الإدارة الإلكترونية ضرورة أم رفاهية

الإدارة الإلكترونية ضرورة أم رفاهية

يمر عصرنا الحالي بتطور كبير جداً وتسارع في الخطى في مجال المعلومات والاتصالات, حتى سمي بعصر "الانفجار المعرفي". و يتطلب هذا من الدول أن تواكب التطور وتسايره وتتعايش معه حتى لا تتخلف عن ركب الدول المتقدمة. وقد كان للثورة العلمية في مجالي الحاسب الآلي والانترنت تأثيره الكبير على كافة مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. ويعد هذا التحول أحد المظاهر التي فرضتها التقنية, والعولمة وتحدياته وأدى ذلك بشكل أو بآخر إلى تغيير هيكل العمليات والمعاملات و الإجراءات و البنى و المهارات وسياق اتخاذ القرارات و معايير الأداء و أشكالها, فضلاً عن امتداد الخدمة في بعض الأحيان إلى خارج التوقيتات الرسمية, إذ أن بعض الخدمات الإلكترونية تعمل على مدار الساعة مما يتيح للمواطن إنجاز معاملاته دون حواجز الوقت و المكان و بشفافية تامة بين المواطن وبين المنظمة التي يستفيد من خدماتها (الضافي 1427هـ, ص 2). و قد ذكر نجم (2009م) أن الإدارة الإلكترونية المرتكزة على الإنترنت و شبكات الأعمال تصبح أكثر مشاركة وأكاد أقول ديمقراطية تنظيمية لصالح: أ‌- إزالة الفجوة التنظيمية بين الإدارة في الأعلى والعاملين في الأسفل. ب‌- إلغاء التقسيم التقليدي بين الإدارة (التي تتخذ القرار) والعاملين (الذين ينفذون), و الاستشاري (الذي يقدم النصح و التوصية). ج- إعادة بناء الأدوار و الوظائف بما يحول الإدارة التي كانت صانعة القرار إلى إدارة استشارية (تقديم الاستشارات التي تساعد على إزالة العقبات), أو إدارة تنفيذية كل همها هو حل المشكلات و معالجتها (ص 153). و لم تكن الإدارة المدرسية بمنأى عن ذلك التغيير, مما يوجب على العاملين في هذا المجال مواكبة هذا التطور والاستفادة من هذه التقنيات الحديثة بما يعود بالنفع على العملية التعليمية. ولذلك فإن استخدامات الحاسوب في الأغراض التربوية كالبحث التربوي وإدارة شؤون المدارس من حيث التسجيل والعلامات وحفظ السجلات قد قطع شوطاً واسعاً (عيادات, 1425هـ, ص 74). إن تطبيق الإدارة الإلكترونية في إدارة المدرسة قد أصبح أمراً ضرورياً لا بد منه من أجل تمكينها من أداء أعمالها بيسر وسهولة مع الدقة والسرعة في الإنجاز و تقليل التكاليف والنفقات, مما ينعكس بدوره على رقي و تطور الإدارة المدرسية. كما أن أهمية مدير المدرسة في إدارة العملية التعليمية و تحقيق الأهداف المرجوة من الإدارة المدرسية توجب الاهتمام بالأساليب التقنية الحديثة التي توفر الوقت والجهد والمال, وتسهل على مدير المدرسة أداء مهامه الإدارية والفنية والقيادية. و قد أثبتت البحوث والدراسات أهمية الإدارة الالكترونية والتصاقها بدرجة نجاح المؤسسة و تطور إنتاجها. فمن هذه الدراسات التي أكدت على أهمية تطبيق الإدارة الإلكترونية في المدارس, دراسة الدعيلج (1426هـ), و دراسة بخش (1427هـ), و دراسة حمدي (1428هـ), و دراسة العريشي (1429هـ), ودراسة المسعود (1429هـ). وقد اتجهت وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية إلى تطبيق الإدارة الإلكترونية في مدارس التعليم العام بدلاً من الإدارة التقليدية نظراً لعجزها عن القيام بأعبائها على أكمل وجه, ومن أجل أن تواكب التطور التقني الحاصل في جميع المنظمات الإدارية في العصر الحالي.
إنشرها

أضف تعليق