تعيش المملكة حقبة تاريخية على جميع الأصعدة, تتمثل في نجاحات كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية عربيا وعالميا, وإصلاحات اقتصادية وتشريعية داخلية, وتمتد لتصل إلى الحراك الكبير على مستويات العمل الخيري والاجتماعي, الذي أفرز لنا كثيرا من السمات المميزة التي يحملها أبناء هذا الوطن من حرص وتفان في تنشيط العمل الخيري والاجتماعي. وأبرز هذا الحراك الخيري الاجتماعي نماذج وطنية مضيئة تستحق الإشادة والثناء وتبعث على الاعتزاز والفخر, وتستحق منا جميعا الاعتراف بجهودهم وما قدموه من خدمات وطنية إنسانية, وقودها الرئيس جهودهم الفردية والجماعية للوصول إلى أهداف خيرية بحتة, ولا يريدون من ذلك جزاء ولا شكورا. وهذا الجهد الملاحظ يحتم علينا كمجتمع وكأفراد أن نبرز دورهم بشكل يساعد على خلق أمثلة نجاح تكون قدوة للأجيال القادمة بهدف رئيس وحيد وهو الارتقاء بهذا الوطن والاهتمام بمواطن هذا الوطن.
وكجزء من الاعتراف بجميل تلك الأسماء المميزة, وكجزء من شكرنا جهودهم, وجدت من المناسب تخصيص جزء من هذه المساحة للتذكير ببعض تلك الأسماء المضيئة والتذكير بجهودهم الخيرية, وتلك الأسماء لشخصيات صادفني الحظ بالاطلاع عن قرب على تجاربهم أو تواترت الراويات عن جهودهم.
(امرأة) استطاعت في سنوات قليلة أن تحول موضوعا لا يعرفه أحد من العامة والمتخصصين إلى موضوع يهم المجتمع بأكمله, واستطاعت سعاد يماني أن تجعل من موضوعها حديث الرياضة والرياضيين والسياسيين والأكاديميين والحكوميين والاقتصاديين. وسارت بهمة عالية ورغبة جامحة في توسيع نطاق الاهتمام بذوي اضطرابات تشتت الانتباه وفرط الحركة حتى وصلت به إلى قبة مجلس الشورى، ومنه إلى موافقة مجلس الوزراء على المشروع الوطني للتعامل مع ذوي اضطرابات تشتت الانتباه وفرط الحركة, عندما تحولت (مجموعة) تحاول بجهودها الشخصية ووقتها, وقد يكون مالها, لتلفت النظر إلى قضيتها الاجتماعية التي تصل إلى الكثير والكثير من بيوت هذا الوطن, لتحولها إلى (جمعية) فرط الحركة وتشتت الانتباه, فإن ذلك إنجاز اجتماعي مهم. وعندما ينتهي بذلك الجهد إلى رعاية خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ في حزيران (يونيو) 2010 فعاليات المؤتمر العالمي لجمعية فرط الحركة وتشتت الانتباه, فإن ذلك كان نتيجة حقيقية ومهمة لجهود مباركة وأهداف نبيلة، كانت وما زالت سعاد يماني والعاملون معها يؤمنون بها.
استطاعت هذه السيدة السير قدما فيما تعتقد صحته وتؤمن بفكرته وأهدافه, ورغم كثير من التحديات التي واجهتها, إلا أنها استطاعت أن تؤسس لعمل خيري اجتماعي, أقل ما يوصف به أنه استثنائي. ولهذا فإن استعراض تجربة سعاد يماني في تأسيس عمل خيري مهم يجب ألا يمر مرور الكرام, وأن يكون إلهاما للآخرين للتطوع فيها واستثارة لعواطف الغيورين لمساندتها, وطرقا لاهتمام الميسورين لدعم هذه الجمعية اليافعة لاستمرار نجاحها واستدامة نشاطها ونتائجها, وامتداد ذلك إلى جميع المؤسسات الخيرية.
وأنا هنا أؤكد للدكتورة سعاد يماني ولكل العاملين والمجتهدين والمتطوعين والمهتمين والداعمين إلى جانبها, أن نجاح الجمعية نجاح لنا جميعا, ومثال, نسأل الله أن يكون قدوة لجميع من لهم اهتمام بقضايا اجتماعية وخيرية.
إلى لقاء آخر مع نماذج وطنية مضيئة.
فاصلة
أشكر الإخوان والأخوات الذين أرسلوا بعض الاقتراحات بأسماء تستحق الإشادة في العمل الخيري والاجتماعي في المملكة, وأتمنى من المهتمين إرسال معلومات عن إنجازات تلك الأسماء.