تركي الفيصل: صورة المملكة السلبية في الخارج «أزلية»

تركي الفيصل: صورة المملكة السلبية في الخارج «أزلية»

أكد الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية, أن الصورة السلبية عن المملكة في الخارج ''أزلية'' ومتأصلة منذ القدم، مستشهداً ببعض الأسئلة التي كانت توجه له من قبل طلاب غربيين إبان دراسته في الولايات المتحدة، كانت تتمحور حول كم بئر نفط لديك؟وهل تنتقل في بلدك بواسطة الجمل أم الحمار؟وكم طابقا تضم خيمتك التي تسكن فيها؟ وأشار إلى أن التربية الأسرية في المجتمع السعودي التي تحرص على عدم التنطع والتكبر وتجنب التفاخر بالإنجازات كان لها تأثير مباشر في تلك الصورة لدى البلدان الأخرى، إلا أن الحراك الإيجابي الذي قامت به وسائل الإعلام السعودية خلال السنوات الأخيرة أسهم -على حد قول الفيصل- في تغيير الصورة السعودية إلى الأفضل وترك انطباعا إيجابيا لدى المجتمعات الأخرى. وأضاف الأمير تركي الفيصل، في المحاضرة التي ألقاها في جامعة الملك عبد العزيز في جدة تحت عنوان''الاعتدال'' والمندرجة ضمن كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي: ''خلال عملي في السفارة السعودية في الولايات المتحدة اطلعت على دراسة صحافية تحدثت عن زيارة وفد إسرائيلي كل أسبوع للولايات المتحدة في مساهمة لدعم العلاقات ونشر الثقافة الإسرائيلية غير أننا كنا نفرح بأربع أو خمس زيارات في العام لوفود سعودية لأمريكا، مشيدا بنجاح مؤتمر اقتصادي عقد أخيرا في شيكاغو ضم رجال أعمال سعوديين ونظراءهم الأمريكيين''.وتابع''الجميع منا مسؤول عن نشر ثقافتنا واعتدالنا في العالم وليست المسؤولية مقتصرة على الأجهزة الحكومية مطالبا في الوقت نفسه وزارة التعليم العالي بتخصيص سنة تحضيرية للطلاب المبتعثين قبل إرسالهم للدول الأجنبية للدراسة لتعريفهم بثقافة البلد المتجهين إليه''. وتحدث الأمير تركي الفيصل عن الغلو والتطرف، قائلا إن ما يعرف بجماعة الإخوان التي بدأت بذلك محليا حاول الملك عبد العزيز محاورتهم بشتى السبل بالتي هي أحسن ووضع محكمين بينه وبينهم من الأعيان والعلماء تجنبا منه للحرب العسكرية, حتى أنه في إحدى مقابلاته معهم عرض عليهم أن يتنحى عن الملك، إن كانوا يرون ذلك وقال لهم''أمامكم آل سعود اختاروا من ترونه يصلح ملكا منهم''، إلا أن كل ذلك لم يجد معهم نفعا, وقاتلهم رحمه الله رجلا لرجل والسيف بالسيف ومكنه الله من النصر عليهم. وبدأ الأمير تركي الفيصل محاضرته التي عقدها أمس، ورعاها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في حضور مدير الجامعة الدكتور أسامة الطيب ووكلاء الجامعات وعمداء الكليات، بتعريف معنى الاعتدال السعودي ثم ذكر مراحل اهتمامات الدولة السعودية بالاعتدال منذ 87 عاما من عهد مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ومرورا بعهود الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد يرحمهم الله جميعا، وإلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبد العزيز. وسلط الضوء على دعوة ورسالة المليك عبد الله للأمة الإسلامية وتأسيسه للحوار الوطني والعمل المنهجي كما عرض الأدوار التي يقدمها المليك في جميع المؤتمرات الداخلية والخارجية ليعلن للعالم أن الدين الإسلامي هو دين الوسطية والاعتدال. و ناقش الأمير تركي الفيصل العديد من المحاور العلمية منها التقيد بالثوابت الدينية والخصوصية الثقافية والجذور التاريخية والمفاهيم الاجتماعية وأثرها في تشكيل أبعاد منهج الاعتدال السعودي إضافة إلى صياغة الأنظمة والمواقف السياسية وكذلك السياسات الاقتصادية والمرتكزات.
إنشرها

أضف تعليق