الصداقة ليست عذراً لانتهاك الحريات

الصداقة ليست عذراً لانتهاك الحريات

الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية على وجه البسيطة، حيث يكون الصديق في بعض الأحيان أقرب لصديقه من أخته وأخيه أو الزوج و حتى الأم، لكن مع الأسف غالبا ما يحول بعض الناس الصداقة إلى عقد تنتهك بموجبه الحريات الشخصية والخصوصية بطريقة طفيلية مزعجة، بل ربما صيروها وسيلة ممتازة لمعرف أدق الأسرار وآخر الأخبار عن الطرف الآخر خصوصا إذا تم تحريض الصديق الضعيف من قبل أحد الخصوم. وكثيرا ما سمعنا عن صديق تخلى عن صديقه لمجرد أنه لم يخبره بآخر ماجدّ من أسراره أو أسرار عائلته وحتى إذا لم تنته تلك الصداقة قد يظل ذلك الصديق حاقدا على صديقه أو كاظما لغيظة في صدره على الرغم من أن عدم إخباره بأسرار صديقه الدقيقة والخاصة لم يضره بشكل أو بآخر لكنه جعل فضوله عطشا! وكان بعض الأصدقاء لايعرفون أن الصديق الوفي والمخلص هو من يساند صديقه بكل الأشكال والصور ولا يجب أن يستخدم الصداقة جسرا للوصول إلى تحقيق المصالح والأهداف الشخصية، أو وسيلة لمعرفة الحياة الخاصة بالصديق ليعمل من خلالها مزودا للأخبار في المجالس الخاصة، دون أن يحمل خاطره بأنه يرتكب الخطأ في ذلك. في النهاية لكل إنسان مساحة يحب أن يبقيها لنفسه يتحرك فيها كما يشاء ولا يشعر أنه عار أمام الناس بكل عيوبه ومميزاته وأسراره أيضا هذا إضافة إلى أن النفس تميل إلى الكتمان خصوصا في المواضيع الحرجة التي قد تصيب سمعة العائلة كلها وقد تؤدي ربما إلى فضيحة. ثم أليس من الجميل أن يكون لأي بشر ذكرى أو حكاية يتشاركها مع نفسه ويتلذذ بتفاصيلها دون أن يزعج بأسئلة وتفاصيل لا تهم أحدا إلا هو؟ فلنضع الصورة في إطارها، الصداقة لا تنتهك الحرية الشخصية للفرد هذا إضافة إلى أن احترام الخصوصيات واجب من واجبات الصداقة بل هو شرط من شروطها لأن من حق كل إنسان ألا يسمح بأن يشاركه الصديق كل شيء وإذا وجد من يسمح لصديقه بذلك فليس معناه أنه فرض واجب على الكل. عدد القراءات:535 * "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"
إنشرها

أضف تعليق