أين النخوة مع العابث الطليق؟

أين النخوة مع العابث الطليق؟

يعيش بيننا ويعبث كل يوم، ونحن نعتز بأنفسنا وبعقولنا وبقدراتنا، ثم يبقى حالنا مع هذا العابث على ما هو عليه، ولا جواب سوى تغاضي سواد الناس عن إساءته. كيف إذا قلت لكم إن هذا العابث الطليق يعيش في رعاية بعضكم؟ بل إن آلافا مؤلفة في مجتمعنا يدفعون الأموال من أجل أن يبقى معهم؟ وكيف إذا قلت لكم إنه أضر بأقرباء لكم من جميع الأعمار؟ والطامة التي يتناساها كثيرون هي أن هذا العابث الطليق قتل الآباء والإخوان والأبناء، فأين النصرة لهؤلاء؟ أين النخوة إن كنتم صادقين في محبتكم لآبائكم وإخوانكم وأبنائكم؟ ليس هذا تقولا ومبالغة لإثارتكم، فانتم تعرفون أن ما ذكرته عنه صحيح بالتجربة وبالعلم، وفوقهم جميعا بالدين الذي يوافق الفطرة السليمة ويدعم الإنسانية الصحيحة. كلكم تعرفون هذا المجرم الطليق، الظاهر المستتر، المرافق القاتل لأعزاء لنا، والذي بات كغيره من الأمور التي تفشت واستهنتم بها وضعفتم حتى صرتم تبالغون من أجلها وفي الدفاع عنها وتُسكتون كل من يحدثكم عنها. أكره هذا المجرم الطليق. ألحق الضرر بأحبة لي كثيرين، وأرسل أحبة آخرين إلى المستشفيات وأسلمهم للجراحة والمعاناة قبل أن يغيب بعضهم بسببه عن حياتي، فكيف لا أكرهه؟ وكيف لا يكرهه كل من فقد عزيزا بسببه؟ مهما رآه غيري أمرا عاديا لا شيء فيه أو أنه لا يتجاوز الكراهية، فإن رأيي الثابت فيه عن قناعة راسخة أنه حرام. أيها الأفاضل الذين تحاربون كل رائحة مقززة ولون كريه ومرض بغيض ومنافق غشاش، إذا ابتليتم بمحاباة هذا العابث الطليق واتخذتموه خليلا وأنفقتم عليه ما يحتاج إليه إخوة لكم في الإنسانية في كل مكان وتحتاجون إليه في الحياة الأخرى، ليتكم تترفعون عن ظلم أنفسكم وغيركم بأن تكُفّوا أذى التدخين عنكم جميعا، صغارا وكبارا. ليتكم تتذكرون أحبتكم الذين عذبهم وقتلهم ذلك البلاء، وتنتقمون لهم بمقاطعته إن قدرتم وصدقتم في محبتهم ومحبة أنفسكم وضيوفكم ومضيفيكم وجلسائكم... كل من رافق ذلك المداهن البغيض فليبدأ حياة جديدة حرة صحيحة خالية من سمومه ليرى النتائج السحرية في ذهنه ونشاطه وأنفاسه وقدراته كلها، وفيمن حوله من أهله وغيرهم، وفي الطمأنينة إذا ما قام في جماعة أو وحده يقابل خالقه العظيم. ما ألذ اتخاذ القرار الذي فيه أرقى العدل لأنه على النفس... البداية دائما بخطوة حرة واحدة فقط، في أي وقت وعمر ومكان.. عدد القراءات:500 * "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"
إنشرها

أضف تعليق