية التي ستستثمر في الخارج. أسعار النفط في عامي 2010 و2011 يستعرض الشكل البياني رقم (1) أحدث توقعات الهيئات والبنوك المختلفة لأسعار النفط, وتوضح هذه التوقعات أن هناك اختلافا كبيراً حول أسعار النفط عامي 2010 و2011, ففي الوقت الذي يتوقع فيه خبراء ''الدتشة بانك'' أن يبلغ متوسط أسعار النفط 73 دولارا للبرميل عام 2010، يتوقع خبراء ''جولدمان ساكس'' أن يبلغ المتوسط 87 دولارا للبرميل للعام نفسه. ويتوقع خبراء ''جولدمان ساكس'' أن ترتفع الأسعار من مستواها الحالي إلى متوسط قدره 90 دولارا للبرميل في الربع الرابع من هذا العام. ولو نظرنا إلى متوسط السعر عام 2010 بناء على أسعار النصف الأول من العام والأسعار المستقبلية للنصف الثاني من العام, نجد أنه نحو 77.40 دولار للبرميل، الأمر الذي يدل على أن توقعات ''الدتشة بانك'' قد تكون مرتبطة بالأسعار في الأسواق المستقبلية. أما بالنسبة لتوقعات عام 2011، فإن هناك إجماعاً على أن الأسعار في ذلك العام ستكون أعلى من أسعار النفط عام 2010، إلا أن كمية الارتفاع تختلف اختلافا كبيرا بين منظمة وأخرى. ففي الوقت الذي يتوقع فيه خبراء ''الدتشة بانك'' أن يكون متوسط السعر 80 دولارا للبرميل عام 2011، يتوقع خبراء ''جولدمان ساكس'' أن يكون المتوسط 100 دولار للبرميل، كما يتوقعون أن تصل الأسعار إلى 108 دولارات للبرميل في الربع الرابع من عام 2011. ويبدو فعلا أن توقعات ''الدتشة بانك'' مرتبطة بالسعر في الأسواق المستقبلية, لأن متوسط السعر المستقبلي لعام 2011 يوم التوقع هو 79.30 دولار للبرميل. الطلب العالمي على النفط يستعرض الشكل البياني رقم (2) التوقعات المختلفة لنمو الطلب على النفط عام 2010، كما يبين أيضا التوقعات المختلفة لنمو إنتاج دول خارج ''أوبك''. وبالنظر إلى التوقعات المختلفة لنمو الطلب العالمي على النفط ونمو إنتاج دول خارج ''أوبك'' يمكن الربط بسهولة بين هذه التوقعات وتوقعات أسعار النفط أعلاه. مثلا، الأسعار التي يتوقعها خبراء ''جولدمان ساكس'' أعلى من غيرهم, لأنهم يتوقعون أن ينمو الطلب بمقدار 2.4 مليون برميل يوميا، وهي كمية أعلى من كل التوقعات الأخرى. وتراوح توقعات نمو الطلب بين 940 ألف برميل يوميا، وهو توقع ''أوبك''، و2.4 مليون برميل يوميا، وهو توقع ''جولدمان ساكس'', ويبلغ متوسط التوقعات المختلفة 1.6 مليون برميل يوميا. أما بالنسبة لتوقعات نمو إنتاج دول خارج ''أوبك'' فإن الخلاف حولها أقل من الأمور الأخرى, ربما لأنه من السهل حصر المشاريع الحالية وطاقتها الإنتاجية. وعلى الرغم من أن أغلبية التوقعات تراوح بين 500 ألف و600 ألف برميل يوميا، إلا أن توقعات خبراء ''جي بي مورجان'' تشير إلى زيادة قدرها 900 ألف برميل يوميا. ويذكر أن متوسط هذه التوقعات هو 600 ألف برميل يوميا. الخلاصة من الواضح أن هناك إجماعا على ارتفاع الطلب على النفط، وزيادة إنتاج خارج دول ''أوبك''، وارتفاع أسعار النفط. ومن الواضح أن هناك اختلافات عديدة, أهمها مدى ارتفاع أسعار النفط. الواقع أن مدى هذا الارتفاع سيعتمد على ردة فعل دول ''أوبك'' على التغيرات القادمة في أسواق النفط بشكل عام، ومستوى إنتاج السعودية بشكل خاص.
إنشرها